زمان الحمى هل من معاد فنطمعا

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة زمان الحمى هل من معاد فنطمعا لـ إبراهيم اليازجي

اقتباس من قصيدة زمان الحمى هل من معاد فنطمعا لـ إبراهيم اليازجي

زَمانَ الحِمى هَل مِن مَعاد فنطمَعا

وَنُمسكُ أَكباداً تَذوبُ وَأَضلُعا

وَيا مَنزلُ الأَحبابِ هَل فيكَ وَقفَةٌ

تجَدّدُ تَذكاري وَإِن كانَ موجِعا

وَيا نَسمَاتَ المُنحَنى كَيفَ أَهلهُ

وَهَل طابَ بَعدي ذَلِكَ الحَيُّ مَرتَعا

قَضى الدَهرُ فينا بِالفِراقِ وَطالَما

عَهِدناهُ قِدماً بِالجَماعاتِ مَولَعا

نَبيتُ وَنَغدو وَاللَيالي بمرصدٍ

تُراقبُ مِنّا كُلَّ شَملٍ تَجَمَّعا

وَلَو لَم تَروِّعْنا بِتَصديعِ أُلفةٍ

كَفانا اِرتِياعاً خَوفَ أَن نتَصَدَّعا

وَيا رُبَّ يَومٍ قَد أَطالَ تَلَهُّفي

فَلَم يُرِنِي إَلّا حَبيباً مُودِّعا

فَمِن عَبرَةٍ سالَت بِنَحري وَزَفرةٍ

بِها رُحتُ مِن بَعد الوَداعِ مشيّعا

وَباكية لَما أَظَلَّ فراقَنا

وَما أَوشَكَت تَرجو لِوَصليَ مَرجَعا

تُكفكفُ دوني عَبرةً بَعدَ عَبرةٍ

عَلى صَفحِ خَدٍ باتَ بِالدَمعِ أَسفَعا

أَقِلي فَقَد أَشجَيتِ بِالنَوحِ أَضلُعي

وَغادَرتِ قَلبي بِالشُجونِ مروَّعا

وَكُفِّي أَليمَ اللَحظِ عَن قَلبِ مُدنَفٍ

رمتهُ النَوى مِن قَبلِ سَهميكَ أَربَعا

فَما بِاختياري كانَ ذا البُعدُ بَينَنا

وَلَكِنَّهُ شأَنٌ أَبى أَن يَضيّعا

ذَريني وَهَذا الشَوقُ يُتلفُ مُهجَتي

فَإني رَأيتُ الخَسفَ أَعظَمَ مَصرَعا

أَبى اللَهُ أَن أَرضى المقامَ بِبَلدةٍ

أَرى الفَضلَ فيها بِالخُمولِ ملفّعا

فَما وَطَني أَرضٌ نَبَتْ بِفضائِلي

وَلَو كانَ فيها العَيشُ أَخضَرَ مُمرَعا

وَلا أَصطَفِي مَن كانَ فَضلي عَدوَّهُ

وَلَو جادَ لِي مِن بَعدُ بِالودّ أَجمَعا

مَعاهدُ فيها يُبرزُ اللؤمُ صَفحهُ

وَتُنكر وَجه الحُرّ إِلّا مُقنَّعا

أَناخَ بِها رَكب الغِواية عائِشاً

وَجاسَ حِماها مَربَعاً ثُمَ مَربَعا

وَمَدَّ أَتِيُّ الجَهلِ بِالجورِ فوقَها

إِلى أَن غَدا حَوضُ الخباثِ مُترعا

فَيا لَكَ شَرّاً أَيُّ أَمٍّ تَمَخَّضت

بِهِ وَغَذَتهُ الشُؤمَ حَتى تَرَعرَعا

وَيا لَكِ أَياماً أَرَتنا صُروفَها

عَجائب لَم يَطرُقنَ في الحلم مَضجَعا

وَلَم يَبقَ إِلّا أَن نَرى الشَمسَ أَشرَقَت

مِنَ الغَرب حَتّى تَجعلَ الغَرب مَطلَعا

فَيا دَهرُ جَدٌّ ذاكَ أَم أَنتَ هازِلٌ

وَكَيفَ بِمَن لَم يَدرِ لِلهَزَلِ مَنزَعا

تَدَرّعتُ فيكِ الصَبر حَتّى إِذا عَفا

تَخذتُ حِمى العَبّاس حِصناً وَمَفزَعا

مَليكٌ غَدا قطبَ المَكارم وَالنَدى

وَباتَ حماهُ لِلرَغائبِ مَجمَعا

سُلالةُ بَيتِ المَجدِ وَالعِزِّ وَالعُلى

وَصَفوةُ مَن في دستهم قَد تَرَبَّعا

همامٌ تَولَّى الأَمرَ وَهوَ عَلى شَفا

فَشيّدَ مِن أَركانِهِ ما تَضَعضَعا

وَناهضَ جَيشَ الحادِثات بِهمّةٍ

قَد اِتَخَذَتْ أُفْق السماكينِ مَوضِعا

يَقودُ لَها جَيشاً مِنَ الرَأي غازياً

يَلِي خُلقاً رَحباً وَقَلباً مشيّعا

تَفُلُّ شباةُ الخَطْبِ في كُلِ غَمرةٍ

لَهُ نَظرةٌ تَصمي الحَديدَ الموتّعا

فَتىً خاضَ لَجَّ الحادِثاتِ وَضحلها

وَما شَر ريحيها رَخاء وَزَعزَعا

فَما زالَ في الحالينِ مَرفوعَ رايةٍ

تُلاقيهِ أَعناقُ الطَوارقِ خَضَّعا

تَقَلد أَعباءَ السِياسةِ أَمرَداً

وَقَد عَرَفَتَهُ قَبلَ ذَلِكَ مرضعا

فَكانَت لَهُ أُماً وَكانَ لَها أَباً

غَذتهُ وَربَّاها وَقَد نَشأا مَعا

فَسِيحُ ظِلال المُلكِ أَضحى فِناؤُهُ

مَلاذاً لِأَحرارِ النُفوسِ وَمَنجَعا

بِهِ اِعتَصَمَتْ آمالُ قَوم أَنالَهُم

مِنَ الفَضلِ ما لَم يُبقِ في النَفسِ مَطمَعا

وَعَزَّ بِهِ مَن لَم يَعزِّزْهُ مَعشَرٌ

فَأَصبَحَ ذا ظُفرٍ وَإِن كانَ أَقطَعا

وَأَصبَحَ نابُ البَغيِ في ظِلِّ عَدلِهِ

كَليلاً وَعِرنين المَظالمِ أَجدَعا

كَذا كانَ آباءُ الأَميرِ وَإِنَّهُ

لَيَجري عَلى آثارِهِم مُتَتَبِّعا

سُراةٌ بَنوا صِرحاً مِنَ المَجد باذِخاً

وَشادوا لَهُ بِالعزِّ سُوراً مُمنَّعا

وَسَنُّوا النَدى وَالعَدلَ لِلناسِ فَاِقتَدى

بِهِم مَن بَغي في ذِروةِ المَجدِ مَفرعا

لَهُم في حِمى مَصرٍ عَظائمُ لَم تَزَل

لَدَيهنَّ أَبصارُ الحَوادثِ خُشَّعا

غَطارفةٌ تَمضي العُصورُ وَذكرُهُم

فتيُّ شَبابٍ كُلَما شِخنَ أَيفَعا

وَلَو أَغفَلَ التاريخُ ذكرَ فِعالِهم

دَعا ناطقُ الآثارِ مِنها فَأسَمَعا

وَدونَكَ يا مَولايَ مَدحةُ عاجزٍ

بِها لِوفا حَقِّ الجَميلِ تَذرَّعا

لَئِن عِيب بِالتَّقصيرِ فيكَ ثَناؤُهُ

فَقَد أمِنَ التَزويرَ فيما لَكَ اِدَّعى

وَمِثلُكَ مَن لا يَبلغِ المَدحَ وَصفُهُ

وَلَو أَسهَب المُثنِي عَلَيكَ وَأَبدَعا

وَحسبُ مَديحي فيكَ أَنِّيَ زنتُهُ

بِما فيكَ مِن حُسنِ الخَلائقِ أَودَعا

صِفاتٌ زَهَتْ حُسناً فَكانَت كَرَوضةٍ

وَكُنتُ بِمَدحِيها الهِزارُ المَرجِّعا

إِلى بابكَ العالي سَرَيتُ وَقِبلَتي

نُجومُ المُنى في أُفْقِ فَضلِكَ طُلَّعا

وَأَنزَلتُ رحلي مِنكَ في خَيرِ بُقعةٍ

أَرى أُمماً فيها بظلِّكَ رُتَّعَا

فَدُمْ وَاِبقَ وَاِسلمْ وَاِرْقَ وَانعمْ ولا تَزلْ

مُقابِلةً نعماكَ بِالحَمدِ وَالدُّعا

فَلَو كانَتِ الآمالُ طَيراً بَرَوضةٍ

لَمَا كنَّ إَلّا في فَنائِكَ وُقَّعا

شرح ومعاني كلمات قصيدة زمان الحمى هل من معاد فنطمعا

قصيدة زمان الحمى هل من معاد فنطمعا لـ إبراهيم اليازجي وعدد أبياتها أربعة و خمسون.

عن إبراهيم اليازجي

إبراهيم بن ناصيف بن عبد الله بن ناصيف بن جنبلاط. عالم بالأدب واللغة أصل أسرته من حمص، وهاجر أحد أجداده إلى لبنان، ولد ونشأ في بيروت، وقرأ الأدب على أبيه. وتولى تحرير جريدة النجاح سنة 1872م، وانتدبه المرسلون اليسوعيون للاشتغال في إصلاح ترجمة الأسفار المقدسة وكتب أخرى لهم فقضى في هذا العمل تسعة أعوام. وتعلم العبرية والسريانية والفرنسية وتبحر في علم الفلك وسافر إلى أوروبا واستقر في مصر، فأصدر مجلة البيان مشتركاً مع الدكتور بشارة زلزل فعاشت سنة ثم مجلة الضياء شهرية فعاشت ثمانية أعوام وكان من الطراز الأول في كتاب عصره وخدم العربية باصطناع حروف الطباعة فيها ببيروت وكانت الحروف المستعملة حروف المغرب والأستانة وانتقى الكثير من الكلمات العربية لما حدثت من المخترعات ونظم الشعر الجيد ثم تركه. ومما امتاز به جودة الخط وإجادة الرسم والنقش والحفر. وكان رزقه من شق قلمه فعاش فقيراً غني القلب أبي النفس ومات في القاهرة ثم نقل إلى بيروت ودفن فيها. تولى كتابة (مجلة الطبيب) وألف كتاب (نجعة الرائد في المترادف والمتوارد) جزآن ومازال الثالث مخطوطاً. وله (ديوان شعر -ط) و (الفرائد الحسان من تلائد اللسان -خ) معجم في اللغة.[١]

تعريف إبراهيم اليازجي في ويكيبيديا

إبراهيم بن ناصيف بن عبد الله بن ناصيف بن جنبلاط اليازجي (2 مارس 1847 - 1906) هو لغوي وناقد وأديب لبناني ولد في بيروت في بيت علم إذ إن أباه هو الشاعر اللبناني المعروف ناصيف اليازجي. يعدّ إبراهيم اليازجي من رواد النهضة باللغة العربية بعد قرون من التدهور إذ تلقى تعليماً ممتازاً منذ نعومة أظفاره أهله لأن يناقش كبار الأساتذة في اللغة والشعر ومن ذلك ما أوردته الصحف ولفتت إليه الأنظار حين قام بنقاش الشدياق حول انتقاد الشدياق لبعض الأبيات التي وردت في ديوان أبيه وعلى ما يبدو أن هذه المناظرة قد أثرت فيه إذ كان حين ذاك في الثالثة والعشرين من عمرة فحفزته للتعمق في الدراسات الأدبية واللغوية وجاءت دعوة الآباء اليسوعيين للشيخ إبراهيم ليعرب الكتاب المقدس فدرس السريانية والعبرية فانكب على هذا العمل حتى استطاع تعريب الكتاب المقدس بلغة عربية بليغة وواضحة.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. إبراهيم اليازجي - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي