زاحفت أيامي وزاحفنني

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة زاحفت أيامي وزاحفنني لـ مصطفى لطفي المنفلوطي

اقتباس من قصيدة زاحفت أيامي وزاحفنني لـ مصطفى لطفي المنفلوطي

زَاحفتُ أيامي وزاحفنني

دهراً فلم أنكل ولم تنكل

لا عزمها واهٍ ولا عزمتي

تصادَمَ الجندلُ بالجندلِ

رمت فلم تُبقِ على مفصِلٍ

لكنَّها طاشَت عن المقتلِ

وليتَها أصمت فما أبتغي

من عيشها إن أنا لم أقتلِ

لا خير في الصبر على غمرَةٍ

لا يأمَلُ الصابِرُ أن تنجلي

صبرتُ في البأساءِ صَبرَ الذي

قِيدَ إلى القتل فلم يحفِل

لا فضلَ في الصبرِ لمستسلمٍ

عي عن الفعلِ فلم يفعَلِ

عِشرونَ عاماً لم تَحُل حالتي

ما أشبه الآخرَ بالأَوّلِ

أغدُو إلى المَعمل في شَملَةٍ

خَرقَاءَ لم تَكسُ ولَم تَشمَل

تنمُّ عن جِسمي كما نَمّ عَن

نَفسِي غزيرُ المدمَع المُرسَلِ

كأنَّها بُرقعُ مِصريةٍ

لا يَحجُبُ الوجه عن المُجتلى

يميلُ بي الهمُّ مَمِيلَ النَّقَا

بين جنوبِ الرّيح والشَمأَل

فمن رآنِي ظنَّ بي نشوةً

أجل بكأسِ الحُزنِ لا السّلسَل

أَقضى نهاري مُقبلاً مُدبراً

كأنَّني الآلةُ في المَعمل

وصاحبُ المَعمل لا يرتَضي

منِّي بِغَيرِ الفادِح المُثقِل

فإِن شكوتُ النَّزر مِن أُجرةٍ

برَّح بي شتما ولم يَجمُل

حتَّى إذا عدتُ إلى مِنزلي

وجدتُ سوءَ العَيشِ في المنزلِ

أرى أيامي يَشتكينَ الطَّوى

إلى يتامى جُوَّعٍ نُحَّلِ

أبيتُ والأجفانُ في سُهدها

كأنَّما شُدَّت إلى يَذبُلِ

بين صغارٍ سُهَّدٍ في الدجى

يُذرون دمع الثاكِل المُرمِل

بين ضعيفِ الخطوِ لم يَعتَمد

وشاخص في المهد لم يحول

يدعون أما تتلظى أسى

حذارَ يوم الحادث المثكل

ووالداً عيا بإسعافهم

في العيش عي الفارس الأعزلِ

ما زال ريب الدهر ينتابني

بالمعضل الفادح فالمعضلِ

حتى رماني بالتي لم تدع

إلا بقايا الروح في هيكَلِ

فها أنا اليومَ طريحُ الضنى

وليس غيرَ الصبر من معقل

في لفحةِ الرمضاءِ لا أتقي

وهبةِ النكباءِ لا أصطلي

هذا هو البؤسُ فهل من فتىً

تم له في البؤس ما تم لي

فيا قرير العين في دهره

عش ناعماً في جدكِ المُقبلِ

واسقِ مواتي قطرةً فَذَّةً

من بينِ ذاك العارضِ المُسبلِ

وارحم صغاراً كفراخ القطا

من نادِبٍ حولي ومن مُعوِلِ

أحسِن إليهم بحياتي وفُز

فيهم بأجر المنعم المفضِلِ

قد بح صوتي وانقضى خاطري

ونالَ ذاك النحسُ من مقولي

شرح ومعاني كلمات قصيدة زاحفت أيامي وزاحفنني

قصيدة زاحفت أيامي وزاحفنني لـ مصطفى لطفي المنفلوطي وعدد أبياتها ثلاثة و ثلاثون.

عن مصطفى لطفي المنفلوطي

مصطفى لطفي بن محمد لطفي بن محمد حسن لطفي المنفلوطي. نابغة في الإنشاء والأدب، انفرد بأسلوب نقي في مقالاته وكتبه، له شعر جيد فيه رقة وعذوبة، ولد في منفلوط من الوجه القبلي لمصر من أسرة حسينية النسب مشهورة بالتقوى والعلم نبغ فيها، من نحو مئتي سنة، قضاة شرعيون ونقباء أشراف، تعلم في الأزهر واتصل بالشيخ محمد عبده اتصالاً وثيقاً وسجن بسببه ستة أشهر، لقصيدة قالها تعريضاً بالخديوي عباس حلمي، وقد عاد من سفر، وكان على خلاف مع محمد عبده مطلعها: قدوم ولكن لا أقول سعيد وعود ولكن لا أقول حميد وابتدأت شهرته تعلو منذ سنة 1907 بما كان ينشره في جريدة المؤيد من المقالات الأسبوعية تحت عنوان النظرات، وولي أعمالاً كتابية في وزارة المعارف سنة 1909 ووزارة الحقانية 1910 وسكرتارية الجمعية التشريعية 1913 وأخيراً في سكرتارية مجالس النواب، واستمر إلى أن توفي. له من الكتب (النظرات - ط) ، و (في سبيل التاج-ط) ، و (العبرات-ط) ، و (مختارات المنفلوطي-ط) الجزء الأول، وبين كتبه ما هو مترجم عن الفرنسية، ولم يكن يحسنها وإنما كان بعض العارفين بها يترجم له القصة إلى العربية، فيتولى هو وضعها بقالبه الإنشائي، وينشرها باسمه.[١]

تعريف مصطفى لطفي المنفلوطي في ويكيبيديا

مصطفى لطفي بن محمد لطفي بن حسن لطفي أديب وشاعر مصري نابغ في الإنشاء والأدب، انفرد بأسلوب نقي في مقالاته، له شعر جيد فيه رقة، قام بالكثير من الترجمة والاقتباس من بعض روايات الأدب الفرنسي الشهيرة بأسلوب أدبي فذ، وصياغة عربية في غاية الروعة. لم يحظ بإجادة اللغة الفرنسية لذلك استعان بأصحابه الذين كانوا يترجمون له الروايات ومن ثم يقوم هو بصياغتها وصقلها في قالب أدبي. يعتبر كتاباه النظرات والعبرات من أبلغ ما كتب في العصر الحديث.[٢]

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي