زحف الليل بالدجى والسكون

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة زحف الليل بالدجى والسكون لـ فؤاد بليبل

اقتباس من قصيدة زحف الليل بالدجى والسكون لـ فؤاد بليبل

زَحَفَ اللَيلُ بِالدُجى وَالسُكونِ

وَعَفا الكَونُ وَاِستَفاقَت شُجوني

كَحَّلَ النُومُ كلَّ جَفنٍ قَريرٍ

وَأَبى الغمضُ أَن يَزورَ جُفوني

وَأَوَت وُكنَها الطُيورُ وَكَفَّت

عَن غِناها وَلَم يَكُفَّ أَنيني

وَاِستَراحَ النِيامُ إِلّا فُؤاداً

حائِراً في الظَلامِ نَهبَ الظُنونِ

لَستُ أَدري ما بي أَثَورَةُ وَجدٍ

هَيَّجَت ساكِنَ الأَسى المَكنونِ

أَم سَقامٌ وَلَيسَ بي مِن سَقامٍ

أَم جنونٌ وَلَيسَ بي مِن جُنونِ

طالَ لَيلي وَطالَ فيهِ وُجومي

فَمَتى يَنجَلي بِصُبحٍ مُبينِ

وَحَكى لَونُهُ فُحومَةَ حَظّي

وَبَكى غَيمُهُ بِدَمعي الهَتونِ

وَأَطَلَّت عَلَيَّ مِنهُ وُجوهٌ

بَينَ وَضّاحَةٍ وَذاتِ غُضونِ

مائِلاتٌ للطَرفِ مُختَفِياتٌ

ناعِساتٌ مُستَيقِظاتُ العُيونِ

باسِماتٌ عَوابِسٌ مُقبِلاتٌ

مُدبِراتٌ ذَواتُ عُنفٍ وَلينِ

مُجفِلاتٌ لَدى التَقَرُّبِ مِنها

خَشيَةَ اللَمسِ كَالجَوادِ الحَرونِ

مِن جَميلٍ عَذبِ الكَلامِ حَميدٍ

وَقَبيحٍ مُرِّ المَلامِ لَعينِ

وَكَريمٍ صَدقِ اللِقاءِ وَفِيٍّ

وَلَئيمٍ جَمِّ الرِياءِ خَؤونِ

وَأَمينٍ عَلى عُهودِ التَصابي

وَعَبيثٍ بِالوُدِّ غَيرِ أَمينِ

وَسَجينٍ مِنَ القُيودِ طَليقٍ

وَطَليقٍ مِنَ القُيودِ سَجينِ

وَبَغيضٍ صَعبِ الشَكيمَةِ قاسٍ

وَحَبيبٍ سَهلِ المِراسِ حَنونِ

وَسَعيدٍ طَلقِ المُحَيّا ضَحوكٍ

وَشَقِيٍّ بادي العَبوسِ حَزينِ

صُوَرٌ مِن رُؤى الخَيالِ وَأُخرى

مِن بَناتِ الأَحلامِ أَهلِ الفُتونِ

غادِياتٌ رَوائِحٌ قائِماتٌ

جالِساتٌ عَن يَسرَتي وَيَميني

مُفصِحاتٌ بِالصَمتِ عَن كُلِّ مَعنىً

كاشِفاتٌ عَن كُلِّ سِرٍّ مَصونِ

ذِكرَياتٌ مُجَسَّماتٌ عِذابٌ

مُؤلِماتٌ شَقَّت حِجابَ السِنينِ

وَتَبَدَّت لِناظِرَيَّ وَما كُن

نا عَلى مَوعِدٍ فَقُلتُ دَعيني

أَنتِ أَخرَستِ بي هَزاراً طَروباً

كانَ لَولاكِ دائِمَ التَلحينِ

فَلِماذا لا تَرحَمينَ اِضطِرابي

أَيُّ شَيءٍ دَعاكِ كَي تُؤلِميني

وَلِماذا تُعَذِّبينَ فُؤاداً

بِضُروبِ العَذابِ غَيرَ قمينِ

وَلِماذا تُطارِدينَ خَديناً

عَقَّكِ الآنَ فَاِبحَثي عَن خَدينِ

وَلِماذا تُفَتِّحينَ جِراحاً

خافِياتٍ عَن نَصلِكِ المَسنونِ

نَكَأَتها الذِكرى فَسالَت وَكانَت

في مَكانٍ مِنَ السُلُوِّ مَكينِ

وَلِماذا لا تَذهَبينَ وَما لي

بِكِ مِن حاجَةٍ أَلا فَاِهجُريني

أَيُّ ثَأرٍ بَيني وَبَينَكِ حَتّى

تَقفي دونَ ما أَرومُ وَدوني

قَد أطَلتِ المُكوثَ عِندي فَهَيّا

غادِري مَضجَعي وَلا تُزعِجيني

أَسدِلي خَلفَكِ السِتارَ وَعودي

أَسرِعي أَسرِعي وَلا تُقلِقيني

بادري بِالخروجِ فَالفَجرُ قَد لا

حَ وَناحَ الهَزارُ فَوقَ الغُصونِ

وَيكِ عودي مِن حَيثُ جِئتِ فَما با

لُكِ لَم تَرحَلي أَلَم تَفهميني

عَجَباً مِنكِ لا تُبالينَ بِالطَر

دِ وَلا السُخطِ وَالكَلامِ المُهينِ

إِن أَنا جِئتُ مَكتَبي تَلحَقي بي

أَو تَوَسَّدتُ مَضجَعي تَتبَعيني

أَو تَصَفَّحتُ مُصحَفاً لُحتِ فيهِ

مِلءَ عَيني وَخاطِري وَيَقيني

فَعَلامَ اللحاقُ بي حَيثُما سِر

تُ وَحَتّامَ تُقلِقينَ سُكوني

إيه يا ذِكرياتُ سامَحَكِ اللَ

هُ عَلى ما أَثَرتِهِ مِن حَنيني

وَعَلى ما أَثخَنتِهِ مِن جِراحي

وَعَلى ما اِستَنزَفتِهِ مِن شُؤوني

وَعلى ما جَدَّدتِهِ مِن عُهودٍ

خالِياتٍ وَمِن غَرامٍ دَفينِ

شرح ومعاني كلمات قصيدة زحف الليل بالدجى والسكون

قصيدة زحف الليل بالدجى والسكون لـ فؤاد بليبل وعدد أبياتها اثنان و أربعون.

عن فؤاد بليبل

فؤاد بن الشيخ عبد الله بليبل. أديب، شاعر، ولد بكوم حمادة بمديرية البحيرة بمصر في نوفمبر 1911م وأصله من بلدة بكفيا بجبل لبنان، تربى على البذخ ورغد العيش، التحق بكلية الآباء اليسوعيين ببيروت سنة 1922م. ثم التحق بمدرسة الفرير للغة العربية ثم عمل بالتجارة مع والده، ثم عمل مدرساً للغة العربية والترجمة بكلية (سان مارك) بالإسكندرية ثم التحق بجريدة الأهرام، واتصل بكثير من الأدباء أمثال هدى الشعراوي ومحمود غنيم ومحمد محمود دبا، ونشر الكثير من القصائد والأشعار.[١]

  1. معجم الشعراء العرب

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي