زجل لأكليل السما وقعا
أبيات قصيدة زجل لأكليل السما وقعا لـ محمد سعيد الحبوبي

زجل لأكليل السما وقعا
أم صاح باسمك صائح ونعى
قصفت بمثل الرعد صرختك
حتى استشاط له الفضا فزعا
هل رجت الأرضون فانتثرت
أعلامها وتجاورت قطعا
خفقت بمشرقها ومغربها
سوداء تكسو الخافقين معا
ما بال وجه ضحاك ما نصعا
أم حال لون الصبح إذ طلعا
أم هذه النكبات إذ ثقلت
شدت بخيط الفجر فانقطعا
وأرى دراري الأفق خاوية
أهي الأقاح بها الردى رتعا
ما كنت أخشى وقعه وقعا
فليصنعن الدهر ما صنعا
لا بدع في حكم الردى ولقد
يردي الردى فتخاله ابتدعا
متخمطاً قسوته
كالسيف لا يرثي لما قطعا
ماخلت أن الحتف يدرك من
قد جاوز الأفلاك مطلعا
أو يستزل الدهر رجل فتى
فيها مساعي المجد حين سعى
عودت جسمك أن تحطمه
سقطات دهر باسمك ارتفعا
عثر الزمان وفيك عثرته
فلعاً لذياك الزمان لعا
أن تمض منخلع المثالب يا
قلب الوجود فقلبه انخلعا
لم ينصدع تاللَه جانبه
إذ خر منعفراً ولا اتضعا
ذابت حشاك تقى فما انصدعت
أرأيت جسماً ذاب فانصدعا
غشيتك للأنوار غاشية
شقت حجاب القلب فانخشعا
قد خر موسى قبل ذا صعقا
وهو الكلمي وطوره انخشعا
ودعيت من واديه دعوته
فأجبت داعي الحق حين دعا
إن كان يومك شمسه غربت
فهلال عاشور به طلعا
فالحزن يقفو الحزن متصلا
والدمع يقفو الدمع متبعا
اليوم أوعدني بكاء غد
واعبرتا للمأتمين معا
حنت لصومك كل هاجرة
لم تعطها رياً ولا شبعا
وحنت إليك محارب ذكرت
منك الركوع فسقفها ركعا
يا رافعي نعش الحسين لقد
رفعت قباب المجد إذ رفعا
لو كوشفت عين تشيعه
رأت الملائك خلفه تبعا
فجعت بجامع شملها مضر
فتقرقت من بعده شيعا
فجعت بمفعمها الخضم فلم
تملك بغير أجوانه جرعا
فجعت بسيدها وسؤددها
وبدافع الجلي إذ دفعا
فجعت بمسمعها وناظرها
وكبيرها مرأى ومستمعا
يا خير من عفت شبيبته
حتى بلغت الشيب والصلعا
فت الكرام وكنت سابقهم
ولقد يفوت القارح الجذعا
إن لم يكن ثانيك واحدهم
فبهم تفرق ما بك اجتمعا
علماً على حزماً حجى شرفا
هدياً هدى فضلاً تقى ورعا
خلفتها هملاً مسرحة
أبدا تعاني اليأس والطمعا
وشببت مصطاف الجوى شعلا
وأسلت سيل الدمع مرتبعا
وبمحسن بعد الحسين حمى
لجازع الباكي فلا جزعا
حجب الحسين وذي محاسنه
لم تحتجب مرأى ومستمعا
علم تفيأت العلوم به
ورعى عهود قديمه ورعا
في كل لفظ صدق لهجته
وبكل معنى حسنه انطبعا
وكفاك إبراهيم فهو فتى
إن قال أصغى الدهر واستمعا
جوالة في المجد سبقته
إن ضاق ميدان لها اتسعا
متيقظ للعز ناظره
يخشى ويرجى ضر أو نفعا
بيت العلى فيه قواعده
رفعت ولولاه لما رفعا
ومحمد جلت محامده
عن حصرها فتلوتها لمعا
شرح ومعاني كلمات قصيدة زجل لأكليل السما وقعا
قصيدة زجل لأكليل السما وقعا لـ محمد سعيد الحبوبي وعدد أبياتها ستة و أربعون.
عن محمد سعيد الحبوبي
محمد سعيد بن محمود، من آل حبوبي، الحسني النجفي. شاعر وفقيه وطني ومجاهد عراقي، من أهل النجف، ولد بها وأقام مدة في الحجاز ونجد، له (ديوان شعر - ط) نظمه في شبابه. وانقطع عن الشعر في بدء كهولته، فتصدى لتدريس الفقه وأصوله، وصنف في ذلك كتباً. وكان في جملة العلماء الذين أفتوا بالجهاد، في بدء الحرب العالمية الأولى، لصد الزحف البريطاني عن العراق، وقاتل على رأس جماعة من المتطوعين، في (الشعبية) مع الجيش العثماني. وبعد فشل المقاومة لم يتمكن من العودة إلى النجف، فنزل بمدينة الناصرية وتوفي بها.[١]
تعريف محمد سعيد الحبوبي في ويكيبيديا
السيّد محمد سعيد بن محمود بن كاظم الحَبّوبي (16 أبريل 1850 - 14 يونيو 1915) (4 جمادى الآخرة 1266 - 2 شعبان 1333) فقيه جعفري وشاعر عربي عثماني عراقي. ولد في النجف ونشأ ودرس بها. درس الأدب على خاله عباس الأعسم، ثم رحل إلى حائل في نجد سنة 1864 مع والده للعمل ثم عاد إلى النجف سنة 1867. واصل دراسته في مدارسها الفقهية، فكوّن تكوينًا اجتهاديًا مستقلًا. زامل جمال الدين الأفغاني أربع سنوات أثناء الدّراسة. ثم تولى التدريس فصار إمامًا في الصحن الحيدري بالعتبة العلوية. كانت له مجالس أدبية ومحاضرات. اشتهر بمواقفه ضد الاحتلال البريطاني في العراق، وقاد جيشًا من أبناء الفرات الأوسط للمقاومة ضد حملة بلاد الرافدين سنة 1914. توفي في الناصرية ودفن في العتبة العلوية. له ديوان شعر طبع مرّات.[٢]
- ↑ معجم الشعراء العرب
- ↑ محمد سعيد الحبوبي - ويكيبيديا