روضة بين الرياض الناضرات

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة روضة بين الرياض الناضرات لـ مصطفى الغلاييني

اقتباس من قصيدة روضة بين الرياض الناضرات لـ مصطفى الغلاييني

رَوْضَةٌ بَيْنَ الرِّياضِ الناضِراتْ

مِثْلُ بَدْرِ التِّمِّ بَيْنَ الأَنْجُمِ

نَظَرَتْ عَيْنايَ فيها زَهَراتْ

بَعَثَتْ فِيَّ غَرامَ المُغْرَمِ

زَهْرَةُ الزَّنْبَقِ في الرَّوْضِ النَّضِيرْ

مَلَكٌ في جَنَّةِ الحُسْنِ العَلِيَّهْ

كلُّ زَهْرٍ خادِمٌ وهْيَ الأَمِيرْ

باسِطاً كَفَّ العَطايا للرَّعِيَّه

حَوْلَهُ الزَّهْرُ صُفُوفاً والعَبِيرْ

خاطِبٌ يَنْشُرُ رَياهُ الشَّذِيُّهْ

راوِيا عَنْها لَهُ طِيبَ الصِّفاتْ

ناشِراً في الرَّوْضِ عَرْفَ النَّسَمِ

سَلْ تُخبَّرْ عَنْ نَسِيم النَّفَحاتْ

ما رَوَى عنهُ رُواةُ الامَمْ

نَشَرَ الزَّنْبَقُ نَشْرَ العَنْبَرِ

في كتابٍ عَلَّمَ الناسَ الغَرامْ

تَقْرَأُ الحُبَّ بهِ في أَسْطُرِ

تُسْكِرُ الصَّبَّ ولَمْ يُسْقَ المُدامْ

إِنَّما الزَّنْبَقُ بينَ الزَّهَرِ

مُرْسَلٌ علَّمنا ايَ الهِيامْ

مُحْكَماتٍ نَسَخَتْ بالبّيِّناتْ

عَنْ قُلُوبِ الناسِ داجِي الظُلَمِ

سُورَةُ الزَّنْبَقِ تِرْياقُ الحَياةْ

آيُها تُوقِظُ رَوْبَى الهِمَمِ

اولِعَ القَلْبُ بِرَيا الزَّنْبَقِ

مُذْ رَأَى زَنْبَقةَ الرَّوْضِ النَّدِيَّهْ

تَتَهادَى بالجَمالِ المانِقِ

ودَلالٍ يأْسِرُ النَّفْسِ الأَبِيَّهْ

لَوْ رآها رَهِبُ الدَّيْرِ التَّقِي

طَلَّقَ التَّقْوَى وعافَ الأبَوِيَّهْ

وَمَضَى نَشْوان يَصْلَى جَمَراتْ

هاجها وَجْدُ الجَوَى المُحْتَدِمِ

وعَلَى النَّحْرِ اسْتَهَلَّتْ عَبَراتْ

ساكباتٍ كالحَيا المُنْسَجِمِ

زَهْرَةُ الزَّنْبَقِ أَذْكَتْ وَلَعِي

فانا مِنْها هُيامي في ازْدِيادْ

سَلْ غَرامي والهَوَى سَلْ مَدْمَعِي

سَلْ جَوىً احْرَقَ حَباتِ الفاادْ

سَلْ تُنَبَّأْ عَنْ حَدِيثِ الأَدْمُعِ

خَبَراً يَرْوِيهِ شَوْقِي والسُّهادْ

أَنَّ في قَلْبي منَ الوَجْدِ شَباةْ

هِيَ أَمْضَى منْ ظُباتِ الخُذُمِ

تركتْ فيهِ قُرُوحا دامِياتْ

فَيْضُها يَرْوِي أَحادِيثَ الدَّمِ

أَعْشَقُ الزَّهْرَ وأَهْوَى نَشْرَهُ

مُذْ راتْ عَيْنايَ هذا الزَّهَرا

فأَنا ما زِلْتُ أَحْسُو خَمْرَهُ

أرْقُبُ النَّجْمَ وأَرْعَى القَمَرا

هائماً في الرَّوْضِ أَجْلُوا سِرَّهُ

انَّ في الزَّنْبَقِ سِرا مُضْمرا

يَتْرُكُ الالْبابَ حَيْرَى تااهاتْ

في مَعاني سِرِّهِ المُكْتَتَمِ

ذاكَ مَعْنىً في صُدُورِ الزَّهراتْ

لَيْسَ يَجْلُوهُ ذَكاءُ الفَهِمِ

هِمْتُ في رَوْضِ الغَرامِ الانُفِ

اذْ بَدَتْ تَخْتالُ في الزَّهْر غُدَيَّهْ

يا لَقَلْبٍ بِشَذاها مُدْنَفِ

مَلَكَتْهُ زَهْرَةُ الحُسْنِ الذَّكِيَّهْ

فَغَدا قَيْدَ هَواها المُتْلِفِ

هائماً أَفْقَدَهُ الوَجْدُ الرَّوِيَّه

دائمَ السُّهْدِ شَدِيدَ الزَّفَراتْ

دامِعَ العَيْنَيْنِ نِضْوَ السَّقَمِ

خافِقَ القَلْبِ الِيفَ الحَسَراتْ

راكباً مَتْنَ النَّوَى والأَلَمِ

خَطَرَتْ تَلْبَسُ بُرْدَ السَّنْدُسِ

تَتَهادَى في الجَمالِ الازْهَرِ

مِثْلَ بَدْرِ التِّمِّ بَيْنَ الكُنَّسِ

أَوْ مَلِيكٍ في صُفُوفِ العَسْكَرِ

حَوْلَها الازْهارُ شِبْهَ الحَرَسِ

مُرْسِلاتٍ عَرْفَ مِسْكٍ أَذَفَرِ

يَمْلا القَلْبَ المُعَنَّى نَفَحاتْ

نَشْرُها يَنْشُرُ مَيْتَ الضَّرَمِ

في فاادٍ مَزَّقَتْهُ نَظَراتْ

لَمْ تَكُنْ غَيْرَ مَواضِي الأَسْهُمِ

عَشِقَ القَلْبُ المُعَنَّى زَنْبَقَهْ

زَيَّنَتْ رَوْضَ الجَمالِ المُؤْنِسِ

تَتَجَلَّى في بُرُودٍ مُؤْنِقَهْ

طِيبُها يُحْيي مَواتَ الأَنْفُسِ

هَمَّتِ النَّفْسُ بِها المُحْتَرِقَهْ

بالجَوَى لَوْلاَ عُيُونُ النَّرْجِسِ

شَزَرَتْها بِسَهامٍ فاتِكاتْ

نافِذاتٍ نِظْرَةَ المُتَّهِمِ

فانْثَنَتْ عاثِرَةً بالظُّلُماتْ

يا لَبُؤْسِ العاشِقِ المُنْظَلِمِ

انْ اكُنْ اخْشَى فَما اخْشَى سِوَى

أَعْيُنِ النَّرْجِسِ منْ بَيْنِ العُيُونْ

فَهْيَ انْ رُمْتُ لاسْقامي دَوا

أَرْسَلتْ في مُهْجَتِي سَهْمَ الجُفُونْ

فأَنا نِضْوُ الهَوَى إِلْفُ الجَوَى

خائضٌ بحرَ النَّوَى أَخْشَى المَنُونْ

جاابُ الافاق ارْعَى النَّيِّراتْ

في دُجا لَيْلِ الاماني المُظْلِمِ

داامُ الحَسْرَةِ جَمُّ النَّكَباتْ

سافِحُ الدَّمْعِ كَلَوْنِ العَنْدَمِ

أَعْيُنَ النَّرْجِسِ بالله ارْحَمِي

عاشِقا ما زالَ يَهْوَى الزَّنْبَقا

فَهْوَ في أَسْرِ الهَوَى المُحْتَكِمِ

لا يَرَى في سِجْنِهِ غَيْرَ الشَّقا

ارْحَمِي قَلْبَ فَتىً لَمْ يُرْحَمِ

قَلْبُهُ الاسِي بِوَصْلٍ اوْلِقا

شَفَّهُ هَجْرُ القُدُودِ المااساتْ

في رِياضٍ طُرِّزَتْ بالأَنْجُمِ

فارْحَمِي بالله هذِي الدَّمَعاتْ

مِنْ فَتىً صَبٍّ حَزِينٍ مُسْقَمِ

شرح ومعاني كلمات قصيدة روضة بين الرياض الناضرات

قصيدة روضة بين الرياض الناضرات لـ مصطفى الغلاييني وعدد أبياتها اثنان و خمسون.

عن مصطفى الغلاييني

مصطفى بن محمد سليم الغلاييني. شاعر من الخطباء الكتاب من أعضاء المجمع العلمي العربي مولده ووفاته ببيروت وتعلم بها وبمصر وتتلمذ على يد الشيخ محمد عبده سنة 1320هـ‍. ولما كان الدستور العثماني أصدر مجلة النبراس سنتين ببيروت ووظف فيها أستاذاً للعربية في المدرسة السلطانية أربع سنوات. وعين خطيباً للجيش العثماني الرابع في الحرب العالمية الأولى فصحبه من دمشق مخترقاً الصحراء إلى ترعة السويس من جهة الإسماعيلية وحضر المعركة والهزيمة. وعاد إلى بيروت مدرساً وبعد الحرب أقام مدة بدمشق وتطوع للعمل بجيشها العربي وعاد إلى بيروت فاعتقل بتهمة الاشتراك في مقتل أسعد بك المعروف بمدير الداخلية سنة 1922 وأفرج عنه فرحل إلى شرقي الأردن. فعهد إليه أميرها الشريف عبد الله بتعليم ابنيه فمكث مدة وانصرف إلى بيروت فنصب رئيساً للمجلس الإسلامي فيها وقاضياً شرعياً إلى أن توفي. من كتبه: (نظرات في اللغة والأدب -ط) و (عظة الناشئين -ط) ، و (لباب الخيار في سيرة النبي المختار -ط) ، و (الدروس العربية -ط) ، و (ديوان الغلاييني -ط) وغيرها من الكتب المثيرة.[١]

تعريف مصطفى الغلاييني في ويكيبيديا

مصطفى بن محمد بن سليم بن محي الدين بن مصطفى الغلاييني (ولد في بيروت سنة 1885 الموافق 1302 هـ) هو صحافي وأستاذ للعربية وقاضٍ ورئيس سابق للمجلس الإسلامي في بيروت. تعلم في بيروت والقاهرة، بدءاً من نشاطه العملي كأستاذ للغة العربية ومبادئ الفقه الشرعي بالكلية الإسلامية في بيروت، وكانت له حلقات علم في المسجد العمري الكبير بوسط المدينة. انضم سنة 1910م لجمعية الاتحاد والترقي وأصدر مجلته الشهرية النبراس والتحق بجمعية الإصلاح البيروتية، وأخيراً تطوع بالجيش العثماني وشارك بحرب الترعة ضد الجيش الإنجليزي، حيث أخفق الجيش العثماني باجتياز قناة السويس البحرية الاستراتيجية، وبعد ظهور راية الملك فيصل الأول العربية على مشارف بلاد الشام انضم الغلاييني إليه، فاختاره الأمير عبد الله بن الحسين ليدرس أبنائه اللغة العربية والعلوم الشرعية. عاد مصطفى الغلايييني وبعد سنتين من هذا المنصب التشريفي إلى مدينته بيروت ليواجه تهمة مقتل مدير الداخلية في حكومة دولة لبنان الكبير، حيث نقل إلى جزيرة أرواد واعتقل في سجنها المركزي سبعة أشهر، ثم أُطْلِقَ سراحه بحكم مشروط هو عدم العودة إلى بيروت، وأُبعد إلى فلسطين وما إن وصلت السفينة إلى يافا حتى خرج منها متوجهاً إلى بيروت ، فقررت المفوضية العليا الفرنسية اعتقاله بحبس انفرادي ثم أبعدته مرة أخرى إلى الحدود اللبنانية الفلسطينية ، فتوجه طوعاً إلى حيفا عند رئيس بلديتها (وهو صديق قديم له) إلى أن خفت وطئة فرنسا في الشرق، بسبب بوادر الحرب العالمية الثانية مع ألمانيا النازية، فعاد إلى بيروت للمرة الرابعة والاخيرة وتولى انتخابياً رئاسة المجلس الإسلامي ومستشاراً للمحكمة الشرعية العليا وقاضياً فيها، إلى أن وافته المنية في بيروت سنة 1944م.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. مصطفى الغلاييني - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي