زمان الرضى أنسى القطيعة والجفا

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة زمان الرضى أنسى القطيعة والجفا لـ ابن فركون

اقتباس من قصيدة زمان الرضى أنسى القطيعة والجفا لـ ابن فركون

زمانُ الرّضَى أنْسى القطيعَةَ والجَفا

وأصبَحَ للقصْدِ المؤمَّلِ مُسْعِفا

وقد راقَ شمسُ الأُنْسِ فيه تألُّفا

فمالكَ والقلبُ المَشوقُ قدِ اشْتَفى

تذكّرْتَ طوْعَ الوجْدِ للبَيْنِ موقِفا

نعَمْ أنفسُ العشّاقِ تدْعو لربّها

وتسألُ أنفاسَ الصَّبا من مَهَبِّها

وقد روّعَ الهِجْرانُ آمِنَ سِرْبِها

وما كُنتُ لوْلا مَن كلِفْتُ بحُبِّها

لأذْكُرُ رَبْعاً للتّصابي ومألَفا

أَهيمُ وإنْ شطّ المَزارُ تعشُّقا

وأسألُ عهْداً للوَفاءِ وموْثِقا

وأُصغي إلى ذِكْرِ التّواصُلِ واللِقا

وبالفكْرِ لا أزْدادُ إلا تشوُّقا

وللذّكرِ لا أرْتاحُ إلا تشوُّفا

تأمّلتُ ربْعاً للحَبيبِ ومَعْلَما

فبُحْتُ وهل كان الغرامُ لِيُكْتَما

وهل يالَفُ الصّبْرُ الفؤادَ المُتيَّما

وساجِمُ دمْعي من جُفونيَ قدْ هَما

وبارِقُ قَلبي في ضُلوعيَ قد هَفا

وممّا أهاجَتْ عِنديَ الشوْقَ والجوى

طُلولٌ تُناجيني علَى البُعْدِ والنّوى

فأهْذي بذِكْرِ الحيّ منْ جانِبِ اللِّوى

لأنْ جدّدَتْ عهْدَ الصّبابةِ والهَوى

لدَى مرْبَعٍ للصّبْرِ والأُنْسِ قد عَفا

وبي ظبْيُ إنْسٍ تيّمَ القلْبَ لوْعَةً

إذا رُمْتُهُ يحْكي الكواكِبَ مَنْعةً

ويَحْسِبُ تَشبيهي بذلكَ بدْعَةً

فيُزْري بنورِ البَدْرِ حُسْناً ورِفْعَةً

ويُخجِل غُصْنَ البانَ لِيناً ومَعْطِفا

أقولُ إذا أبصَرْتُهُ مُتمايلا

مُنعَّمَ قدٍّ يترُك الجِسْمَ ناحِلا

مُحيّاكَ مَنْ أبْدى بهِ البَدْرَ كاملا

ومَن هزّ للعُذّالِ قدّكَ ذابِلا

وجرّدَ للعُشّاقِ جَفْنَك مُرْهَفا

ألا بأبي وجْهٌ يَروقُ كمالُهُ

تطلّعَ في أُفْقِ الضّلوعِ هِلالُهُ

وإنّ مَشوقاً قد سَباهُ جَمالُهُ

لقَدْ رقَّ وجْداً قلْبُهُ فتخالُهُ

فتىً رامَ أنْ يُخْفي الصّبابةَ فاخْتَفَى

ألا إنّ في يُمْنايَ للبأسِ والرّجا

مجالاً به القُصّادُ لا تشتَكي الوَجَى

وإنّ الذي في حُبِّه أتْرُكُ الحِجى

حَكى الزَّهْرَ والزُّهْرَ المُنيرةَ في الدُجى

وغُصْنَ النّقا لِيناً وخَدّاً ومَرْشَفا

أصرّفُ في الهَيْجاءِ سيفاً ولَهْذَما

وأبْذُلُ ما تهْوَى النفوسُ تكرُّما

فمالِي أنادي الظبْيَ واللحْظُ قد رَمى

أيا ساحِرَ الأجفانِ قلْ ليَ مُنْعِما

أيُشفَى فؤادٌ منْ هواكَ على شَفا

أهيمُ غَراماً شاءَهُ المُلْكُ أو أبَى

وأتْبَعُ فيهِ مِنْ خُضوعيَ مذْهَبا

فَيا عجَباً للقَلْبِ منّيَ أنْ صَبا

وهذِي مُلوكُ الأرْضِ شرْقاً ومَغْرِبا

تُطاوعُ منّي ناصرَ الدّين يوسُفا

كتَمتُ ولكِن ما عَلى الشمْسِ كاتِمُ

وداءُ الجَوى طيَّ الجَوانِحِ دائِمُ

وإنّي وفي مِلْكي المُلوكُ الأكارِمُ

إذا لامَني في حُبِّه اليومَ لائِمُ

أقولُ لهُ مهْلاً فقدْ برِحَ الخَفا

شرح ومعاني كلمات قصيدة زمان الرضى أنسى القطيعة والجفا

قصيدة زمان الرضى أنسى القطيعة والجفا لـ ابن فركون وعدد أبياتها ستة و ثلاثون.

عن ابن فركون

هـ / 1379 - 1417 م أبو الحسين بن أحمد بن سليمان بن أحمد بن محمد بن أحمد بن إبراهيم بن هشام القرشي. شاعر، هو ابن أحمد بن فركون أحد تلاميذ ابن الخطيب ومن خاصته. وقد ورث شاعرنا عن أبيه الذكاء الحاد والنبوغ المبكر، وقال الشعر صغيراً ولا يعرف له اسم سوى كنيته أبو الحسين. وكان ينظر في شبابه إلى العمل في ديوان الإنشاء، وقد حصل له ما أراد بعمله في كتاب المقام العلي. ولما بويع يوسف الثالث مدحه ، فنال عنده الحظوة، وغدا شاعره المختص المؤرخ لأيامه بشعره وأصبح ابن فركون بفضل منصبه وأدبه مرموقاً في المجتمع الغرناطي.[١]

تعريف ابن فركون في ويكيبيديا

ابن فركون هو أبو الحسين بن أحمد بن سليمان بن أحمد بن محمد بن أحمد بن إبراهيم بن هشام القرشي، المعروف بابن فـُركون، وأبو الحسين اسمه لا كنيّـته، و( ابن فُركون ) شهرته وشهرة أبيه أحمد وعمّه أبي الطاهر وجدّه سليمان وجدّ أبيه أحمد قاضي الجماعة، وبنو فُركون هؤلاء أصلهم من ألمرية.وكان انتقال جدّ الأسرة أحمد بن محمد إلى غرناطة وولايته قضاء الجماعة فيها بداية لشهرة هذه الأسرة ومشاركة عدد من أعلامها في الحياة السياسية والعلمية والأدبية بمملكة بني نصر، وكان أبو الحسين كاتب سرّ يوسف الثالث وشاعر دولته ومؤرخ أيامه. ولد أبو الحسين حوالي 781هـ بغرناطة، ونشأ في حِجر والده القاضي الأديب ودرس على أعلام العلم بالحضرة النّصرية يومئذ، وبعد أن أكمل دراساته واستكمل أدواته دخل ديوان الإنشاء النّصري في عهد محمد السابع من عام 808هـ وترقّى في عهد يوسف الثالث، فكلّفه أول الأمر في عام 811هـ بتنفيذ النفقات المخصّصة للغزاة والمجاهدين المتطوعين، ثمّ اختاره لتولّي كتابة سرّه عام 814هـ، وظلّ في هذا المنصب إلى وفاة يوسف الثالث عام 820هـ، وبعد هذا التاريخ لا يُعرَف شيءٌ، وأغلب الظنّ أنه أصيب في غمرة الفتن التي حصلت بعد وفاة يوسف الثالث . وترك لنا آثارا شعرية تتمثّل أولا في ديوانه الذي وصل إلينا السّفر الثاني منه، وثانيا في المجموع الشعري الكبير المسمّى «مظهر النور الباصر في أمداح الملك الناصر».[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. ابن فركون - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي