روض التهاني بالمسرة زاهر

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة روض التهاني بالمسرة زاهر لـ عبد الباقي العمري

اقتباس من قصيدة روض التهاني بالمسرة زاهر لـ عبد الباقي العمري

روض التهاني بالمسرة زاهر

خبر الشذى عن نفحه متواتر

قد قلت إذ وفدت علي بشائر

في مرتضى قلي خان بشر جابر

ولكم أتاني بالحبيب بشيرا

بقميص يوسف قد أتى دون اللقا

وشذا التهاني في البسيطى أعقبا

كم كاس بشرى من لمى فيه سقى

وأدار لي لافضَّ فوه مروَّقا

من لفظه وأفادني اكسيرا

بشفاه كم شافي فؤادي مثل ما

داوت اشارات البشائر مؤلما

ولكم براح البشر جاد وأنعما

فغدوت منتشيا براحته كما

قد صرت مغتنيا وكنت فقيرا

مذ زاد قرح القلب في هجرانه

وافت بشائره بقرب مكانه

من جابر للقلب حسن بيانه

بلسانه النضاح في بلسانه

قد راح يجبر قلبي المكسورا

كم أزبدت من مهجتي نار الهوى

بحرين يروي منهما صاد الروى

وأتى البشير إلي من بعد النوى

فغنيت عن تصعيد نيران الجوى

دمعا يصوِّب لوعة وزفيرا

وغدا السرور موازي في مدَّتي

وعرى الفؤاد بنأي همي شدت

وظفرت في فرج وكنت بشدتي

وطفقت منقلبا لاهل مودَّتي

جذلان قلب ضاحكا مسرورا

وافى ومنه البشر ضاحك مبسما

كالروض ضاحكه الحيا فتبسما

عبق الشذى منه غداة تكلما

وملأت عقوة منزلي من طيب ما

أسداه جابر عنبرا وعبيرا

ورفلت من نعم المنى بتنعم

ووهبت ما ملكت يدي من أنعم

لمبشري بقدوم أكرم مقدم

أنى وأخبرني بمقدم أكرم

سل عنه مثلي بالكرام خبيرا

مذ لاح للابصار في أوج الهدى

تخذت بصائرنا سناه أثمدا

ولكم بدا بكمله متوقدا

قمر من النجف المعلى مذ بدا

أهدى إلى أبصارنا تنويرا

من جبهة لاحت بشائر بشرها

فجلى ظلام الليل صادق فجرها

قد أيدت بالفتح آية نصرها

ذو طلعة بعثت طلائع بدرها

فدعت أبا جهل الدجا مدحورا

قطب سناه عليه كم دارت رحى

للسعد والاقبال أصبح موضحا

ذو غرة كم قد أغارت مصبحا

وغداة شنت خيل عارضها ضحى

تركت أبا لهب الضحى مأسورا

ولكم لهى عني وفيه تولهي

ندب إليه كل فضل ينتهي

لما بدا والبدر ليس كشبهه

ألقى على الزورا أشعة وجهه

فأحاول عنبر ليلها كافورا

أهدى إلى إِلف الهوى وحليفه

فرحا تضيق الكتب عن توصيفه

فأناخ في أعشار قلب أليفه

والهم عن قلبي لدى تشريفه

ولي وشمر ذيله تشميرا

وافى الحبور وزال عن جسمي العنا

ورشفت من ثغر الهنا كأس المنى

ودنا السرور إلى فؤادي دنا

وكؤس أفراحي انجلت بيد الهنا

فغدوت يا صاحي بها مخمورا

وكم عرت منه جفوني فاكتست

من وجهه نورا ونارا آنست

مذ شاهدته بعدما قد آيست

سكنت أناسي العيون وألبست

لما تجلى جنة وحريرا

بغبار مقدمه لقد زال العمى

عن أعين كلحت به إذ يمما

وغداة خصص بالسرور وعمما

قرَّت به عين المعالي مثل ما

طرفي بمقدمه أعيد قريرا

هو أشعر الشعراء كم فاخرته

فوجدت أفضل كابر كابرته

ولكم لعمر أبيه مذ شاعرته

شاعرته فرأيت إذ عاشرته

نعم العشير لمن أراد عشيرا

قايسته بالبحر إذ قابسته

علما وفيه أنست إذ آنسته

ولكم بليل الوصل إذ جالسته

سامرته من بعدما مارسته

فوجدت منه للكمال سميرا

فضلته بالعلم إذ فاضلته

وبكل من فوق الثرى قابلته

ولكم عقيب الهجر إذ واصلته

جالسته وبمدحه ساجلته

أرأيتم الوطواط والشحرورا

كم قد دعاني للوصال مبادرا

ليلا به عاد السرور مسامرا

ومن الحواسد فيه لم نر ناظرا

لو كان ديك الجن ثمة حاضرا

بعد الأذان لأعلن التكبيرا

على علم هام المعالي قد رسا

هو للعلوم حلى وللعليا كسا

تخذ المكارم والمفاخر ملبسا

في نحره للفضل عقد ما اكتسى

طفل به الانشا نحريرا

قد كاب في روض المآثر نبته

وسما على بيت المفاخر بيته

إن كنت ديواني به حليته

في كل ديوان تحرَّر نعته

وتقررت أوصافه تقريرا

قد أسكرته المكرمات بحانها

ولكم غذته يافعا بلبانها

ومذ انتشى وأقام في أوطانها

أم العلا ربته في أحضانها

وعليه لفت جيبها المزرورا

فسما لصدر أرومة بنجابة

أعيى علاها كف كل ذؤابة

ومن الزمان ألان كل صلابة

شبل ترعرع وانتشى في غابة

ملأت ضراغمها الفضاء زئيرا

زهر أمثال النجوم بوقدها

بهرت ثواقبها مناقب مجدها

شغل الورى بالمدح وافر حمدها

قوم مآثرهم كواكب سعدها

كم أثرت بقرانها تأثيرا

آراء والده نجوم دجنة

أمست لصون المجد أعظم جنة

وإذا الممالك أردفت في محنة

سبر الممالك جده في فطنة

أنست متى ذكرت لنا سابورا

وعلى سرير صدراة الملك استوى

فأقام من أركانه ما قد خوى

فقضى ورياها مضى ثم انطوى

وأتى نظام الدولة العلياء وا

لده فنظم عقدها المنثورا

من معشر جازوا بفخرهم السما

ورسا وقارهم وفخرهم سما

وقد انتمى منهم لاكرم منتمى

فغدا وصيت فخاره من قبل ما

بلغ الأشدَّ كسيفه مشهورا

سبق الورى فضلا فكان الاولا

إذ جاء آخر من به ختم العلا

وببدئه فاق الأولى قالوا بلى

وبجامع الدنيا وديوان الملا

طفلا ترقى منبرا وسريرا

ندب نداه للعلا أضحى حلى

ليل العنا عنا بكوكبه انجلى

ذو مفخر راس على قمم العلى

لا زاح ذيل رداء رفعته على

هام المجرَّة دائما مجرورا

شرح ومعاني كلمات قصيدة روض التهاني بالمسرة زاهر

قصيدة روض التهاني بالمسرة زاهر لـ عبد الباقي العمري وعدد أبياتها تسعون.

عن عبد الباقي العمري

عبد الباقي بن سليمان بن أحمد العمري الفاروقي الموصلي. شاعر، مؤرخ. ولد بالموصل، وولي فيها ثم ببغداد أعمالاً حكومية، وتوفي ببغداد. وفيه: أنه كان يلقب بالفوري، لإنشاده الشعر على الفور. والروض الأزهر وفيه: أنه أرخ عام وفاته بنفسه وكتبه بخطه، فقال: (بلسان يوحد الله أرخ ذاق كأس المنون عبد الباقي) . له (الترياق الفاروقي-ط) وهو ديوان شعر، و (نزهة الدهر في تراجم فضلاء العصر) ، و (نزهة الدنيا-خ) ترجم فيه بعض رجال الموصل من معاصريه، و (الباقيات الصالحات) قصائد في مدح أهل البيت، و (أهلة الأفكار في مغاني الابتكار) من شعره.[١]

تعريف عبد الباقي العمري في ويكيبيديا

عبد الباقي افندي بن سليمان بن أحمد العمري الفاروقي الموصلي يمتد نسبه إلى عاصم ابن الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، حيث انه من ابرز ما انجبت الاسرة العمرية الشهيرة في العراق ومن أشهر رجالات هذه الاسرة في مجالي السياسة والأدب. ولد في الموصل عام 1203هـ/ 1788م، وولي فيها ثم ولي بغداد أعمالاً حكومية رفيعة في الدولة العثمانية منها منصب كتخدا بغداد والموصل و (منصب كتخدا يعني منصب نائب الوالي)، وحينما شغل العمري وظيفة الكتخدائية أختار من اعيان الموصل وفداً رأسه بنفسه ووفد به على داود باشا والي بغداد يلتمسه في تولية يحيى باشا، وكان داود باشا والي بغداد معروفا بالأبهة والكبرياء مايملأ مراجعيه وزائريه هيبة وخوفاً، حتى في يوم الجمعة وهو يوم جلوسه لاستقبال الضيوف وأكثر من ذلك فقد نقل عن مدى تأثير جبروته وغلظته على زائريه أنهم لم يجرؤوا على تناول القهوة التي تقدم في مجلسه. وعلى وضعية هذا الوالي المليئة بالمهابة. دخل عليه الوفد الموصلي برئاسة الشاعر العمري وجلس بجانب الوالي وتناول قهوته التي قدمت له من دون أن تؤثر هيبة الوالي عليه. وبعد أن استفسر الوالي حاجته. اجابه بالبيتين التاليين: يامليك البلاد منيتي حاشاك..... مثلي يعود منك كسيرا أنت هارون وقته ورجائي..... أن أرى في حماك يحيى وزيرا فاعجب الوالي بموقفه ولباقته وجمال توريته فأصدر أمره برفع الطلب إلى السلطان العثماني للموافقة عليه، ولما تميز به الشاعر عبد الباقي من ذكاء ومهارة سياسية وإدارية فضلا عن مهارته الأدبية التي اهلته لتقلد، ومنذ فترة مبكرة من سني حياته منصب كتخدا ولاية الموصل في عهد الوالي يحيى باشا الجليلي وله في الوزير يحيى باشا الجليلي ديوان من الشعر وهو الديوان المسمى نزهة الدنيا في محامد الوزير يحيى. وعبد الباقي العمري هو ابن عم قاسم باشا العمري الذي قاد أول ثورة شعبية ضد الدولة العثمانية في العراق انتهت بمصرع الوالي المعين من قبلها في الموصل وتنصيبه واليا على الموصل، ومن ثم قيادته للحملة العسكرية الموجهة لاسقاط داود باشا والي بغداد وانهاء حكم المماليك في العراق، حيث رافق عبد الباقي العمري ابن عمه قاسم باشا في هذه الحملة وتولى قيادتها بعد مقتله ولحين وصول الجيش الذي يقوده علي رضا باشا اللاز والي حلب، حيث قتل قاسم باشا بعد دخوله بغداد وتنصيبه واليا عليها بفترة قصيرة. وعبد الباقي العمري هو شقيق محمود منيب الذي تولى تربية وتوجيه الملا عثمان الموصلي بعد ان كف بصره وفقد والديه وهو طفل صغير. وعبد الباقي العمري هو عم أحمد عزت باشا العمري الفاروقي رئيس تحرير جريدة الزوراء وهي أول صحيفة عراقية صدرت في عهد الوالي مدحت باشا، والذي شغل منصب متصرف في شهرزور، ثم متصرفا في الأحساء ثم متصرفا في تعز في اليمن. ثم عاد ليقيم في الاستانة مشتغلا بالعلم والأدب ونظم الشعر والتأليف، ومن مؤلفاته كتاب الطراز الانفس في شعر الاخرس. والشاعر عبد الباقي العمري هو أيضا عم والد سامي باشا العمري الفاروقي ابن علي الرضا، عضو مجلس الأعيان العثماني، والملحق العسكري العثماني في برلين، وقائد الحملة العثمانية (الحملة الحورانية) على جبل الدروز في سوريا، وقائد الحملة العثمانية على الكرك في الأردن، ووالي المدينة المنورة لاربع سنوات (1320هـ - 1324هـ)، وقائد الحملة العثمانية التي جهزتها الدولة العثمانية لمحاربة ابن سعود. وعبد الباقي العمري هو جد رشيد العمري متصرف لواء الرمادي في اواخر عهد الدولة العثمانية، وعبد الباقي العمري هو والد جد ناظم العمري صاحب الندوة العمرية في الموصل وعضو اللجنة التنفيذية للدفاع عن عروبة الموصل ضد محاولات ضمها إلى تركيا عام 1925 (وهي لجنة منتخبة من قبل اهالي ووجهاء الموصل كلفت بالدفاع عن عروبة الموصل وعراقيتها). ومن انجازات عبد الباقي العمري قيادة الحملة العسكرية التي جهزتها الدولة العثمانية للقضاء على الفتنة التي شبت بين قبيلتي الزكرت والشمرت في النجف حيث قضى على الفتنة دون أن يريق قطرة واحدة من الدماء ونال بذلك ثناء القبيلتين المتحاربتين ويعد الشاعر عبد الباقي العمري من ابرز الشعراء في مدح آل البيت رضوان الله عليهم حيث اجاد في مدحهم بشعر كثير شغل معظم ديوانه الشهير (الترياق الفاروقي) إضافة إلى ديوانه الباقيات الصالحات، ومن ابرز قصائده في هذا المجال قصيدته الشهيرة في مدح الخليفة الراشد علي بن أبي طالب والتي مطلعها: أنت العلي الذي فوق العُلا رُفِعا _ ببطن مكة وسط البيت إذ وُضعا_ سمتك امُك بنت الليث حيدرةً _ اكرم بلبوة ليثٍ انجبت سبُعا_ وأنت حيدرة الغاب الذي اسد البرج _ السماويِ عنه خاسئاً رجعا_ وأنت باب تعالى شأنُ حارسه _ بغير راحة روح القدس ما قُرعا وللعمري قصائد غزل عذبة تمور بالرقة والشاعرية، إضافة إلى كتابته أكثر من موشح غني بالصور والظلال وفرح الألوان في الطبيعة المتألقة المتفتحة، وهي موشحات تحتفي بالحياة وتمجد الجمال. وكان له مجلس في بغداد يحضره مع الشيخ أبو الثناء محمود الآلوسي مفتي بغداد، والشاعر عبد الغفار الأخرس، وله مخاطبات ادبية وشعرية رقيقة مع ادباء وشعراء النجف الاشرف، وهو أول من أطلق لقب (الملائكة)، على عائلة الشاعرة الكبيرة نازك الملائكة، ولقد دون شعر عبد الباقي العمري في ديوانه المعروف ب (الترياق الفاروقي) والذي طبع طبعتين في مصر وطبع طبعة أخرى على مطابع النعمان في النجف الاشرف، ولقد ترجم له الدكتور محمد مهدي البصير في كتابه نهضة العراق الأدبية بطبعتيه الأولى والثانية ترجمة وافية إضافة إلى تراجم أخرى كثيرة لكتاب اخرين. وكان يلقب بالفوري، لإنشاده الشعر على الفور. ويقول صاحب الروض الأزهر «أنه أرخ عام وفاته بنفسه وكتبه بخطه، فقال:[بلسان يوحد الله أرخ ذاق كأس المنون عبد الباقي]». خلف عبد الباقي العمري ثلاثة من الأبناء الذكور هم كل من (سليمان فهيم) و (حسين حسني) و (محمد وجيهي)، هاجر اثنان منهم إلى مصر وهم كل من حسين حسني ومحمد وجيهي وشغلا هناك مناصب مهمة في مصر الخديوية منها متصرفية حلوان وانقطعت ذريتهم هناك، وكان آخر من تبقى من ذريتهم هناك السفير محمد طاهر العمري سفير مصر في الفاتيكان في خمسينيات القرن الماضي، اما سليمان فهيم فقد بقي في العراق وتقطن ذريته حاليا في مدينة الموصل ويعدون من ابرز اعيانها ويمتهن معظمهم زراعة الأراضي الزراعية التي يمتلكونها هناك. ومن عائلته (ياسين ابن خير الله العمري) المتوفى بعد سنة 1235هـ/ 1818م، وهو أحد المؤلفين المشهورين في الموصل. حيث قام الدكتور بدري محمد فهد بتحقيق كتابه (منهج الثقات في تراجم القضاة) وطبع في دار الغرب الإسلامي عام 2010.[٢]

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي