رقت حواشي الدهر فهي تمرمر

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة رقت حواشي الدهر فهي تمرمر لـ أبو تمام

اقتباس من قصيدة رقت حواشي الدهر فهي تمرمر لـ أبو تمام

رَقَّت حَواشي الدَهرُ فَهيَ تَمَرمَرُ

وَغَدا الثَرى في حَليِهِ يَتَكَسَّرُ

نَزَلَت مُقَدِّمَةُ المَصيفِ حَميدَةً

وَيَدُ الشِتاءِ جَديدَةٌ لا تُكفَرُ

لَولا الَّذي غَرَسَ الشِتاءُ بِكَفِّهِ

لاقى المَصيفُ هَشائِماً لا تُثمِرُ

كَم لَيلَةٍ آسى البِلادَ بِنَفسِهِ

فيها وَيَومٍ وَبلُهُ مُثعَنجِرُ

مَطَرٌ يَذوبُ الصَحوُ مِنهُ وَبَعدَهُ

صَحوٌ يَكادُ مِنَ الغَضارَةِ يُمطِرُ

غَيثانِ فَالأَنواءُ غَيثٌ ظاهِرٌ

لَكَ وَجهُهُ وَالصَحوُ غَيثٌ مُضمَرُ

وَنَدىً إِذا اِدَّهَنَت بِهِ لِمَمُ الثَرى

خِلتَ السِحابَ أَتاهُ وَهُوَ مُعَذِّرُ

أَرَبَيعَنا في تِسعَ عَشرَةَ حِجَّةً

حَقّاً لَهِنَّكَ لَلرَبيعُ الأَزهَرُ

ما كانَتِ الأَيّامُ تُسلَب بَهجَةً

لَو أَنَّ حُسنَ الرَوضِ كانَ يُعَمَّرُ

أَوَلا تَرى الأَشياءَ إِن هِيَ غُيِّرَت

سَمُجَت وَحُسنُ الأَرضِ حينَ تُغَيَّرُ

يا صاحِبَيَّ تَقَصَّيا نَظَرَيكُما

تَرَيا وُجوهَ الأَرضِ كَيفَ تَصَوَّرُ

تَرَيا نَهاراً مُشمِساً قَد شابَهُ

زَهرُ الرُبا فَكَأَنَّما هُوَ مُقمِرُ

دُنيا مَعاشٌ لِلوَرى حَتّى إِذا

جُلِيَ الرَبيعُ فَإِنَّما هِيَ مَنظَرُ

أَضحَت تَصوغُ بُطونُها لِظُهورِها

نَوراً تَكادُ لَهُ القُلوبُ تُنَوِّرُ

مِن كُلِّ زائِرَةٍ تَرَقرَقُ بِالنَدى

فَكَأَنَّها عَينٌ عَلَيهِ تَحَدَّرُ

تَبدو وَيَحجُبُها الجَميمُ كَأَنَّها

عَذراءُ تَبدو تارَةً وَتَخَفَّرُ

حَتّى غَدَت وَهَداتُها وَنِجادُها

فِئَتَينِ في خِلَعِ الرَبيعِ تَبَختَرُ

مُصفَرَّةً مُحمَرَّةً فَكَأَنَّها

عُصَبٌ تَيَمَنَّ في الوَغا وَتَمَضَّرُ

مِن فاقِعٍ غَضِّ النَباتِ كَأَنَّهُ

دُرُّ يُشَقَّقُ قَبلُ ثُمَّ يُزَعفَرُ

أَو ساطِعٍ في حُمرَةٍ فَكَأَنَّ ما

يَدنو إِلَيهِ مِنَ الهَواءِ مُعَصفَرُ

صُنعُ الَّذي لَولا بَدائِعُ صُنعِهِ

ما عادَ أَصفَرَ بَعدَ إِذ هُوَ أَخضَرُ

خُلُقٌ أَطَلَّ مِنَ الرَبيعِ كَأَنَّهُ

خُلُقُ الإِمامِ وَهَديُهُ المُتَيَسِّرُ

في الأَرضِ مِن عَدلِ الإِمامِ وَجودِهِ

وَمِنَ النَباتِ الغَضِّ سُرجٌ تَزهَرُ

تُنسى الرِياضُ وَما يُرَوَّضُ فِعلُهُ

أَبَداً عَلى مَرِّ اللَيالي يُذكَرُ

إِنَّ الخَليفَةَ حينَ يُظلِمُ حادِثٌ

عَينُ الهُدى وَلَهُ الخِلافَةُ مَحجَرُ

كَثُرَت بِهِ حَرَكاتُها وَلَقَد تُرى

مِن فَترَةٍ وَكَأَنَّها تَتَفَكَّرُ

ما زِلتُ أَعلَمُ أَنَّ عُقدَةَ أَمرِها

في كَفِّهِ مُذ خُلِّيَت تَتَخَيَّرُ

سَكَنَ الزَمانُ فَلا يَدٌ مَذمومَةٌ

لِلحادِثاتِ وَلا سَوامٌ يُذعَرُ

نَظَمَ البِلادَ فَأَصبَحَت وَكَأَنَّها

عِقدٌ كَأَنَّ العَدلَ فيهِ جَوهَرُ

لَم يَبقَ مَبدىً موحِشٌ إِلّا اِرتَوى

مِن ذِكرِهِ فَكَأَنَّما هُوَ مَحضَرُ

مَلِكٌ يَضِلُّ الفَخرُ في أَيّامِهِ

وَيَقِلُّ في نَفَحاتِهِ ما يَكثُرُ

فَليَعسُرَنَّ عَلى اللَيالي بَعدَهُ

أَن يُبتَلى بِصُروفِهِنَّ المُعسِرُ

شرح ومعاني كلمات قصيدة رقت حواشي الدهر فهي تمرمر

قصيدة رقت حواشي الدهر فهي تمرمر لـ أبو تمام وعدد أبياتها اثنان و ثلاثون.

عن أبو تمام

حبيب بن أوس بن الحارث الطائي. أحد أمراء البيان، ولد بجاسم (من قرى حوران بسورية) ورحل إلى مصر واستقدمه المعتصم إلى بغداد فأجازه وقدمه على شعراء وقته فأقام في العراق ثم ولي بريد الموصل فلم يتم سنتين حتى توفي بها. كان أسمر، طويلاً، فصيحاً، حلو الكلام، فيه تمتمة يسيرة، يحفظ أربعة عشر ألف أرجوزة من أراجيز العرب غير القصائد والمقاطيع. في شعره قوة وجزالة، واختلف في التفضيل بينه وبين المتنبي والبحتري، له تصانيف، منها فحول الشعراء، وديوان الحماسة، ومختار أشعار القبائل، ونقائض جرير والأخطل، نُسِبَ إليه ولعله للأصمعي كما يرى الميمني. وذهب مرجليوث في دائرة المعارف إلى أن والد أبي تمام كان نصرانياً يسمى ثادوس، أو ثيودوس، واستبدل الابن هذا الاسم فجعله أوساً بعد اعتناقه الإسلام ووصل نسبه بقبيلة طيء وكان أبوه خماراً في دمشق وعمل هو حائكاً فيها ثمَّ انتقل إلى حمص وبدأ بها حياته الشعرية. وفي أخبار أبي تمام للصولي: أنه كان أجش الصوت يصطحب راوية له حسن الصوت فينشد شعره بين يدي الخلفاء والأمراء.[١]

تعريف أبو تمام في ويكيبيديا

أَبو تَمّام (188 - 231 هـ / 803-845م) هو حبيب بن أوس بن الحارث الطائي، أحد أمراء البيان، ولد بمدينة جاسم (من قرى حوران بسورية) ورحل إلى مصر واستقدمه المعتصم إلى بغداد فأجازه وقدمه على شعراء وقته فأقام في العراق ثم ولي بريد الموصل فلم يتم سنتين حتى توفي بها. كان أسمر، طويلاً، فصيحاً، حلو الكلام، فيه تمتمة يسيرة، يحفظ أربعة عشر ألف أرجوزة من أراجيز العرب غير القصائد والمقاطيع. وفي أخبار أبي تمام للصولي: «أنه كان أجش الصوت يصطحب راوية له حسن الصوت فينشد شعره بين يدي الخلفاء والأمراء». في شعره قوة وجزالة، واختلف في التفضيل بينه وبين المتنبي والبحتري، له تصانيف، منها فحول الشعراء، وديوان الحماسة، ومختار أشعار القبائل، ونقائض جرير والأخطل، نُسِبَ إليه ولعله للأصمعي كما يرى الميمني.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. أَبو تَمّام - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي