زارت ونجم الدجى يشكو من الأرق

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة زارت ونجم الدجى يشكو من الأرق لـ لسان الدين بن الخطيب

اقتباس من قصيدة زارت ونجم الدجى يشكو من الأرق لـ لسان الدين بن الخطيب

زارتْ ونجْمُ الدُجَى يشْكو منَ الأرَقِ

والزّهْرُ سابِحَةٌ في لُجّةِ الأفُقِ

واللّيلُ منْ روْعةِ الإصْباحِ في دهَشٍ

قدْ شابَ مفرِقُهُ منْ شِدّةِ الفَرَقِ

وأوْشَكَتْ أنْ تضِلَّ القَصْدَ زائِرَةٌ

لوْلا أتَتْني في باقٍ منَ الرّمَقِ

قالتْ تَناسَيْتَ عهْدَ الحُبِّ قُلْتُ لَها

لا والذي خلَقَ الإنسانَ منْ علَقِ

ما كان قطُّ تَناسِي العهْدِ من شِيَمي

ولا السُّلُوُّ عنِ الأحْبابِ منْ خُلُقي

ولا ترحّلْتُ عنْ مَغْناكِ منْ ملَلٍ

قد يُتْرَكُ الماءُ يوْماً خِيفَةَ الشّرقِ

كمْ ليلةٍ بتُّها والطّيْفُ يشهدُ لي

لمْ تطْعَمِ النّوْمَ أجْفاني ولمْ تذُقِ

أشكو الى النّجْمِ وهْناً ما أُكابِدُهُ

حتّى شَكا النّجْمُ منْ وجْدي ومِنْ قَلَقي

يا لائِميَّ أفِيقا منْ ملامِكُما

فإنّني مذْ سُقِيتُ الحُبَّ لمْ أفِقِ

هلْ تذْكُرانِ لَيالِينا وقد نفَحَتْ

ريحُ الصَّبا في رِياضِ للصَّبا عَبِقِ

وإذْ نَعِمْنا برَغْمِ الدّهْرِ فيهِ وقدْ

عضّ الأنامِلَ منْ غيْظٍ ومِنْ حنَقِ

بكُلِّ ساحِرَةِ الألْبابِ آيَتُها

أنْ تُطْلِعَ الشّمْسَ في جُنْحٍ منَ الغسَقِ

تُنازِعُ الغُصْنَ لدْناً في تأوّدِهِ

وتخْصِمُ الرّيمَ في الألحاظِ والعُنُقِ

والرّوضُ يجْلو عِذارِيَهْ وقدْ لبِسَتْ

عَقائِلُ الوُرْقِ دِيباجاً منَ الوَرَقِ

كأنّما الغُصْنُ فيه شارِبٌ ثمِلٌ

بكأسِ مُصْطَبِحٍ في الأُنْسِ مغْتَبِقِ

فكلّما ارْتاحَ هزّ العِطْفَ منْ طرَبٍ

وزادَ زَهْواً بمَنْثورٍ منَ الوَرَقِ

كأنّما الدّوْحُ والأغصانُ جائِلَةٌ

قد جادَها كلُّ جهْمِ الغيْثِ مُندَفِقِ

كأنّما الطّلُّ إذ طُلَّ الشّقيقُ به

خدٌّ بصَفْحَتِهِ رشْحٌ منَ العَرَقِ

همّتْ ثُغورُ الأقاحي أنْ تُقَبّلهُ

فلِلْبَنفْسَجِ وجْهُ الواجِمِ الحَنِقِ

كأنّ أوْراقَهُ والرّيحُ تعطِفُها

سَواعِدٌ رفَعَتْ خُضراً منَ الورَقِ

كأنّما الآسُ آذانُ الجِيادِ وقدْ

شعَرْنَ بالرّوْعِ في قَفْرٍ منَ الطُرُقِ

كأنّما النّهْرُ في أثْنائِهِ أفُقٌ

والوَرْدُ في الشّطِّ منْهُ حُمرةُ الشّفَقِ

أو سيْفُ يوسُفَ يوْم الرّوْع سالَ بهِ

نَجيعُ أعْدائهِ المحمرُّ في الزُّرَقِ

إمامُ عدْلٍ يُحبُّ اللهُ سيرَتَهُ

عفُّ العُيونِ كريمُ الخَلْقِ والخُلُقِ

أقامَ للدّينِ قِسْطاساً فأمّنَهُ

ما سامَهُ الجَوْرُ منْ بخْسٍ ومنْ رهَقِ

وعمّ بالرِّفْقِ هذا القُطْرَ فابْتَدَرَتْ

تنْمي مآثِرَهُ جوّابَة الأفُقِ

أقولُ للرّاكبِ المُزْجي مطِيّتَهُ

يحُثّها السّيْرَ بيْنَ النّصِ والعنَقِ

يا زاجرَ العيسِ أنْضاءً مُضَمّرَةً

كأنّها أسْهمٌ يمرُقْنَ عنْ فوَقِ

أهِلّةٌ ما لَها عهْدٌ بمنزِلَةٍ

منْ كلِّ منْخَسِفِ الجثْمانِ منْمَحِقِ

أرِحْ رِكابَك قد أوْرَدْتَ في نهَلٍ

وقدْ ظفِرْتَ بحبْلِ اللهِ فاعْتلِقِ

حلَلْتَ بالمنزِلِ المَحْبُوِّ نائِلُهُ

ببابِ ملْكٍ لبابِ البِرِّ مُسْتَبِقِ

نمَتْهُ أمْلاكَ صِدْقٍ بلْ ملائِكَةً

منْ كلِّ مُحْتَزِمٍ بالحَزْمِ منْتَطِقِ

آثارُهُمْ في سَماءِ المُلْكِ لائِحَةً

تَهْدي وذِكْرُهُمُ مسْكٌ لمُنْتَشِقِ

وحلّ منْ محتِدِ الأنصارِ منْتَسِباً

في معْشَرِ صُبرٍ عنْدَ الوَغى صُدُقِ

حِزْبُ النّبيّ الأُلَى إنْ روْعةٌ دهَمَتْ

مِلْءَ الفَضا لمْ تهِنْ ذَرْعاً ولم تضِقِ

يا قائِدَ الخيْلِ ترْدِي في أعنّتِها

هَزْلَى الأباطِن والأنْساءِ والصُّفُقِ

منْ كلِّ أحْمَرَ ورْديٍّ تُنازِعُهُ

ظِباءُ وجْرَةَ في الألْوانِ والخِلَقِ

وأشْهَبٍ في سَماءِ النّقْعِ مخْتَرِقٍ

كأنّه قاذِفٌ يهْوي لمُسْتَرِقِ

وأدْهَمِ اللوْنِ إنْ أبْداكَ غُرّتَهُ

تخالُ زِنْجيّةً تفترُّ عن يَقَقِ

كأنّه وهْوَ بالظَّلْماءِ مُشْتَمِلٌ

خاضَتْ قَوائِمُهُ نهْراً منَ الفَلَقِ

وأبْلَق شُغِفَتْ حُورُ العُيونِ بهِ

كأنّما عطَفَتْها نسبَةُ الحدَقِ

تُشارِكُ اللّيْلَ في إحْكامِ صنْعَتِه

واليوْمَ واتّفَقا فيهِ علَى البَلَقِ

أنتَ الذي خاصَمَتْ فيك السّيوفُ الى

أنْ خلّصَ الحقُّ رهْنَ المُلْكِ منْ غلَقِ

وأنتَ أمّنْتَ حقاً ثغْرَ أنْدَلُسٍ

وقلْبُ ساكِنِها يرتجُّ منْ خفَقِ

قد عاوَدَتْ دولَةُ الإسلامِ جِدّتَها

والكُفْرُ مُشتَمِلٌ بالواهِنِ الخَلِقِ

فأفْلِقِ البيضَ واهْزُزْ كلَّ غالِبَةٍ

فالدّينُ في مَرَحٍ والكُفْرُ في وهَقِ

حتى إذا الرّومُ رامَتْ فُرصَةً ونَزا

يوماً مُنافِقُها الأشْقَى عنِ النّفَقِ

فاهْزُز برُعْبِكَ قبلَ الجيْشِ ما جمَعوا

واضْرِبْ بسَعْدِكَ قبل الصّارمِ الذَّلِقِ

واسْتقْبلِ الفتْحَ والنّصْرَ الذي نطَقَتْ

آثارُه بصَحيحٍ غيرِ مُخْتَلَقِ

وإنْ شكَتْ مرْهَفاتُ البيضِ منْ ظمَأٍ

فسقِّها عَلَلاً صِرْفاً منَ العَلَقِ

وإنْ هُمُ جنَحوا للسِّلْمِ واعْتَلَقوا

منْها بمُسْتَحْكَمِ الأسْبابِ والعُلَقِ

اجْنَحْ لها بكتابِ اللهِ مُقْتدياً

إذ ذاكَ واسْتَبْقِ فلاًّ منْ ظُباكَ بَقي

واهْنأ بقابِلِ أعْيادٍ مَواسِمُها

منْظومةً ككُعوبِ الرُّمْحِ في نسَقِ

في ظلِّ ممْلَكة منْ دونِ ساحَتِها

رِدْءٌ منَ اللهِ يحْمي حَوْزَها ويَقي

موْلايَ دونَكَها عِقْداً فرائِدُهُ

تُزْهى بمنتَظِمِ الإبْداعِ متّسقِ

يوَدُّها الدوْحُ في أغْصانِهِ زهَراً

غضّاً وتحْسِدُها دارينُ في العبَقِ

تُزْري بطيبِ أواليها أواخرُها

كذلِكَ السّبْقُ يبْدو آخِرَ الطّلقِ

لو جِئْتُ في حلْبَةِ العُرْبِ التي سبقَتْ

ما كُنْتُ في القوْمِ إلا حائِزَ السّبَقِ

وإنْ تأخّرَ بي عنْ جيلِهمْ زمَني

فربّما جاءَ معْنى الصّبْحِ في اللّحَقِ

والعقْلُ كالبَحْرِ إن هالَتْكَ هيبتُهُ

فالشّعْرُ يسْبُرُ منْهُ مُنْتَهى العُمُقِ

فإنْ وفّيْتُ بمعنى المدْحِ فهْوَ جَنى

روْضٍ بإنعامِكَ السّحَّ الغَمامُ سُقي

وإنْ عجَزْتُ فعَنْ عُذْرٍ وثقتُ بهِ

مَنْ رامَ عدَّ الحَصى والقَطْرَ لم يُطِقِ

وإنْ وفَيْتُ ببَعْضِ القوْلِ رُبَّتَما

يكْفي منَ العِقْدِ ما قدْ حفَّ بالعُنُقِ

شرح ومعاني كلمات قصيدة زارت ونجم الدجى يشكو من الأرق

قصيدة زارت ونجم الدجى يشكو من الأرق لـ لسان الدين بن الخطيب وعدد أبياتها ثلاثة و ستون.

عن لسان الدين بن الخطيب

محمد بن عبد الله بن سعيد السلماني اللوشي الأصل، الغرناطي الأندلسي، أبو عبد الله الشهير بلسان الدين بن الخطيب. وزير مؤرخ أديب نبيل. كان أسلافه يعرفون ببني الوزير. ولد ونشأ بغرناطة. واستوزره سلطانها أبو الحجاج يوسف بن إسماعيل (سنة 733هـ) ثم ابنه (الغني بالله) محمد، من بعده. وعظمت مكانته. وشعر بسعي حاسديه في الوشاية به، فكاتب السلطان عبد العزيز بن علي الميني، برغبته في الرحلة إليه. وترك الأندلس خلسة إلى جبل طارق، ومنه إلى سبتة فتلمسان (سنة773) وكان السلطان عبد العزيز بها، فبالغ في إكرامه، وأرسل سفيراً من لدنه إلى غرناطة بطلب أهله وولده، فجاؤوه مكرمين. واستقر بفاس القديمة. واشترى ضياعاً وحفظت عليه رسومه السلطانية. ومات عبد العزيز، وخلفه ابنه السعيد بالله، وخلع هذا، فتولى المغرب السلطان (المستنصر) أحمد بن إبراهيم، وقد ساعده (الغني بالله) صاحب غرناطة مشترطاً عليه شروطاً منها تسليمه (ابن الخطيب) فقبض عليه المستنصر)) . وكتب بذلك إلى الغني بالله، فأرسل هذا وزيره (ابن زمرك) إلى فاس، فعقد بها مجلس الشورى، وأحضر ابن الخطيب، فوجهت إليه تهمة (الزندقة) و (سلوك مذهب الفلاسفة) وأفتى بعض الفقهاء بقتله، فأعيد إلى السجن. ودس له رئيس الشورى (واسمه سليمان بن داود) بعض الأوغاد (كما يقول المؤرخ السلاوي) من حاشيته، فدخلوا عليه السجن ليلاً، وخنقوه. ثم دفن في مقبرة (باب المحروق) بفاس. وكان يلقب بذي الوزاتين: القلم والسيف؛ ويقال له (ذو العمرين) لاشتغاله بالتصنيف في ليله، وبتدبير المملكة في نهاره. ومؤلفاته تقع في نحو ستين كتاباً، منها (الإحاطة في تاريخ غرناطة) ، و (الإعلام فيمن بويع قبل الاحتلام من ملوك الإسلام-خ) في مجلدين، طبعت نبذة منه، و (اللمحة البدرية في الدولة النصرية-ط) .[١]

تعريف لسان الدين بن الخطيب في ويكيبيديا

محمد بن عبد الله بن سعيد بن عبد الله بن سعيد بن علي بن أحمد السّلماني الخطيب الشهير لسان الدين ابن الخطيب ولقب ذو الوزارتين وذو العمرين وذو الميتين، (لوشة، 25 رجب 713 هـ/1313م - فاس، 776 هـ/ 1374م) كان علامة أندلسيا فكان شاعرا وكاتبا وفقيها مالكيا ومؤرخا وفيلسوف وطبيبا وسياسيا من الأندلس درس الأدب والطب والفلسفة في جامعة القرويين بمدينة فاس. يشتهر بتأليف قصيدة جادك الغيث وغيرها من القصائد والمؤلفات. قضّى معظم حياته في غرناطة في خدمة بلاط محمد الخامس من بني نصر وعرف بلقب ذي الوزارتين: الأدب والسيف. نـُقِشت أشعاره على حوائط قصر الحمراء بغرناطة. نشأ لسان الدين في أسرة عرفت بالعلم والفضل والجاه، وكان جده الثالث «سعيد» يجلس للعلم والوعظ فعرف بالخطيب ثم لحق اللقب بالأسرة منذ إقامتها في لوشة وكانت أسرة ابن الخطيب من إحدى القبائل العربية القحطانية التي وفدت إلى الأندلس، وتأدّب في غرناطة على شيوخها، فأخذ عنهم القرآن، والفقه، والتفسير، واللغة، والرواية، والطب.[٢]

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي