رقت لنا حين هم الصبح بالسفر

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة رقت لنا حين هم الصبح بالسفر لـ صفي الدين الحلي

اقتباس من قصيدة رقت لنا حين هم الصبح بالسفر لـ صفي الدين الحلي

رَقَّت لَنا حينَ هَمَّ الصُبحُ بِالسَفَرِ

وَأَقبَلَت في الدُجى تَسعى عَلى حَذَرِ

راضَ الهَوى قَلبَها القاسي فَجادَ لَنا

وَكانَ أَبخَلَ مِن تَمّوزَ بِالمَطَرِ

رَأَت غَداةَ النَوى نارَ الكَليمِ وَقَد

شَبَّت وَلَم تُبقِ مِن قَلبي وَلَم تَذَرِ

رَقَّت إِلى الصَبِّ طولَ الوَصلِ راقِيَةً

فَقُلتُ قَد جِئتَ يا موسى عَلى قَدَرِ

رَبيبَةٌ لَو تَراها عِندَما سَفَرَت

وَالبَدرُ ساهٍ إِلَيها سَهوَ مُعتَذِرِ

رَأَيتَ بَدرَينِ مِن شَمسٍ وَمِن قَمَرٍ

في ظِلِّ جِنحَينِ مِن لَيلٍ وَمِن شَعَرِ

رَشَفتُ بُردَ الحُمَيّا مِن مَراشِفِها

فَنَبَّهَتني إِلَيها نَسمَةُ السَحَرِ

رَنَت نُجومُ الدُجى نَحوي فَما نَظَرَت

مَن يَرشُفُ الراحَ لَيلاً مِن فَمِ القَمَرِ

راقَ العِتابُ فَأَبدَت لي سَرائِرَها

في لَيلَةِ الوَصلِ بَل في غُرَّةِ القَمَرِ

رَثَت فَلَمّا رَأَت رُسلَ النَوى فَغَدَت

تُطيلُ عَتبي وَعُمرُ اللَيلِ في قِصَرِ

رَحبٌ مَقامي بِمَغناها فَمُذ نَظَرَت

ذَمَّ المَطِيَّ قَضَت لِلصَفوِ بِالكَدَرِ

ريعَت لِذَمِّ المَطايا لِلسُرى قَعَدَت

وَأَحذَرَتني مِنَ الأَهوالِ في سَفَري

رامَت بِذَلِكَ تَخويفي فَقُلتُ لَها

عِندي مِنَ الخُبرِ ما يُغني عَنِ الخَبَرِ

رِدي فَما ضَرَّني هَولٌ أُكابِدُهُ

وَنائِلُ المَلِكِ المَنصورِ في الأَثَرِ

رَبِّ النَوالِ وَمَحمودِ الخِصالِ وَمِق

دامِ النِزالِ وَأَمنِ الخائِفِ الحَذِرِ

راعي الأَنامِ بِعَينٍ غَيرِ راقِدَةٍ

قَد وُكِّلَت في أُمورِ المُلكِ بِالسَهَرِ

رَحبِ الذِراعَينِ لَولا صُبحُ غُرَّتِهِ

لَأَصبَحَ الجودُ فَجراً غَيرَ مُنفَجِرِ

راضٍ مَعَ السَخطِ يُبدي عَزمَ مُنتَقِمٍ

لِلمُذنِبينَ وَيَعفو عَفوَ مُقتَدِرِ

راحاتُهُ مُذ نَشا في المُلكِ قَد عَهِدَت

يَومَ النَدى وَالرَدى بِالنَفعِ وَالضَرَرِ

رَوى مَناقِبَهُ الراوي فَقُلتُ لَهُ

جَلَوتَ سَمعي فَهَل تَجلو بِهِ بَصري

رُح أَيُّها المَلِكُ المَنصورُ وَاِغدُ عَلى

هامِ العُلى آمِناً مِن حادِثِ الغِيَرِ

رَسَمتَ جوداً حَكى الطَوفانَ فَاِعتَصَمَت

مِنهُ الخَلائِقُ بِالأَلواحِ وَالدُسُرِ

رَفِقتَ بِالناسِ في كُلِّ الأُمورِ فَقَد

أَضحى الزَمانُ إِلَيهِم شاخِصَ البَصَرِ

رَبَوا لَدَيكَ فَلَولا أَنَّ بَعضَهُمُ

تُجَلَّ عَنهُ لَقُلنا يا أَبا البَشَرِ

رُعتَ العِدى بِحُسامٍ لَو عَدَلتَ بِهِ

عَنهُم لَأَغناكَ عَنهُ صارِمُ القَدَرِ

رَفَعتَ ذِكرَكَ في يَومِ الهِياجِ بِهِ

فَأَذكَرَتني بِحَدِّ الصارِمِ الذَكَرِ

رَمَت إِلَيكَ بِنا هوجٌ مُضَمَّرَةٌ

كَأَنَّها في الدُجى قَوسٌ بِلا وَتَرِ

راحَت إِلى جَنَّةٍ حَلَّ العُفاةُ بِها

في الخُلدِ وَاِتَّكَأوا فيها عَلى سُرُرِ

رَجَعتُ أَعتِبُ نَفسي في تَأَخُّرِها

عَنها وَطَوراً أُهَنّي النَفسَ بِالظَفَرِ

شرح ومعاني كلمات قصيدة رقت لنا حين هم الصبح بالسفر

قصيدة رقت لنا حين هم الصبح بالسفر لـ صفي الدين الحلي وعدد أبياتها تسعة و عشرون.

عن صفي الدين الحلي

عبد العزيز بن سرايا بن علي بن أبي القاسم، السنبسي الطائي. شاعر عصره، ولد ونشأ في الحلة، بين الكوفة وبغداد، واشتغل بالتجارة فكان يرحل إلى الشام ومصر وماردين وغيرها في تجارته ويعود إلى العراق. انقطع مدة إلى أصحاب ماردين فَتَقَّرب من ملوك الدولة الأرتقية ومدحهم وأجزلوا له عطاياهم. ورحل إلى القاهرة، فمدح السلطان الملك الناصر وتوفي ببغداد. له (ديوان شعر) ، و (العاطل الحالي) : رسالة في الزجل والموالي، و (الأغلاطي) ، معجم للأغلاط اللغوية و (درر النحور) ، وهي قصائده المعروفة بالأرتقيات، و (صفوة الشعراء وخلاصة البلغاء) ، و (الخدمة الجليلة) ، رسالة في وصف الصيد بالبندق.[١]

تعريف صفي الدين الحلي في ويكيبيديا

صَفِيِّ الدينِ الحِلِّي (677 - 752 هـ / 1277 - 1339 م) هو أبو المحاسن عبد العزيز بن سرايا بن نصر الطائي السنبسي نسبة إلى سنبس، بطن من طيء.[٢]

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي