زفرات وجد ما يبوخ ضرامها

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة زفرات وجد ما يبوخ ضرامها لـ سبط ابن التعاويذي

اقتباس من قصيدة زفرات وجد ما يبوخ ضرامها لـ سبط ابن التعاويذي

زَفَراتُ وَجدٍ ما يَبوخُ ضِرامُها

وَمَدامِعٌ مُتَناصِرٌ تَسجامُها

وَهَوىً يُماطِلُ بِالقَضاءِ غَريمُهُ

وَصَبابَةٌ ما يَستَفيقُ غَرامُها

لَيتَ البَخيلَةَ يَهتَدي لي طَيفُها

إِن كانَ لا يُهدى إِلَيَّ سَلامُها

بَيضاءُ ما عَرَفَ الحِفاظَ وِدادُها

يَوماً وَلا صَحِبَ الوَفاءَ ذِمامُها

يُنضى عَنِ اللَيلِ البَهيمِ رِداؤُها

وَيُماطُ عَن فَلَقِ الصَباحِ لِثامُها

تَثني تَثَنّيها عَزائِمَ سَلوَتي

وَيُقيمُ عُذري في الغَرامِ قَوامُها

كَم لَيلَةٍ بِتنا نَروعُ ظَلامَها

بِزَجاجَةٍ رَقَّت وَراقَ مُدامُها

صِرفٍ كَسَرنا بِالمِزاجِ مِزاجَها

لِتَلينَ شِزَّتُها فَزادَ عُرامُها

وَبِثَغرِها أُخرى خِتامُ كُؤوسِها

مِسكٌ وَلَكِن لا يُفَضُّ خِتامُها

أَتَعودُ أَيّامي بِرامَةَ بَعدَما

سَكَنَت بِجَرعاءِ الحِمى آرامُها

وَأَحَلَّها البَينُ المُشِتُّ مَحَلَّةً

بَعِدَت مَراميها وَعَزَّ مَرامُها

سارَقتُها نَظَرَ الوَداعِ فَما اِرتَوَت

نَفسٌ يَزيدُ عَلى الوُرودِ هُيامُها

وَتَحادَرَت عَبَراتُها فَكَأَنَّها

دُرَرٌ وَهى يَومَ الفِراقِ نِظامُها

فَكَأَنَّها رُفِعَت سُجوفُ خُدورِها

زَهرُ الرَبيعِ تَفَتَّحَت أَكمامُها

يا غادِرينَ وَغادَروا بِجَوانِحي

لِبِعادِهِم ناراً يَشِبُّ ضِرامُها

بِنتُم فَلا عَيني تَجِفُّ غُروبُها

أَسَفاً وَلا كَبدي يُبَلُّ أُوامُها

جودوا لِعَينِ المُستَهامِ بَهَجعَةٍ

فَعَسى تُمَثِّلُكُم لَها أَحلامُها

وَلَقَلَّما طَرَقَ الخَيالُ قَريحَةً

بِالدَمعِ جَرياً لِلجُفونِ مَنامُها

لا تُتلِفوا بِالبَينِ مُهجَةَ عاشِقٍ

سِيّانِ بَينُ حَميمِها وَحِمامُها

أَعداهُ مِن هَيَفِ الخُصورِ نُحولُها

يَومَ النَوى وَمِنَ العُيونِ سَقامُها

لِلَّهِ دَرُّ شَبيبَةٍ ذَهَبَت نَضا

رَةُ حُسنِها وَتَصَرَّمَت أَيّامُها

وَمَآرِبٌ مِن عيشَةٍ سَلَفَت وَإِن

بَقِيَت لَنا تَبِعاتُها وَأَثامُها

تَتَصَرَّمُ الدُنيا وَيَذهَبُ بُؤسُها

وَنَعيمُها وَحَلالُها وَحَرامُها

حاشى خِلافَتَكُم بَني العَبّاسِ فَه

يَ إِلى القِيامَةِ في الأَنامِ قِيامُها

تَبقى عَلى الأَيّامِ مَوصولاً بِأَي

يامِ الخُلودِ بَقاؤُها وَدَوامُها

أَنتُم مَصابيحُ الهُدى وَأَبوكُمُ ال

عَبّاسُ غارِبُ هاشِمٍ وَسَنامُها

وَإِذا اِنتَدَيتُم لِلفَخارِ فَأَنتُمُ

عُمّالُها عُلَماؤُها أَعلامُها

غُرُّ الأَيادي وَالمَواهِبِ غُزرُها

بيضُ المَجالي وَالوُجوهِ وِسامُها

آلُ النُبوَّةِ بُردُها وَقَضيبُها

لَكُمُ وَمِنبَرُها مَعاً وَحُسامُها

أَبناءُ عَمِّ المُصطَفى الهادي وَخَي

رُ عِصابَةٍ وَطِىءَ الثَرى أَقدامُها

وَأَما وَمَن جَعَلَ الخِلافَةَ مِنحَةً

لَكُم يَميناً بَرَّةً أَقسامُها

لَتُطَبِّقَنَّ الأَرضَ دَعوَتُكُم عَلى

رَغمِ العَدوِّ وَلِلأُنوفِ رَغامُها

وَلَتَحكُمُنَّ عَلى أَقاصي الرومِ عَن

كَثَبٍ فَتُنفَذُ بِالظُبى أَحكامُها

تَرِدُ الخَليجَ جِيادُها مَنشورَةً

راياتُها مَنصورَةً أَعلامُها

وَلَيُرفَعَنَّ بِهِ كَما رُفِعَت عَلى ال

فُسطاطِ سودُ بُنودِها وَخِيامُها

وَلِيَنشُرَنَّ المُستَضيءُ بِجودِهِ

رِمَمَ السَماحِ وَقَد بَلينَ عِظامُها

وَلَيَنشُرَنَّ العَدلَ حَتّى يَرتَعي

في ظِلِّها طُلسُ الفَلا وَبِهامُها

رَبُّ الصَنائِعِ وَالمَنائِحِ أَثقَلَت

بِالطَولِ أَعناقَ المُلوكِ جِسامُها

أَعدا البِلادَ عَلى المُحولِ سَخاؤُهُ

فَاِهتَزَّ هامِدُها وَأَخصَبَ عامُها

وَتَبَجَّسَت بِدُعائِهِ الأَنواءُ فَاِن

حَلَّت عَزاليها وَسَحَّ غَمامُها

وَاللَهُ أَكرَمُ أَن يَحِلَّ عَذابُهُ

في أُمَّةٍ وَالمُستَضيءُ إِمامُها

مِعطاؤُها مِطعامُها مِطعانُها

مِقدامُها صَوّامُها قَوّامُها

بِصَلاحِهِ صَلُحَت لَنا الدُنيا وَفي

أَيّامِهِ اِبتَسَمَت لَنا أَيّامُها

مَلَأَت مَطالِعَها أَشِعَّةُ عَدلِهِ

فَاِنجابَ عَنها ظُلمُها وَظَلامُها

وَرَمى العِدى بِصَوائِبٍ مِن بَأسِهِ

وَيَدُ الخَليفَةِ لا تَطيشُ سِهامُها

دانَت لَهُ الأَملاكُ بَعدَ شَماسِها

طَوعاً وَأَذعَنَ لِلقِيادِ خِطامُها

وَأَطاعَهُ شَرقُ البِلادِ وَغَربُها

وَحِجازُها وَعِراقُها وَشَآمُها

لَولا تَمَسُّكُها بِطاعَتِهِ لَما

صَحَّت عَقيدَتُها وَلا إِسلامُها

أَنّى لَها بِمُراغَمٍ عَن أَمرِهِ

لَو حاوَلَتهُ لَسُفِّهَت أَحلامُها

وَبِهِ عِبادَتُها تَتِمُّ وَنُسكُها

وَنِكاحُها وَصَلاتُها وَصِيامُها

فَاِسلَم أَميرَ المُؤمِنينَ لِدَولَةٍ

ما ريعَ مُذ رُدَّت إِلَيكَ سَوامُها

وَاِحكُم عَلى الأَيّامِ مالِكَ أَمرِها

حُكمَ المُطاعِ فَفي يَدَيكَ زِمامُها

وَلَتَشكُرَنَّكَ أُمَّةٌ أَولَيتَها

نَعماءَ ما خَطَرَت بِها أَوهامُها

حَصَّنتَ بَيضَتَها بِكُلِّ كَتيبَةٍ

لا يَرهَبُ المَوتَ الزُؤامَ غُلامُها

أَنتَ الَّذي خَضَعَت لِعِزَّةِ بَأسِهِ

وَسُطاهُ تيجانُ المُلوكِ وَهامُها

وَالكَعبَةُ البَيتُ الحَرامُ وَإِن سَمَت

شَرَفاً فَقَومُكَ صيدُها وَكِرامُها

بِعُلاكَ يَفخَرُ حِجرُها وَحَطيمُها

وَإِلَيكَ يُنسَبُ رُكنُها وَمَقامُها

لَكَ راحَةٌ أُمسى يُراحُ بِجودِها ال

عافي وَتَتعَبُ في النَدى لُوّامُها

إِن عَزَّ مَذخوراً أَهانَتهُ وَإِن

جَمَعَت ظُباها فَرَّقَت أَقلامُها

وَلَكَ الكَتائِبُ وَالجُيوشُ إِذا سَرَت

مَلَأَ البَسيطَةِ مَجرُها وَلُهامُها

وَالأَعوَجِيّاتُ الجِيادُ مُغيرُها

يَومَ الوَغا وَصُفونُها وَصِيامُها

وَالأَرضُ عامِرُها وَغامِرُها وَقو

دُ جِبالِها وَوِهادُها وَإِكامُها

وَالزاخِراتُ وَما بِهِنَّ مِنَ الجَوا

ري المُنشَآتِ كَأَنَّها أَعلامُها

فَاِستَجلِها عَرَبِيَةً تَحلو مَعا

نيها وَيَعذُبُ في القُلوبِ كَلامُها

بِحِماكَ مَنشَأُها وَتَحتَ سَوابِغِ

الظِلِّ المَديدِ ثَواؤُها وَمَقامُها

بَوَلائِكُم تَرجو النَجاةَ وَفيكُمُ

يَومَ الخِصامِ جِدالُها وَخِصامُها

وَعَلَيكُمُ تَعويلُها في يَومِها

وَبِكُم سَتُغفَرُ في غَدٍ أَجرامُها

هِيَ ما ظَفِرتَ بِها كَريمَةُ قَومِها

وَعَلَيكَ يا خَيرَ الوَرى إِكرامُها

مِدَحاً إِذا الشُعَراءُ يَوماً حاوَلَت

عِرفانَ مودَعِها نَبَت أَفهامُها

وَإِذا جَروا في حَلبَةٍ وَجَرَت إِلى

شَأوٍ تَبَيَّنَ نَقصُهُم وَتَمامُها

لَهُمُ مِنَ الآدابِ شَوكُ قَتادِها

مَرعىً وَلي سَعدانُها وَثُمامُها

فَتَلَقَّ أَيّامَ الهَناءِ بِنِعمَةٍ

صافٍ نَداها سابِغٍ إِنعامُها

يُبلي الدُهورَ جَديدُها وَتَكُرُّ عا

ئِدَةً عَلَيكَ بِمِثلِها أَعوامُها

شرح ومعاني كلمات قصيدة زفرات وجد ما يبوخ ضرامها

قصيدة زفرات وجد ما يبوخ ضرامها لـ سبط ابن التعاويذي وعدد أبياتها ثلاثة و سبعون.

عن سبط ابن التعاويذي

هـ / 1125 - 1187 م محمد بن عبيد الله بن عبد الله، أبو الفتح، المعروف بابن التعاويذي أو . شاعر العراق في عصره، من أهل بغداد مولداً ووفاةً، ولي فيها الكتابة في ديوان المقاطعات، وعمي سنة 579 هـ وهو سبط الزاهد أبي محمد ابن التعاويذي، كان أبوه مولى اسمه (نُشتكين) فسمي عبيد الله.[١]

تعريف سبط ابن التعاويذي في ويكيبيديا

ابن التَّعَاوِيذِي (519 - 583 هـ / 1125 - 1187 م) هو شاعر عربي، من أهل بغداد. هو محمد بن عبيد الله بن عبد الله، أبو الفتح، المعروف بابن التعاويذي، أو سبط ابن التعاويذي. مدح صلاح الدين الأيوبي بقصائد ثلاث بعث بها إليه من بغداد. توفي في الثاني من شوال سنة 583 هـ / الخامس من كانون الأول سنة 1187 م وقيل سنة 584 هـ.[٢]

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي