رويدك عن تفنيد ذي المقلة العبرى

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة رويدك عن تفنيد ذي المقلة العبرى لـ السري الرفاء

اقتباس من قصيدة رويدك عن تفنيد ذي المقلة العبرى لـ السري الرفاء

رويَدكَ عن تفنيدِ ذي المٌقلةِ العَبْرَى

وقَصركَ أنَّ الدَّمعَ غايةُ ما نَهوى

ولا تبكِ إلاّ بعدَ طولِ صبابةٍ

وحسْبُك من فرطِ الصَّبابةِ ما أَبكى

إذا الدمعُ لم يبرَحْ مَحَلاً يَحُلُّه

سرى الدمعُ من أجفانِه قَلِقَ المَسرى

حَماهُ الكَرى برقٌ تَألقَ بالحمى

إذا ما خَفَى وهْناً أبى الشوقُ أن يَخفى

وقى اللهُ من شكوى الصبابةِ خُلَّةً

شكوتُ الذي أُلقى فأضعفَ في الشكوى

أكاتمُ بَلْوى الحبَّ كيما أُبيدَه

وعيني تَفيضُ الدمعَ عينٌ على البلوى

أُواصِلُ فيها الدمعَ يَدمَى مسيلُهُ

وأقطعُ أنفاساً مسالِكُها تَدمى

تذكَّرتُ إذا سَهْمُ الهَوى غيرُ طائشٍ

وإذ أسهُمُ الأيامِ طائشةُ المَهوى

وكم ليلةٍ أحيَتْ نفوسَ ذَوي الهَوى

عِناقاً وكانت لا تموتُ ولا تَحيا

ويومَ أرانا العيشَ يهتزُّ عِزَّةً

بما قد حوى من غُرَّةِ الرشأِ الأحوى

جَلَوْنا به الكاساتِ والأفقُ عاطلٌ

إلى أن تَبَّدَى الأفقُ في حُلَّةٍ تُجلى

فصافحَ منها الشَّرْبُ كلَّ مَشوقَةٍ

عليها رِجالُ الفُرسِ يقدُمُهم كِسرى

نُحَيَّا ونُسْقى في الزُّجاجةِ باطلاً

إذا نحنُ حقَّقْنا التَّحيَّةَ والسُّقيا

ويُلبسُه ساقي المدامةِ حُلَّةً

ولكنَّه في كفِّ شاربه يَعْرَى

وليلٍ رَحيبِ الباعِ مَدَّ رِواقَه

على الأفقِ حتى خِيلَ في حُلَّتَي ثَكْلَى

يُقيِّدُ ألحاظَ العيونِ حِجابُه

كأنَّ بَصيرَ القومِ من دونِه أعمى

ترَدَّيتُه حتَّى رأَيتُ رِداءَهُ

يَرِقُّ بمنشورٍ من الصبحِ لم يُطْوَ

ولاحَ لنا نَهْجٌ خَفِيٌّ كأنَّه

إذا اطَّرَدَتْ أثناؤُه حيَّةٌ تَسعى

إلى سيِّدٍ يُعطي على الحمدِ مالَه

فيأخُذُ ما يَبقى ويُعطي الذي يَفنى

وأبيضَ يَحمي كلَّ أبيضَ ماجِدٍ

إذا لاحَ فرداً فهو صاحبُه الأدنى

ومزمومَةِ الأطرافِ مُصفرَّةِ القرا

مؤلَّفةِ الأعضاء من فِرَقٍ شتَّى

تَشرَّدَ من أولادِها كلُّ زائرٍ

فيا لَكِ أُمّاً ما أعقَّ وما أجفى

إذا طار عنها انفلَّ في كلِّ نَثَلةٍ

دِلاصٍ كما ينفلُّ في الشَّمَطِ المِدْرَى

وإن حادَ عن نفسٍ هَدَاه لها الرَّدى

ولم يُرَ سارٍ قبلَه بالرَّدى يُهْدى

طلعْتَ عليه والذوابلُ تَلتوي

أسنَّتُها في نحرِ كلِّ فتىً ألوى

وأسفْرتَ والألوانُ تَرْبَدُّ خِيفَةً

وبيضُ الظُّبا تَدْمَى وسُمْرُ القَنا تَفْنَى

تَقَيَّلْتَ عبدَ اللهِ في البأسِ والنَّدى

فما حِدْتَ يوماً عن طريقتِه المُثلى

وأنتَ رفعتَ الشَّعْرَ بعدَ انخِفاضِهِ

بجودكَ حتى صار في ذِروةِ الشِّعرى

فكم مِدحَةٍ غِبَّ النَّوالِ تبسَّمَتْ

كما ابتسمَ النُّوَّارُ غب حَيَاً أروَى

ثَناءٌ أبانَ الفضلَ مني لحاسِدٍ

تبيَّنَ فيه ذِلَّةُ العبدِ للمَولى

يجولُ فِجاجَ الأرضِ وهو مقيَّدٌ

بقافيةٍ يَبلى الزمانُ ولا تَبلى

وما ضَرَّ عِقْدٌ من ثَناءٍ نظمتهُ

وفصَّلتُهُ أن لا يعيشَ له الأعشى

شرح ومعاني كلمات قصيدة رويدك عن تفنيد ذي المقلة العبرى

قصيدة رويدك عن تفنيد ذي المقلة العبرى لـ السري الرفاء وعدد أبياتها اثنان و ثلاثون.

عن السري الرفاء

السرّي بن أحمد بن السرّي الكندي أبو الحسن. شاعر أديب من أهل الموصل، كان في صباه يرفو ويطرز في دكان له، فعرف بالرفاء ولما جاد شعره ومهر في الأدب قصد سيف الدولة بحلب، فمدحه وأقام عنده مدة، ثم انتقل بعد وفاته إلى بغداد. ومدح جماعة من الوزراء والأعيان، ونفق شعره إلى أن تصدى له الخالديان، وكانت بينه، وبينهما مهاجاة فآذياه وأبعداه عن مجالس الكبراء. فضاقت دنياه واضطر للعمل في الوراقة (النسخ والتجليد) ، فجلس يورق شعره ويبيعه، ثم نسخ لغيره بالأجرة. وركبه الدين، ومات ببغداد على تلك الحال. وكان عذب الألفاظ، مفتناً في التشبيهات ولم يكن له رواء ولا منظر. من كتبه (ديوان شعره ط) ، و (المحب والمحبوب والمشموم والمشروب - خ) .[١]

تعريف السري الرفاء في ويكيبيديا

أبو الحسن السري بن أحمد بن السري الكندي الرفاء الموصلي شاعر مشهور؛ كان في صباه يرفو ويطرز (يعمل خياطا) في دكان بالموصل ولذا سمي بالرفاء أي الخياط، وهو مع ذلك يتولع بالأدب وينظم الشعر، ولم يزل حتى جاد شعره ومهر فيه، وقصد سيف الدولة الحمداني بحلب ومدحه وأقام عنده مدة، ثم انتقل بعد وفاته إلى بغداد ومدح الوزير المهلبي وجماعة من رؤساء المدينة، وانتشر شعره وراج. وكانت بينه وبين أبي بكر محمد وأبي عثمان سعيد ابني هاشم الخالديين الموصليين الشاعرين المشهورين معاداة فادعى عليهما سرقة شعره وشعر غيره. وكان السري مغرى بكتابة ديوان أبي الفتح كشاجم الشاعر المشهور، وهو إذ ذاك ريحان الأدب بتلك البلاد فكان يقوم بدس أحسن شعر الخالديين فيما يكتبه من شعر كشاجم، ليزيد في حجم ما ينسخه وينفق سوقه ويغلي سعره ويشنع بذلك عليهما ويغض منهما ويظهر مصداق قوله في سرقتهما، فمن هذه الجهة وقعت في بعض النسخ من ديوان كشاجم زيادات ليست في الأصول المشهورة. وكان شاعرا مطبوعا عذب الألفاظ مليح المأخذ كثير الافتنان في التشبيهات والأوصاف، ولم يكن له رواء ولا منظر، ولا يحسن من العلوم غير قول الشعر، وقد عمل شعره قبل وفاته نحو 300 ورقة، ثم زاد بعد ذلك، وقد عمله بعض المحدثين الأدباء على حروف المعجم. ومن شعر السري أبيات يذكر فيها صناعته، فمنها قوله:

وللسري المذكور ديوان شعر كله جيد، وله كتاب المحب والمحبوب والمشموم والمشروب وكتاب الديرة. وكانت وفاته في العقد السابع من القرن الرابع الهجري ببغداد كما قال الخطيب البغدادي في تاريخه حوالي عام 366 هـ / 976م.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. السري الرفّاء - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي