زارني والليل داج

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة زارني والليل داج لـ علي الغراب الصفاقسي

اقتباس من قصيدة زارني والليل داج لـ علي الغراب الصفاقسي

زارني واللّيلُ داج

عندما نامت وشُاة

يتهادى في ارتجاج

قدُّهُ باهي الصّفات

وسقاني بامتزاج

ريقهُ ماء الحياة

بين زهر ورياض

بمغان مُطربات

بتُّ والمحبوبُ راض

ووشُاني في شتات

أدر الكأس علينا

وأزل عنها الختاما

وأهدها منك إلينا

واجلها بين الندامى

وأقض من دهرك دينا

طالما جار وضاما

وحبيبي بدرُ تمّ

بشموس الرّاح يسعى

رشأ يرمي بسهم

ولهُ الأحشاءُ مرعى

اسقني وسط الزُّهور

بين رنّات المثاني

واغتنم وقت السّرُور

من غفيلات الزّمان

من يد الّظبي الغرير

مالهُ في الحسن ثان

وطُيور الأيك غنّت

فوق أدواح الغصون

كلّما حنّت ورنّت

هيّجت منّي شُجون

أنشدت صوتا شجيّا

أورث القلب هُياما

وهي تبكي جليّا

كان سمّوهُ حماما

كان في الحسن عليّا

عبّرت عنهُ كلاما

بمقال فيه يرثي

نفسهُ عند الممات

زادني حُزني وبثي

فهو يا كلّ الرُواةّ

يا لقومي ضيّعوني

ورأوا قتلي مُباحا

للمنايا أسلموني

عندما سلّوا الصّفاحا

سيروا إذ غيّبوني

تُملأ الدُّنيا نُواحا

ضيّعوني ببديل

مالهُ بعض جمال

ولكم لي من قتيل

بلحاظ كالنّبال

غيّبوا طلعة شمس

عدُموا منها المثيلا

صيّرُوا من بعد أنس

فيه إيحاشا طويلا

لو فدتني كلُّ نفس

كان في حقّي قليلا

فارحموني من جفاهُم

لا ولا رأوا صنيعا

لو دروا ما ضاع عنهم

قُتلوا دُوني جميعا

انظرُوا الاحجار تبكي

بدم عنّي نجيعا

وطُيورُ الأيك تشكي

ألما عنّي وجيعا

وغضيضُ النّبت يحكي

من ذُبول في قليعا

تحزنُ الأوتارُ عنّي

كلّها حُزنا جميلا

والأغاني بعد دفني

دُفنت دفنا طويلا

قُلتُ يا أهل البلاد

هاكها تجري دماء

هل مُغيثٌ لفؤادي

مُنقذي من ذا البلاء

فكأنّي إذ انادي

صاح صخرٌ من خلاء

هكذا قدّر عنّي

من يراني من تُراب

فامرُوا بعدي المغنّي

يتغّني بمصابي

العنواالجلاد بعدي

قاتلي قاسي الجنان

أوما شاهد قدّي

ينثني كالخيزران

ورأى ياقُوت خدّي

حول ثغر من جُمان

وجبينا فاض نُورا

ولحاظا فاترات

تقطعُ الأسياف لولا

فرغت منّي الحياة

لعنت قومٌ رأت في

حلبتي مثلي معادا

ما رأوا حًسني ولطفي

وقوامي يتهادى

لو دروا كامل وصفي

كنتُ بالروّح أفادي

وجميع الناّس طُرّا

وبنيهم طائعين

ويرون العيش مراً

بعد فقدي أجمعين

شرح ومعاني كلمات قصيدة زارني والليل داج

قصيدة زارني والليل داج لـ علي الغراب الصفاقسي وعدد أبياتها خمسون.

عن علي الغراب الصفاقسي

علي الغراب الصفاقسي، أبو الحسن. شاعر خلاعي له علم بفقة المالكية من أهل صفاقس. انتقل إلى تونس واتصل بالأمير علي باشا بن محمد، وصار من خواصه ولما قتل علي باشا تحول إلى علي بن حسين باي. ومدحه فعفا عنه وقربه وتوفي بتونس. له (مقامات أدبية) و (ديوان شعر -ط) في تونس.[١]

  1. معجم الشعراء العرب

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي