ريعت لمنشور على مفرقه

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة ريعت لمنشور على مفرقه لـ العكوك

اقتباس من قصيدة ريعت لمنشور على مفرقه لـ العكوك

ريعَت لِمَنشورٍ عَلى مَفرِقِهِ

ذَمَّ لَها عَهدَ الصِباحين اِنتَسَب

أَهدامُ شَيبٍ جُدُدٌ في رَأسِهِ

مَكروهَةُ الجِدَّةِ أَنضاءُ العُقُب

أَشرَقنَ في أَسوَدَ أَزرينَ بِهِ

كانَ دُجاهُ لِهَوى البيضِ سَبَب

وَاعتَقنَ أَيّامَ الغَواني وَالصِبا

عَن مَيِّتِ مَطلَبُهُ حُبُّ الأَدَب

لَم يَزدَجِر مُرعَوِياً حينَ اِرعَوى

لكِن يَدٌ لَم تَتَّصِل بِمُطَّلَب

لَم أَرَ كَالشَيبِ وَقاراً يُجتَوى

وَكَالشَبابِ الغَضِّ ظِلّاً يُستَلَب

فَنازِلٌ لَم يُبتَهَج بِقُربِهِ

وَذاهِبٌ أَبقى جَوىً حينَ ذَهَب

كانَ الشَبابُ لِمَّةً أُزهى بِها

وَصاحِباً حُرّاً عَزيزاً المُصطَحَب

إِذ أَنا أَجرى سادِراً في غَيِّهِ

لا أُعتِبُ الدَهرَ إِذا الدَهرُ عَتِب

أُبعِدُ شَأوَ اللَهوِ في إِجرائِهِ

وَأَصِدُ الخَودَ وَراءَ المُحتَجَب

وَأَذعَرُ الرَبرَبَ عَن أَطفالِهِ

بِأَعوَجِيٍّ دُلَفي المُنتَسَب

تَحسَبُهُ مِن مَرَحِ العِزِّ بِهِ

مُستَنفِراً بِرَوعَةٍ وَمُلتَهَب

وَهُوَ عَلى إِرهافِهِ وَطَيِّهِ

يَقصُرُ عَنهُ المُحزَمانِ وَاللُبَب

تَقولُ فيهَ جَنَبٌ إِذا اِنتَحى

وَهُوَ كَمَتنِ القِدحِ ما فيهِ جَنَب

يَخطو عَلى عوجٍ تَناهَبنَ الثَرى

لَم يَتَواكَل عَن شَظىً وَلا عصَب

تَحسَبُها ثابِتَةً إِذا خَطَت

كَأَنَّها واطِئَةٌ عَلى الرُكَب

شَتا وَقاظَ بُرهَتَيهِ عِندَنا

لَم يُؤتَ مِن بَرٍّ بِهِ وَلا حَدَب

يُصانُ عَصرَي حَرِّهِ وَقَرِّهِ

وَتَقصُرُ الخورُ عَلَيهِ بِالحَلَب

حَتّى إِذا تَمَّت لَهُ أَعضاؤُهُ

لَم تَنحَبِس واحِدَةٌ عَلى عَتَب

رُمنا بِهِ الصَيدَ فَرادَينا بِهِ

أَوابِدَ الوَحشِ فَأَجدى وَاِكتَسَب

مُحتَدِمَ الجَري يُبارى ظِلَّهُ

وَيُعرِقُ الأَحقَبَ في سَوطِ الخبب

إِذا تَظَنَّينا بِهِ صدّقنا

وَإِن تَظَنّي نَوتَهُ العيرُ كَذَب

لا يَبلُغُ الجَهدَ بِهِ راكِبُهُ

وَيَبلُغُ الريحَ بِهِ حَيثُ طَلَب

ثُمَّ اِنقَضى ذاكَ كَأَن لَم يُعنِهِ

وَكُلُّ بُقيا فَإِلى يَومٍ عَطَب

وَخَلفَ الدَهرُ عَلى أَبنائِهِ

بِالقَدحِ فيهِم وَاِرتِجاعِ ما وَهَب

فَحَمِّلِ الدَهرَ اِبنَ عيسى قاسِماً

يَنهَض بِهِ أَبلَجَ فَرّاجَ الكُرَب

كَرَونَقِ السَيفِ اِنبِلاجاً بِالنّدى

وَكَغِرارَيهِ عَلى أَهلِ الرِيَب

ما وَسِنَت عَينٌ رَأَت طَلعَتَهُ

فَاِستَيقَظَت بِنَوبَةٍ مِنَ النُوَب

لَولا اِبنُ عيسى القَرمُ كُنّا هُمَلاً

لَم يُؤتَثَل مَجدٌ وَلَ يُرعَ حَسَب

وَلَم يُقَم في يَوم بَأسٍ وَنَدىً

وَلا تَلاقى سَبَبٌ إِلى سَبَب

تَكادُ تبدي الأَرضُ ما تُضمِرُهُ

إِذا تَداعَت خَيلُهُ هَلّا وَهَب

وَيَستَهِلُّ أَمَلاً وَخيفَةً

جانِبُها إِذا اِستَهَلَّ أَو قَطَب

وَهوَ وَإِن كانَ اِبنَ فَرعى وائِل

فَبِمَساعيهِ تَرَقّى في الحَسَب

وَبِعُلاهُ وَعُلا آبائِهِ

تُحوى غَداةَ السَبقِ أَخطارُ القَصَب

يا زَهرَةَ الدُنيا وَيا بابَ النَدى

وَيا مُجيرَ الرُعبِ مِن يَومِ الرَهَب

لَولاكَ ما كانَ سَدىً وَلا نَدىً

وَلا قُرَيشٌ عُرِفَت وَلا العَرَب

خُذها إِلَيكَ مِن مَلىءٍ بِالثَنا

لكِنَّهُ غَيرُ مَليءٍ بِالنَشَب

وأَثوِ في الأَرضِ أَو اِستَفزِز بِها

أَنتَ عَلَيها الرَأسُ وَالناسُ الذَنَب

شرح ومعاني كلمات قصيدة ريعت لمنشور على مفرقه

قصيدة ريعت لمنشور على مفرقه لـ العكوك وعدد أبياتها ثمانية و ثلاثون.

عن العكوك

علي بن جَبلة بن مسلم بن عبد الرحمن الأبناوي. شاعر عراقي مجيد، أعمى، أسود، أبرص، من أبناء الشيعة الخراسانية، ولد بحيّ الحربية في الجانب الغربي من بغداد ويلقب بالعَكَوَّك وبه اشتهر ومعناه القصير السمين. ويقال إن الأصمعي هو الذي لقبه به حين رأى هارون الرشيد متقبلاً له، معجباً به. ويختلف الرواة في فقده لبصره، فمنهم من قال أنه ولد مكفوفاً ومنهم من قال أنه كف بصره وهو صبي. وعني به والده فدفعه إلى مجالس العلم والأدب مما أذكى موهبته الشعرية وهذبها. وكان قد امتدح الخلفاء ومنهم الرشيد الذي أجزل له العطاء وفي عهد المأمون كتب قصيدة في مدحه إلا أنه لم ينشدها بين يديه وإنما أرسلها مع حميد الطوسي فسخط المأمون عليه لأنه نوه بحميد الطوسي وأبي دلف العجلي وتأخر عن مدحه والإشادة به، مما أوصد عليه أبواب الخلفاء بعد الرشيد. وتدور مواضيع شعره حول المديح والرثاء كما يراوح في بعضه بين السخرية والتهكم والفحش وهتك الأعراض والرمي بالزندقة والغزل والعتاب. وصفه الأصفهاني بقوله: (هو شاعر مطبوع عذب اللفظ جزل، لطيف المعاني، مدّاح حسن التصرف) . اختلف في سبب وفاته فمنهم من يقول إن المأمون هو الذي قتله لأنه بالغ في مدح أبي دلف العجلي وحميد الطوسي ويخلع عليهما صفات الله. ومنهم من قال إنه توفي حتف أنفه.[١]

  1. معجم الشعراء العرب

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي