سألت الله مبتهلا مناكا

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة سألت الله مبتهلا مناكا لـ أبو طالب المأموني

اقتباس من قصيدة سألت الله مبتهلا مناكا لـ أبو طالب المأموني

سألت الله مبتهلاً مناكا

فأضعف ما سألت وقال هاكا

ورد على يديك الملك لما

غدا بالترك ينتهك انتهاكا

فأنت لرب هذا الملك سيف

إذا ما نابه خطب نضاكا

وقد أبت الوزارة في بخارى

سواك كما أبت الا أباكا

وكان الصدر مذ أخنيت منه

يمج رجاله حتى احتواكا

وما اخلاك منك الملك الا

ليبلو من عداك بما بلاكا

فما أغنوا غناءك في فقير

وهل يغني غناءك من عداكا

وكنت السيف أغمد يوم سلم

فلما شبت الحرب انتضاكا

وقد كانت على الاعداء أمضى

واقضى من سيوفهم رقاكا

ولو نهضت رجال الارض طرا

بما كلفت ما أغنوا غناكا

فعلت ببعض قولك كل فعل

ونبت بعفو رأين عن ظباكا

غذيت بدر ضرع العلم طفلا

ففقت الخلق في المهد احتناكا

فلا شرب الطلا ألهاك يوما

ولا بيض الطلا عما عناكا

وان غم الممالك ليل خطب

جلاه صبح رأيك أو سناكا

فافسح من خطا الخطي قدما

إذا أقدمت في حرب خطاكا

واسمح من ملث القطر جودا

إذا ما صاب صيبه نداكا

وما انفتحت بلا شفتاك يوما

ولا انضمت على نشب يداكا

تأخر عن مداك البحر لما

جريت فلم نسميه أخاكا

وما جاراك صوب المزن لما

جرى وجرى نداك ولا حكاكا

ولكن الغمام عنى سجودا

على وجه الثرى لك اذ رآكا

فأنت أجل قدرا ان تجارى

وأرفع رتبة من أن تحاكى

وقد سامى السماء وماس زهوا

على فرع السها بلد نماكا

فأهلوه ومن فيه وقاء

لنفسك من جميع من ابتغاكا

فها هو جنة لك فاغتنمها

وهم لك جنة مما دهاكا

أكاد إلى العزيزيين أعزى

لالحاقي بهم نفسي اشتباكا

فلو أجريت لحظك في فؤادي

رأيت دليل ذاك كما أراكا

أعبد الله لا خيرت بيتا

مدى الايام الا في علاكا

فكم لك من يد قلدتنيها

فلست أرى لها عني انفكاكا

ولو حملت ما حملتنيه

شمام لما استطاع به حراكا

وقد ألبستني أثواب عز

وقد أوطأت أخمصي السماكا

فحسبك من علا أعليت كعبي

برفعكه فقد بلغ السماكا

فلا حطت لك الايام مجدا

ولا ارتجع المهيمن ما حباكا

سرى كل السرى في الارض شعري

وخيم اذ رآك فما خطاكا

وكنت على النوى صممت حتى

منعت فبت مبتغيا رضاكا

ولو لم تقتصر حالي الليالي

لما أزعت سيرا عن حماكا

وقد سميت لي أمرين حسبي

ببعضهما إذا آثرت ذاكا

وإن لم ترض لي بالنجم نعلا

ولا خط المجرة لي شراكا

فدع ما ترتضيه لنا وخفض

فانفسنا وما ملكت فداكا

وما استنكفت من جدواك لكن

كفاني بذل ودك عن لهاكا

ولو كان استماح البحر خلقا

لامك يستميحك وانتحاكا

فلا يممت غير نداك بحرا

ولا خيمت إلا في ذراكا

شرح ومعاني كلمات قصيدة سألت الله مبتهلا مناكا

قصيدة سألت الله مبتهلا مناكا لـ أبو طالب المأموني وعدد أبياتها واحد و أربعون.

عن أبو طالب المأموني

عبد السلام بن الحسين المأموني، أبو طالب. شاعر، من العلماء بالأدب، يتصل نسبه بالمأمون العباسي، ولد وتعلم ببغداد، وسافر إلى الري، فامتدح الصاحب بن عباد، وأقام عنده مدة في أرفع منزلة، فحسده ندماء الصاحب وسعوا فيه إليه بالأباطيل، فشعر بهم أبو طالب، فاستأذنه بالسفر، فأذن له، فانتقل إلى نيسابور ثم إلى بخارى، ولقي فيها بعض أولاد الخلفاء كابن المهدي وابن المستكفي وغيرهما، قال الثعالبي: (رأيت المأموني ببخارى سنة 382 وكان يسمو بهمته إلى الخلافة، ويمني نفسه في قصد بغداد بجيوش تنضم إليه من خراسان، لفتحها) ثم ذكر أنه عاجلته المنية بعلة الاستسقاء، ومات قبل أن يبلغ الأربعين.[١]

  1. معجم الشعراء العرب

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي