زارت فكان لها الفؤاد مقيلا
أبيات قصيدة زارت فكان لها الفؤاد مقيلا لـ الأمير الصنعاني
زارت فكان لها الفؤاد مقيلا
ودنت ففرش خده تبجيلا
والذهن قام معظماً لقدومها
وتعانقاً فأملها تقبيلا
والعين نادت أسكنوها أسودي
فعسى تكون لحبر تلك خليلا
ثم اجتلاها الفكر وهو من الحيا
في خجلة قد أورثته نحولا
فغدا يقول وقد تأمل رقمها
ورآه قد أهدى له المأمولا
حمداً لمن جمع القلوب ولم يكن
نور التعارف للشخوص دليلا
لكن أنوار المعارف والذكا
أهدى إلى جمع القلوب سبيلا
كم غائب في القلب أضحى حاضراً
يغدو ويمسي في الفؤاد نزيلا
وَلَكَمْ ذِكيٍّ مات قبل وجودنا
وبحبه قلبي غدا مشغولا
ولَكَمْ أناس قربهم كبعادهم
لا بل بعادهم أخف قليلا
وتظنهم بشراً فإن فتشتهم
أيقنت أن من الرجال طبولا
أستغفر اللّه العظيم فإنني
لذنوب دهري قد غدوت مقيلا
إذ جاءني مكتوب من بصفاته
قد كان حبل مودتي موصولا
قد كان يبلغني كريم صفاته
فأظن إيغالاً بما قد قيلا
حتى أدار علي كأس بلاغة
وسقى المسامع باليراع شمولا
فعلمت صدق محدثي في وصفه
بل لمته إذ قصر المنقولا
تاللّه لم أسمع بمثلك ماجداً
جاد الزمان به وكان بخيلا
وكذاك لم تر مقلتي فيما رأت
كالبدر حبراً في العلوم نبيلا
أخوان كل قد تضلع في العلى
وغدا على هام السماك مقيلا
جبلان ينتقدان قولاً قاله
ذهن غدا برحيله مغلولا
أخذ اليراع وما لديه مؤلف
فيقرب التأليف والتحصيلا
تاللّه ما عندي سوى فكر غدا
من دون أهوال الرحيل ضئيلا
فتمصص الذهن الكليل قواعداً
ما كنت أحسبها تبل غليلا
وظننت ما حررت يخفي رقه
ولذاك أحقر أن يعد مقولا
فسما إلى بدر المعارف والندى
فنضا عليه ذهنه المسلولا
متأملاً لدقيقه وجليله
ثم ارتضاه وزاده تبجيلا
وإليّ أهدى من جواهر لفظه
عقداً تنظم في الطروس فصولا
وأدار من كأس النقادة ما يرى
عند المسامع سكراً محلولا
فرشفته بمسامعي وأجبته
بقياس فهمي لم أقل قد قيلا
هذا ووافاني نظامك بعده
فيه انتقاد لا يعد قليلا
أما الذي قد مر فيه جوابنا
فكفى به في دفع تلك كفيلا
وهب التوقف قد حيى بمقالكم
فبسهم إيرادي يعود قتيلا
إذ فيه تجويز العذاب بعلمه
أيوافق التجويز ذا المعقولا
حاشاه من تجويز القبيح لمسلم
أو ما كفى لا يظلمون فتيلا
أيصح تجويز القبيح لمسلم
إني أرى تنزيهه مدخولا
تجويزه هذا يدل بأنه
في عدل من أهدى لنا التنزيلا
متردد وكفى بذلك قادح
فتأملوا بُلِّغْتُم المأمولا
هذا فساد كلام شارح مسلم
وله فساد خلته مقبولا
في حمله لحديث من آبائهم
في حكم دنياهم أراه عليلا
ما كان سائله لذلك طالباً
وكفى السياق على المراد دليلا
أما أبو الحسن الذي راجعته
فأراه قرر ذلك التأويلا
وذكرت وجهاً قال ذاك موجهاً
لأراد ربك فانظرن قليلا
فلقد وهمتم فيه إذ قلتم لإِف
راد الضمير فراجع المنقولا
وتأملوا فيما ذكرت منكتاً
تكرار لفظ الرب والتعليلا
إذ لو جنحنا نحو ما قد قاله
لرأيت كلاً منهما مغسولا
وفهمت منه عندما خاطبته
أن الكليم مطالب تعجيلا
ومشارك في رفعه لجدارهم
وكذاك عاد كلامه محلولا
وأردت تأييد الضعيف بمثله
في الضعف يا مولاي عشت نبيلا
بقراءة لم ندر كيف طريقها
ما كل ما يروى يرى مقبولا
لو كان يقرؤها المصلي عندكم
عنفتموه بالفساد طويلا
ولقد ذكرنا في الجواب نفائساً
وفوائداً في حلك التنزيلا
لو أنصف الذهن الشريف لعدها
نوراً به يتتبع التأويلا
ويرد كل رواية ودراية
جاءت ومعناها يرى مرذولا
وأطلتم في الخمر في أبحاثكم
ياما أميلح ذلك التطويلا
ولقد أطلنا قبل ذاك جوابها
فتأملوه يفدكم المأمولا
ولعلني أعطيكم بسط عبارة
حتى أوضح ذلك المسؤولا
هذا ولفظا قرية ومدينة
مترادفان تصادقاً ونزولا
وتغاير المفهوم أبرز نكتة
التعبير إذا أضحى عليك دليلا
والأجدرية للكليم لأنه
لخليله قد أكثر التثقيلا
فأراد إيقاظاً له عن زجره
والذوق يدرك ذاكم المعقولا
ولعل مولانا الضياء مذاكر
فيها فيشفى ما تراه عليلا
ولقد أفدتم في الذي حررتم
فجزيتم عني الثناء جميلا
أيقظتم ذهني بذكر فوائد
أضحى بها طرف الذكا مكحولا
واللّه يجمعنا بكم في نعمة
ويعجلن بخلاصكم تعجيلا
شرح ومعاني كلمات قصيدة زارت فكان لها الفؤاد مقيلا
قصيدة زارت فكان لها الفؤاد مقيلا لـ الأمير الصنعاني وعدد أبياتها أربعة و ستون.
عن الأمير الصنعاني
محمد بن إسماعيل بن صلاح بن محمد الحسني الكحلاني الصنعاني أبو إبراهيم عز الدين. مجتهد، من بيت الإمامة في اليمن، يلقب "المؤيد بالله" بن المتوكل على الله. أصيب بمحن كثيرة من الجهلة والعوام، له نحو مائة مؤلف ذكر صديق حسن خان أن أكثرها عنده (في الهند) ولد بمدينة كحلان ونشأ وتوفي بصنعاء. من كتبه (توضيح الأفكار شرح تنقيح الأنظار - ط) في مصطلح الحديث (سبيل السلام شرح بلوغ المرام من أدلة الأحكام لابن حجر العسقلاني - ط) ، (منحة الغفار) حاشية ضوء النهار (اليواقيت في المواقيت - خ) ، وغيرها الكثير. وله (ديوان شعر - ط) .[١]
- ↑ معجم الشعراء العرب