سألوني عن بياني وقصيدي

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة سألوني عن بياني وقصيدي لـ علي محمود طه

اقتباس من قصيدة سألوني عن بياني وقصيدي لـ علي محمود طه

سألوني عن بياني وقصيدي

أسفاً باريس قد مات نشيدي

لك ذكراكِ ولي عهدٌ بها

كيف أنسى ذكرياتي وعهودي

أنا لا أنسى لياليّ على

روضك الرفاف بالزهر النضيد

ثمرُ الفكر ومجنى نورِه

ومراح العين والقلب العميد

خطرةٌ عابرةٌ عدت بها

عودة الغوّاصِ بالدرّ الفريد

فاعذري المزهرَ في كفّي إذا

أخسرتهُ ضجة الرزء الشديد

يوم قالوا جلّلَ القيد يدا

حطمَت بالأمس أصفاد العبيد

حملت مشعل حرّياتهم

في شراة من شباب المجد صيد

كيف يا باريس باللّه هوى

ذلك النجم من الأفق البعيد

إن ينل منك المغيرون فما

فتحوا غير تخومٍ وحدود

لستِ بنيانا ولا أرضاً ولا

غاب آسادٍ ولا جنّة غيدِ

أنت معنىً عالمُ الفكر به

يتحدّى قبضة الباغي المريد

كعبة الأحرار هذي محنةٌ

راعت الأحرارَ في أكرم عيد

صرع النورُ به وانحسرت

جبهة الشمس عن النور الشهيد

وأتى الليلُ ومن أهوالهِ

أن تُرَي بين ظلامٍ وقيود

أين من فرساي أفقٌ ضاحكٌ

مشرقٌ عن أملِ الشعب السعيد

وعلى كل طريق موكبق

صادح الأبواقِ خفّاق البنود

لكأني اليوم ألقى مأتما

وأرى الكنكرد كالقبر الحريد

حال شدو الماء في أحواضهِ

نفثة الغرقى ببحرٍ من صديد

وقفت مصر به ساخرة

من نحوسٍ تتوالى وسعود

غلَبَ الصمتُ عليها وهي في

صمتها الخالدِ طلّسمُ الوجود

ساحة الباستيل حانَ الملتقى

وتعالت صرخة الفجر الوليد

أين أبطالك ماذا أترى

ضرب الليل عليهم بالوصيد

أغمدوا أسيافهم ويح وما

عوّدوا أسيافهم حبسَ الغمود

ويحهم قد شيّعوا أعيادهم

بين عصف النار أو قصف الحديد

فوق أرض صبغت من دمهم

وتحدّت كل جبار عنيد

فوق أحجارك صرعى أمسهم

فلذاتٌ كتبَت سفر الخلود

فاذكريهم بالذي مرّ بهم

واقرئي تاريخهم ثم أعيدي

أيها العائد من غاراته

راقداً تحت قباب الأنفليد

تلك راياتك فانظر أترى

من سيوف تحتها أو من جنود

أين من موسكو ومن آفاقِها

جيشك الظافر بالجيش البديد

تطأ الأرض إلى مشرقها

موغلاً في أثر الدبّ الشريد

ففرنسا همة لا تنثني

أمشت في النار أم تحت الجليد

بالقليل الجمعِ من أبنائها

تنزع النصر من الجمع العديد

أممٌ ترسف في أحقادها

دتتها بالصفح والصنع الحميد

لم تسيّر فوقها دبّابة

أو تباغتها بطيرٍ من حديد

شرَفُ الحرب كما لقّنتَهُ

ملتقى سيفين في ظلّ البنود

فاعذر اليومَ فرنسا إنها

وثقت بالعهد في دنيا الجحود

قرَعت للنصر كأسا ويحها

صرعتها خمرة النصر التليد

رقدَت عن غدرها وانتبهت

حيثُ لا ينفع صحو من رقود

أسفرت سيدان عن مأساتها

وتهاوى حجرُ الحصن المشيد

ثغرةٌ أنفذِ منها خنجرٌ

قد تلقّته على حزّ الوريد

شهِدَ المجد لها باسلةً

خضّبت بالدم من نحر وجيد

فابعث العزّة من تاريخه

وتألّق بسناه من جديد

واطلع اليوم عليها سيرةً

وكن الشاعر واهتف بالقصيد

أيها الفاتحُ لا يغررك ما

أنت فيه من حصونٍ وسدود

لك فيّ العبرةُ المثلى فلا

تأمَنِ الزلةَ في أوج الصعود

ربّةَ النور سلاماً كلّما

هتف الشعر بماضيك المجيد

لك في كلّ خيالٍ صورةٌ

برئت من وصمة العصر الجديد

غير ذكرى يرجع الفكر بها

لليالٍ من عصور الظلم سود

لهف نفسي لدمشق ولمن

خرّ فيها من جريحٍ وشهيد

من شواظٍ يقذفُ الموت على

ركّعٍ في ساحة اللَه سجود

فأنا الشرقيّ لا أنسى الذي

حاقَ من حكمك بالشرق العتيد

ألمساواةُ التي أعلنتها

أعلنتَه بنذير ووعيد

والإخاءُ الحرّ ما كان سوى

مدفعٍ يرمي بمرد ومبيد

وطني الروحيّ إن أغضب له

فلآباء كرامٍ وجدود

وتراثٍ خالدٍ من أدب

أنا فاديه بروحي ووجودي

كفرت ثورتك الكبرى به

وهو المحسنُ يجزى بالكنود

سارَ بالإسلامِ نوراً وهدى

بسنى عيسى خطى الحقِ الطريد

ألنبيّونَ همو ثوارُه

حاملو الشعلة أعداء القيود

فخذي بالحق والروح الذي

هزّ بالثورة أركان الوجود

وابعثيها ثورة أخرى فما

يعرفُ الأحرارُ معنى للجمود

شرح ومعاني كلمات قصيدة سألوني عن بياني وقصيدي

قصيدة سألوني عن بياني وقصيدي لـ علي محمود طه وعدد أبياتها اثنان و ستون.

عن علي محمود طه

علي محمود طه المهندس. شاعر مصري كثير النظم، ولد بالمنصورة، وتخرج بمدرسة الهندسة التطبيقية، وخدم في الأعمال الحكومية إلى أن كان وكيلاً لدار الكتب المصرية وتوفي بالقاهرة ودفن بالمنصورة. له دواوين شعرية، طبع منها (الملّاح التائه) ، (وليالي الملاح التائه) و (أرواح شاردة) و (أرواح وأشباه) و (زهر وخمر) و (شرق وغرب) و (الشوق المائد) و (أغنية الرياح الأربع) وهو صاحب (الجندول) أغنية كانت من أسباب شهرته.[١]

تعريف علي محمود طه في ويكيبيديا

علي محمود طه المهندس (1901-1949) شاعر مصري من وضح الرومانسية العربية لشعره بجانب جبران خليل جبران، البياتي، السياب وأمل دنقل وأحمد زكي أبو شادي.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. علي محمود طه - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي