رفق الزمان بنا وكان عنيفا

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة رفق الزمان بنا وكان عنيفا لـ السري الرفاء

اقتباس من قصيدة رفق الزمان بنا وكان عنيفا لـ السري الرفاء

رَفِقَ الزَّمانُ بنا وكانَ عَنيفا

وغَدا لنا بعدَ القِراعِ حَليفا

ودَنَتْ ظِلالُ المَكرُماتِ وذُلِّلَتْ

أثمارُها للطَّالبينَ قُطُوفا

أهلاً بمَنْ رَعتِ المدائحُ رَوضَه

فعَرَفْنَ في أيامِه المَعروفا

وحنَتَه رأفتُه على زُوَّارِهِ

فأراهُمُ خَلَقَ النَّوائبِ ريفا

قَدِمَتْ بمَقدَمِه المكارِمُ فاغتَدَتْ

خُضْراً تَرُفُّ على العُفاةِ رَفيفا

وزَهَتْ بلادُ الحِصنِ بالقَمَر الذي

أهدى إلى القمرِ المُنيرِ كُسوفا

نَظَمَ الأَميرُ لها قَلائِدَ سُؤدُدٍ

أشرَفْنَ في لَبَّاتِها وشُنوفا

وغَدا الفُراتُ لبَيْتِه مُتَضائِلاً

لا يَستبينُ ضُؤُولةً ونُحوفا

فلو استطاعَ إليه قَصداً لانكَفى

حتى يُرَى عن قَصْدِه مَصروفا

لولا أبو العطَّافِ لم تَلْقَ النَّدى

غَضّاً ولم يَكُنِ الزَّمانُ عَطوفا

مَلِكٌ يراه عدوُّهُ مُتحنِّناً

ويراه طالبُ رِفْدِهِ مألُوفا

مُغْضٍ وليسَ لِحاظُه إن بَثَّها

إلا حياةً غَضَّةً وحُتوفا

وأغَرَّ يأنَفُ أن يَصُدَّ عَنِ الوَغى

حتَّى يُذِلَّ مَعاطِساً وأُنوفا

وفتىً إذا شُغِفَ الملوكُ بحفْظهِم

أضحَى بخَفْضِ عدوِّهِ مَشغوفا

سائِلْ بِصَوْلَتِه ابنَ مَزروعٍ وقد

وَلَّى يَشُقُّ من العَجاجِ سُجُوفا

وأَرَتْهُ خيفَةُ سَيفِه وسِنانِه

لينَ المِهادِ أسِنَّةً وسُيوفا

أوفَى عليه مُقارِعاً حتى إذا

أعطى القِيادَ أجارَه مَلهوفا

طوَّقْتَه بالمَنِّ حينَ مَلَكْتَه

طَوْقاً ثَقيلاً في الرِّقابِ خَفيفا

والدَّيلميُّ هَفَتْ به أُمنِيَّةٌ

غَرَرٌ يُفيدُ اللَّوْمَ والتَّعنيفا

وافاك كالمحتالِ يَختُلُ صَيْدَه

فأثارَ منكَ الأَصُيَدَ الغِطْريفا

وأحقُّ مَنْ يُضحي فريسةَ ضَيْغَمٍ

مَنْ رَاحَ مُقْتَحِماً عليه عَريفا

قَيَّدْتَ لَحْظَ جُفونِه فأرَيْتَه

رأدَ الضُّحى ليلاً عليه كَثيفا

وتَرَكْتَه ما إن يُعايِنُ إلفَهُ

إلا خَيالاً في المَنامِ مُطيفا

وكذاكَ من شُبَّتْ بأَرْضِكَ نارُهُ

أضحَى بنارِكَ طرفُه مَطروفا

لا تُعْدَ منك ربيعةُ الفَرَسِ التي

عَمَرَتْ جَنابَكَ مَربعاً ومَصيفا

أحَللْتَها للجُودِ رَوْضاً مُعْشِباً

سَهْلاً وطَوْداً للفَخارِ مُنيفا

فاسلَمْ فكم شيَّدْتَ من أُكرومَةٍ

وهَدَمْتَ تالِدَ ثَروَةٍ وطَريفا

وتَمَلَّها غَرَّاءَ لستَ بمُلْبِسٍ

أفوافَها إلاّ أغرَّ شَريفا

رَقَّت ورَقَّ كَلامُها فكأنَّما

جَلَبَتْ رَبيعَ مَحاسنٍ وخَريفا

وكأنَّ لا بِسَها يُعاينُ جَوهراً

من لَفْظِها أو يَستَشِفُّ شُفوفا

لو صَافَحَتْ سَمْعَ ابنِ أوْسٍ لم يَقُلْ

أطلالُهُم سَلَبَتْ دماها الهِيفا

شرح ومعاني كلمات قصيدة رفق الزمان بنا وكان عنيفا

قصيدة رفق الزمان بنا وكان عنيفا لـ السري الرفاء وعدد أبياتها واحد و ثلاثون.

عن السري الرفاء

السرّي بن أحمد بن السرّي الكندي أبو الحسن. شاعر أديب من أهل الموصل، كان في صباه يرفو ويطرز في دكان له، فعرف بالرفاء ولما جاد شعره ومهر في الأدب قصد سيف الدولة بحلب، فمدحه وأقام عنده مدة، ثم انتقل بعد وفاته إلى بغداد. ومدح جماعة من الوزراء والأعيان، ونفق شعره إلى أن تصدى له الخالديان، وكانت بينه، وبينهما مهاجاة فآذياه وأبعداه عن مجالس الكبراء. فضاقت دنياه واضطر للعمل في الوراقة (النسخ والتجليد) ، فجلس يورق شعره ويبيعه، ثم نسخ لغيره بالأجرة. وركبه الدين، ومات ببغداد على تلك الحال. وكان عذب الألفاظ، مفتناً في التشبيهات ولم يكن له رواء ولا منظر. من كتبه (ديوان شعره ط) ، و (المحب والمحبوب والمشموم والمشروب - خ) .[١]

تعريف السري الرفاء في ويكيبيديا

أبو الحسن السري بن أحمد بن السري الكندي الرفاء الموصلي شاعر مشهور؛ كان في صباه يرفو ويطرز (يعمل خياطا) في دكان بالموصل ولذا سمي بالرفاء أي الخياط، وهو مع ذلك يتولع بالأدب وينظم الشعر، ولم يزل حتى جاد شعره ومهر فيه، وقصد سيف الدولة الحمداني بحلب ومدحه وأقام عنده مدة، ثم انتقل بعد وفاته إلى بغداد ومدح الوزير المهلبي وجماعة من رؤساء المدينة، وانتشر شعره وراج. وكانت بينه وبين أبي بكر محمد وأبي عثمان سعيد ابني هاشم الخالديين الموصليين الشاعرين المشهورين معاداة فادعى عليهما سرقة شعره وشعر غيره. وكان السري مغرى بكتابة ديوان أبي الفتح كشاجم الشاعر المشهور، وهو إذ ذاك ريحان الأدب بتلك البلاد فكان يقوم بدس أحسن شعر الخالديين فيما يكتبه من شعر كشاجم، ليزيد في حجم ما ينسخه وينفق سوقه ويغلي سعره ويشنع بذلك عليهما ويغض منهما ويظهر مصداق قوله في سرقتهما، فمن هذه الجهة وقعت في بعض النسخ من ديوان كشاجم زيادات ليست في الأصول المشهورة. وكان شاعرا مطبوعا عذب الألفاظ مليح المأخذ كثير الافتنان في التشبيهات والأوصاف، ولم يكن له رواء ولا منظر، ولا يحسن من العلوم غير قول الشعر، وقد عمل شعره قبل وفاته نحو 300 ورقة، ثم زاد بعد ذلك، وقد عمله بعض المحدثين الأدباء على حروف المعجم. ومن شعر السري أبيات يذكر فيها صناعته، فمنها قوله:

وللسري المذكور ديوان شعر كله جيد، وله كتاب المحب والمحبوب والمشموم والمشروب وكتاب الديرة. وكانت وفاته في العقد السابع من القرن الرابع الهجري ببغداد كما قال الخطيب البغدادي في تاريخه حوالي عام 366 هـ / 976م.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. السري الرفّاء - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي