زهر الكواكب حجة الاحقاب

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة زهر الكواكب حجة الاحقاب لـ مصطفى الغلاييني

اقتباس من قصيدة زهر الكواكب حجة الاحقاب لـ مصطفى الغلاييني

زُهْرَ الكواكبِ حُجَّةَ الاحْقابِ

هَلْ فِيكِ منْ حَرِّ الصَّبابَةِ ما بي

سَهِرَتْ جُفُونِي اللَّيْلَ انْشُدُ في الدُّجا

مَجْدَ الجُدُودِ وضااعَ الاحْسابِ

ماذا الذي تَلْقَيْنَ حَتَّى تَسْهَدِي

سَهَدِي اسُقْما امْ نَوَى الاحْبابِ

وَجْدِي يُكَلِّفُنِي الكُدَى وأَذَى النَّوى

وجِلادَ مَتْعَبَةٍ وخُوْضَ عُبابِ

وَيُهِيبُ بي اما غَفَوْتُ وما غَفَوْتُ

عن الأَحِبَّةِ لَوْ قَرَأْتِ كِتابي

إنّي امْرُؤٌ يُضْنِيهِ وَجْدٌ بالذي

يَهْوَى فَشاني ما عَلِمْتِ وَدابِي

وَجْدٌ بامَّتهِ وعَهْدٍ سالِفٍ

كانَ الهُدَى في ظُلْمَهِ الاحْقابِ

عَهْدٌ لها كالبَدْرِ في غَسَقٍ سَرَى

فيهِ الأَنامُ عَلَى هُدىً وصَواب

مَنْ ذا الَّذي يَرْوِي أَحادِيثَ العُلاَ

عنهمْ ولا يَخْتالُ في اعْجاب

خُلُقٌ كازْهارِ الرَّبيعِ مُنَزَّهٌ

عن عُهْدَةٍ تَصِمُ الكمالَ وعاب

وفَضائِلٌ كالزُّهْرِ في الظَّلْماءِ أَوْ

كالزَّهْرِ يَنْبُتُ في ذُرا ورَوابي

وفَعالُ صِدْقٍ بالماثِرِ حافِلٌ

رَيانُ بالشَّرَفِ العَلِيِّ الابي

ومَكارِمٌ عَمُّوا بها الدُّنْيا فَسَلْ

ما حَرَّروُا منْ أَعْبُدٍ ورِقابِ

واسْتَفْهمِ التاريخَ عَما ذَلَّلُوا

بالصَّبْرِ منْ مَرْقىً أَبٍ وعِقابِ

واسْتَنْطِقِ الاطْلالَ عَنْ امْجادِهم

تَنْطِقْ بِفَخْرٍ عابِقِ الاطْياب

واسْتَفْتِ آياتٍ لهمْ ثَبَتَتْ عَلَى

نُوَبِ الزَّمانِ رَفِيعَةَ الادابِ

واسْتَوْضِحِ الآثارَ يُصْبِكَ ما تَرَى

فَتَعُدْ عَمِيدا بالجَمالِ السابي

واسْتَجْلِ ما لَعِبَتْ بهِ أَيدِي البِلَى

من ماثلٍ يَصْبُو اليهِ الصابي

في كَلِّ إِقْلِيمٍ منَ الدُّنيا لهمْ

أَثَرٌ يُشِيرُ إلى الضِّياءِ الخابي

سُعِدَ الزَّمانُ بهمْ وأَخْصَبَتِ العُلاَ

وأَبَلَّتِ الدُّنْيا من الأَوْصابِ

ومَضَى لِسانُ الحقِّ بعدَ كَلاَلهِ

وأُقِيلَ عَثْرَتَهُ الخَلاقُ الكابي

واصابَ شاكِلَةَ الصَّوابِ مُوَفَّقا

مِنْ بَعْدِ نَبْوَتهِ الحُسامُ النابي

والظُّلْمُ كانَ كما الظَّلامُ مُخَيِّمٌ

في لَيْلَةٍ مُسْوَدَّةِ الجِلْباب

كَفَرَتْ حَنادِسُها النُّجُومَ فَعُمِّيَتْ

سُبُلُ الهُدَى فيها عَلَى الجَوابِ

ايامَ كانَ الناسُ عُبْدانَ العَصا

يُسْقَوْنَ صِرْفَ الهُونِ بالأَكْواب

ويَسُوقُهُمْ كالشاءِ راعِيهمْ الى

ذُلِّ الحياةِ وشَقْوَةٍ وتَبابِ

حَيْثُ الدِّماءُ تُراقُ في سُبُلِ الهَوَى

بِصَوارِمٍ فيها الرَّدَى وحِراب

هُرِقَتْ لِتَشْفِي غُلَّ مَلْكٍ ظالمٍ

يَنْهَى ويَأْمُرُ مِنْ وَراءِ حِجاب

ايامَ كانَ الجَهْلُ مَسْلُولُ الظُّبَى

فوْقَ الراوسِ يَصُولُ بالارْهابِ

فيُذِيقُ احْرارَ النُّهَى كاسَ الرَّدَى

ويَسُومُهُمْ خَسْفاً وسُوءَ عَذاب

حَتَّى اذا دارَ الزَّمانُ اغاثَهُمْ

فَتْحُ الجُدُودِ بِرَحْمَةِ القِرْضاب

فأَقامَ صَرْحَ العَدْلِ مَرْفُوعَ الذُّرا

فِيهمُ وهَدَّمَ دَوْلَةَ الأَرْباب

فأَظَلّهُمْ كَنَفُ السَّعادَةِ والهَنا

بَعْدَ الشَّقاوَةِ والاذى الوَثاب

وسُقُوا كُؤُوسَ حَلاَوَةِ العَدْلِ الذي

يُحْيي المُنَى بَعْدَ العَنا والصاب

يا ايُّها الخُلْفُ الفَخُورُ بهمْ الَمْ

يبْلُغْكَ عَهْدُ اولاكَ الصُّيابِ

كانوا لِهذِي الأَرْضِ غَيْثاً مُخْصِباً

يُحِيي وكُنا عِلَّةَ الاجْدابِ

سَلَفٌ امامَ الناسِ قَدْ سارُوا الوَحَي

والخَلْفُ سارُوا خَلْفَ كلِّ رِكاب

خَطُّوا لَنا نَهْجَ الهُدَى فابَى لَنا

وِرْدَ العُلاَ داعي الهَوَى الخَلاَّب

ورَمَى بِنا بَعْدَ افْتِراعِ ذُرا المُنَى

حُبُّ الوَنَى في قَفْرَةٍ ويَباب

ما إِنْ يَطِيبُ لنا سِوَى كأْسِ الطِّلا

ولِعابِ غانِيَةٍ ورَشْفِ لُعاب

الغَرْبُ يَفْخَرُ بالمعارفِ اهْلُهُ

ونَتِيهُ نَحْنُ بِناهِدٍ وكَعاب

يَتَنافَرُونَ الى العُلا ورِجالُنا

يَتَنافَرُونَ لِماثَمٍ اوْ عاب

إِنْ يُدْعُنا المجدُ القدِيمُ رَأَيْتَنا

سِرْبَ الحَمائمِ رُوِّعَتْ بِعُقاب

اوْ يَدْعُنا اللَّهْوُ اسْتَفَزَّ حُلُومَنا

فَنَهُبُّ لا نُلْوِي عَلَى عَياب

الغَرْبُ سادَ الشَّرْقَ يا أَهْلَ الحِمَى

بَعْدَ الخُمولِ وحَدَّ حَدَّ الناب

والعُرْبُ بَعْدَ رَكائِبِ العِزِّ امْتَطَوْا

لَهْوَ الحياةِ وغارِبَ التَّلْعاب

فَهَوَوا عَلَى الهاماتِ منْ عالي الذُّرا

خُضُعَ الرِّقابِ مُقَطِّعِي الاسْباب

ما إِنْ لَهُمْ بَعْدَ الجُدُودِ مَفاخِرٌ

يَعْلُو بها رَأْسُ الهُمامِ الآبي

انْ يَفْخَرُوا فَبِما مَضَى منْ عِزَّهِمْ

فَخْرَ العَبِيدِ بِسادَةٍ انجابِ

يا مَنْ يُباهي بالقَدِيمِ وحالهُ

يَوْمَ التَّنافُرِ فارِغُ الاوْطاب

ماذا يُفِيدُكَ غابرٌ انْ لَمْ تَقُمْ

لِلْمَجْدِ أَنْتَ تَخُوضُ كلَّ عُباب

وتُعيدُ بالماضي اذا صَدَقَ الهَوَى

ماضي المَكارِمِ بَعْدَ طُولِ غِياب

فَتَعُودُ لِلرَّبْعِ الحياةُ سَعيدَةً

كالرَّوْضِ يُنْعَشُ ذابلا بِسَحابِ

صِلْ عَهْدَ مَنْ غَبَرُوا بِعَهْدٍ مِثْلِهِ

فتَسُودَ بالاحْسابِ والانْسابِ

هذي سَبيلُ المجدِ إِنْ رُمْتَ العُلاَ

مما لِلْمُخادِعِ والهَوَى الكَذابِ

لله والامْجادِ والتارِيخِ ما

شادَ الجُدُودُ لَنا منَ الاحْساب

فَتَحُوا المَداانَ والعَواصِمَ والقُرَى

باشاوِسٍ تَحْكِي اسُودَ الغابِ

ما كانَ مَصْقُولُ المَواضي وَحْدَهُ

يَوْمَ الكَرِيَهةِ فاتحَ الابْواب

انْ كانَ في يُمْنَى اليَدَيْنِ حُسامُهُمْ

فالعَدْلُ في الاخْرَى وَسيعَ البابِ

ايُّ امْرا يَقْرا صَحاافَ مَجْدِهِمْ

يَعْشَقْهُمُ رَغْمَ الهَوَى الغَلاَّبِ

قالوا تُحِبُّ العُرْبَ قلتُ أَحِبُّهُمْ

حُبا يُكَلِّفُنِي دَمِي وشبابي

مَهْما لقِيتُ منَ الاذَى في حُبِّهِمْ

أَصْبِرْ لَهُ والمَجْدُ مِلءُ إِهابي

شرح ومعاني كلمات قصيدة زهر الكواكب حجة الاحقاب

قصيدة زهر الكواكب حجة الاحقاب لـ مصطفى الغلاييني وعدد أبياتها اثنان و ستون.

عن مصطفى الغلاييني

مصطفى بن محمد سليم الغلاييني. شاعر من الخطباء الكتاب من أعضاء المجمع العلمي العربي مولده ووفاته ببيروت وتعلم بها وبمصر وتتلمذ على يد الشيخ محمد عبده سنة 1320هـ‍. ولما كان الدستور العثماني أصدر مجلة النبراس سنتين ببيروت ووظف فيها أستاذاً للعربية في المدرسة السلطانية أربع سنوات. وعين خطيباً للجيش العثماني الرابع في الحرب العالمية الأولى فصحبه من دمشق مخترقاً الصحراء إلى ترعة السويس من جهة الإسماعيلية وحضر المعركة والهزيمة. وعاد إلى بيروت مدرساً وبعد الحرب أقام مدة بدمشق وتطوع للعمل بجيشها العربي وعاد إلى بيروت فاعتقل بتهمة الاشتراك في مقتل أسعد بك المعروف بمدير الداخلية سنة 1922 وأفرج عنه فرحل إلى شرقي الأردن. فعهد إليه أميرها الشريف عبد الله بتعليم ابنيه فمكث مدة وانصرف إلى بيروت فنصب رئيساً للمجلس الإسلامي فيها وقاضياً شرعياً إلى أن توفي. من كتبه: (نظرات في اللغة والأدب -ط) و (عظة الناشئين -ط) ، و (لباب الخيار في سيرة النبي المختار -ط) ، و (الدروس العربية -ط) ، و (ديوان الغلاييني -ط) وغيرها من الكتب المثيرة.[١]

تعريف مصطفى الغلاييني في ويكيبيديا

مصطفى بن محمد بن سليم بن محي الدين بن مصطفى الغلاييني (ولد في بيروت سنة 1885 الموافق 1302 هـ) هو صحافي وأستاذ للعربية وقاضٍ ورئيس سابق للمجلس الإسلامي في بيروت. تعلم في بيروت والقاهرة، بدءاً من نشاطه العملي كأستاذ للغة العربية ومبادئ الفقه الشرعي بالكلية الإسلامية في بيروت، وكانت له حلقات علم في المسجد العمري الكبير بوسط المدينة. انضم سنة 1910م لجمعية الاتحاد والترقي وأصدر مجلته الشهرية النبراس والتحق بجمعية الإصلاح البيروتية، وأخيراً تطوع بالجيش العثماني وشارك بحرب الترعة ضد الجيش الإنجليزي، حيث أخفق الجيش العثماني باجتياز قناة السويس البحرية الاستراتيجية، وبعد ظهور راية الملك فيصل الأول العربية على مشارف بلاد الشام انضم الغلاييني إليه، فاختاره الأمير عبد الله بن الحسين ليدرس أبنائه اللغة العربية والعلوم الشرعية. عاد مصطفى الغلايييني وبعد سنتين من هذا المنصب التشريفي إلى مدينته بيروت ليواجه تهمة مقتل مدير الداخلية في حكومة دولة لبنان الكبير، حيث نقل إلى جزيرة أرواد واعتقل في سجنها المركزي سبعة أشهر، ثم أُطْلِقَ سراحه بحكم مشروط هو عدم العودة إلى بيروت، وأُبعد إلى فلسطين وما إن وصلت السفينة إلى يافا حتى خرج منها متوجهاً إلى بيروت ، فقررت المفوضية العليا الفرنسية اعتقاله بحبس انفرادي ثم أبعدته مرة أخرى إلى الحدود اللبنانية الفلسطينية ، فتوجه طوعاً إلى حيفا عند رئيس بلديتها (وهو صديق قديم له) إلى أن خفت وطئة فرنسا في الشرق، بسبب بوادر الحرب العالمية الثانية مع ألمانيا النازية، فعاد إلى بيروت للمرة الرابعة والاخيرة وتولى انتخابياً رئاسة المجلس الإسلامي ومستشاراً للمحكمة الشرعية العليا وقاضياً فيها، إلى أن وافته المنية في بيروت سنة 1944م.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. مصطفى الغلاييني - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي