زار طيف الخيال طيف خيالى

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة زار طيف الخيال طيف خيالى لـ تاج الملوك الأيوبي

اقتباس من قصيدة زار طيف الخيال طيف خيالى لـ تاج الملوك الأيوبي

زارَ طيفُ الخيالِ طيفَ خيالى

ناحِلاً من صَبابةِ الشّوقِ خالى

بِتُّ من خدِّهِ ومن ريق فِيهِ

بين وردٍ وقهوةٍ سَلسالِ

يا لها من زيارة غير حقٍّ

أسعَفَتنى بها صُروفُ اللَّيالى

ووِصالٍ بلغتُهُ بعد هجرٍ

وصُدودٍ وجفوةٍ وملالِ

فشفَيتُ الغليلَ وهو مُحالٌ

ليتَ ذاك المُحالَ غيرُ مُحالِ

من حبيبٍ إذا بدا أو تثنّى

قُلتُ غصنٌ يميسُ تحت هلالِ

أنا من طيب وَصلِهِ ناقِصُ الحظِّ

وإن كان لم يزَل فى كمالِ

قد حُرِمتُ الإِنصافَ والعدلَ منه

وَهوَ مثلُ القضيبِ فى الاعتدالِ

أنا أفديهِ من غزالٍ وحاشا

مالكى أن أقيسَهُ بغزالِ

يا كثيرَ الجمالِ والحُسنِ لا بل

يا قليلَ الإحسانِ والإجمال

قد لبِستَ الجمال ثوباً فطرِّز

بجميل الفَعالِ ثوبَ الجمالِ

ولعمرى ما يكمُلُ الحسنُ فى الوَج

هِ لخَلقِ إلا بحُسنِ الفَعالِ

كم إلى كم تُذِيبُ بالتِّيهِ قلبى

يا كثير الدّلالِ والإدلالِ

كم إلى كم تصدُّ عنِّى ملالاً

وَا بَلائى من طُول هذا الملالِ

كم إلى كم ترومُ باللّحظ قتلى

آهِ من جور لحظك القتّالِ

كم إلى كم أموتُ شوقاً ومَن أه

واهُ فى غفلةٍ وفى إهمال

كم إلى كم أسهرُ فى حُبِّك يا

نائماً رخىَّ البال

وكئوسٍ تدورُ كالنّارِ لو لم

يمزجوها لنا بماءٍ زُلالِ

من عُقارٍ صَفَت ورقّت فأضحت

كدموع المحبِّ في التّرحالِ

كم كشفنا بشُربها من غمومٍ

عن قلوبٍ مَلأى من البَلبال

وهمومٍ بأرض مصرَ نفينا

ها كأهرامها الثقالِ ثقالِ

أين بانى تلك المبانى التي يُض

رَبُ فيها سوائرُ الأمثالِ

ليس تَبلى على الزَمان ولكن

مَن بناها تحت الجنادلِ بالِى

فاعتبر أيّها المُعذِّبُ قلبى

بُوُرُود الرَّدى وصرَفِ اللّيالى

لا تكن آمِنَ الزَّمانِ فكم حَا

لَ بهذا الأنامِ عن حُسن حالِ

واغنَمِ الأجرَ فى فتًى مات بالهج

رِ قتيلاً حياتُه فى الوِصالِ

نمتَ عنه ولم ينم وتفرّغ

تَ وما زالَ مِنك فى الاشتغالِ

ولقد قلتُ للذى لامنى في

ك وما زال حالُه مثلَ حالى

يا عَذولى فى حُبِّهِ كُفَّ عَذلى

أنا ما للعَذُولِ فيه ومالى

كلّما زدتَ فى ملامى وعَذلى

زِدتَ فى لوعتى وفى بَلبالى

لا وَوَردٍ فى خدِّه يُخجلُ الوردَ

وراحٍ من ريقهِ سَلسالِ

وقضيبٍ غَضِّ النباتِ رطيبٍ

فى كثيبٍ من النَّقا المَيّالِ

لا تغيّرتُ عن هواه ولا حدّث

تُ نفسى بأننى عنه سالِى

ليتَ أنّ الحبيبَ علَّلنى مِن

هُ إذا لم يصل ولو بالمُحالِ

أنا راضٍ بكاذبِ الوعدِ منه

وبتسويفه بهِ والمِطالِ

وعجيبٌ أنّى إلى الوصل ظمآ

نُ وأرضى منهُ بلمع الآلِ

ما رثى لى وهو الحبيبُ ولو أب

صَر ما بى أعدى عَدوِّ رثى لى

زاد فى الحبِّ ذنبُهُ واعتذارى

ونما سوءُ فعلِهِ واحتمالى

مانِعٌ كُلَّ ما أُحبُّ فما ين

فعُ فيهِ سُو سَائلى وسؤالى

باخِلٌ بالذى أردتُ وقد جُد

تُ برُوحى فى حُبِّهِ وبمالى

آهِ من عينهِ لقد جسَّرَتنى

عينُه فى الهوى على الأهوال

آهِ من كثرة الصَّبابةِ والشَّو

قِ إليه وقلَّةِ الاحتيال

أغيدٌ فى هواهُ طالت ليالٍ

فوَاهاً منَ اللّيالى الطِّوالِ

ما بدَا لى من بُرده البدرُ إلاَّ

قُلتُ من فرط حُسنِهِ ما بدَا لى

قد بذلتُ المصونَ فيه من الدَّم

عِ وأرخصتُ فيه ما كان غالِى

وَابلائى من فاتن الطّرف أحوى

من كحيلٍ طبعاً بغيرِ اكتحالِ

مُقلتاهُ وحاجباهُ إذا صَا

لَ سيُغنى عن قوسهِ والنّبالِ

لم يزل آسِراً ولم يركب الخي

لَ ولا سيفَهُ ليوم النِّزالِ

فاتِكٌ يَسفِكُ الدماءَ وما شُبَّت

لحربٍ نارٌ ولا لقتالِ

غيرَ أنَّ العيون لا تتعدَّى

حين ترمى مَقاتلَ الأبطالِ

خُلِقت قبل يُخلَقُ الموتُ موتاً

فهىَ قبلَ الآجالِ كالآجالِ

فقلُوبُ الأنامِ فى كلِّ يومٍ

من لِحاظ العيونِ فى أوجالِ

ليتَ مَن كان فى الورى أصلَ سُقمى

جادَ لى بالشِّفاءِ والإِبلالِ

ليت أنّى سعدتُ من بعد هجرٍ

قبل أقضى منه بيوم وصال

ليتَ أنّى قبَّلتُ وردةَ خدٍّ

منه منقوطةً بمسكَةِ خالِ

أيُّها القلبُ كن صبوراً على الوجدٍ

وفرطِ الغرامَِ والبَلبالِ

فعسى الصَّبرُ مُعقِباً لكَ بالرَّا

حَةِ من حمل هذه الأثقال

لا تكن آيساً وإن طال منعٌ

منك تحظى يوماً بحُلوش النّوالِ

وتصَبَّر فرُبَّما أثمرَ الصّب

رُ بُلوغَ الرَّجاءِ والآمالِ

شرح ومعاني كلمات قصيدة زار طيف الخيال طيف خيالى

قصيدة زار طيف الخيال طيف خيالى لـ تاج الملوك الأيوبي وعدد أبياتها تسعة و خمسون.

عن تاج الملوك الأيوبي

بوري بن أيوب بن شاذي بن مروان، مجد الدين، أبو سعيد. أخو السلطان صلاح الدين، كان أصغر أولاد أبيه، وهو فاضل، له (ديوان شعر) وفي شعره رقة، وكان مع أخيه صلاح الدين لما حاصر حلب، فأصابته طعنة بركبته مات منها بقرب حلب.[١]

  1. معجم الشعراء العرب

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي