سأل اللوى وسؤاله إلحاف
أبيات قصيدة سأل اللوى وسؤاله إلحاف لـ مهيار الديلمي
سألَ اللوى وسؤالُهُ إلحافُ
لو كان من أهلِ اللوى إسعافُ
واستمنحَ الأظعانَ وقفةَ ساعةٍ
لو أسمعَ المتسرِّعَ الوقَّافُ
ساروا وغَشْمُ البين يخلِط أمرَهم
حتى استوى الفُرّاط والسُّلافُ
هي نظرةٌ هيهاتِ من أخواتها
عيناك إن كفر المطيَّ شَراف
وتعوّمتْ في الآل فهي إذا طما
سفُنٌ له وحُدوجها أصدافُ
فاطرحْ لحاظَك سارقاً ما أبصرت
من قبل أن تتصدع الأُلاّفُ
يا دار لستِ اليوم مثلكِ أمسِ لي
ظهرتْ مفارقةٌ وبان خلافُ
ذوت الغصونُ الناضراتُ وهُيِّلتْ
بعد الوَثارةِ فوقَك الأحقافُ
وتغيّرت ريحُ الصَّبا عن خُلقِها
وليانِها فنسيمُها إعصافُ
كنا نرودُكِ روضةً مرشوفةً
فاليومَ تُربك دِمنةٌ تُستافُ
بذلت عزيرتَكِ المناسمُ وطأةً
عَنَفاً وداست خدَّك الأخفافُ
وبما يكون العيشُ فيك صبائغاً
سحّارةً حبراتُها أفوافُ
وعلى رباط اللهو حولَك ضُمَّرٌ
ذيَّالة أذنابُها أعرافُ
إن غاب أهلكِ فالجباهُ أهلّةٌ
أو غاض ماؤك فالسِّقاء نِطافُ
فاليومَ أنت إلى الدموع ذريعةٌ
إن ضنّ منها المسبِلُ الوكَّافُ
قد أنجزتْ فيك النوى ميعادَها
يا ليت إنجازَ النوى إخلافُ
لم ترمني الأيامُ فيك بعاثرٍ
هي أسهمٌ وجوارحي أهدافُ
أأذمُّ فاحشَ صبغها في غدرةٍ
عندي لها أمثالُها آلافُ
قد ملَّستْ جنبي ضغاطُ حبالِها
فتشابهَ الإدمالُ والإقرافُ
وطغت نوائبها عليّ فقَرصها
جرحٌ ومختصراتها إسرافُ
كاشفتُها وصعُبتُ لما لم يكن
عوناً عليها الرفقُ والإلطافُ
ورددتُ سيفَ تجلُّدي بفلوله
وصداه إذ لم يُغنني الإرهافُ
هرِم الزمانُ وحُوّلت عن شكلها
شيمُ الرجال وحالت الأوصافُ
ورقدتُ تحتَ الضيم لا عن ذلّة
مستحلياً للنوم وهو ذعافُ
ما إن شريت الجورَ مرتخصاً له
حتى غلا وتعذّر الإنصافُ
وجفت خلائقُ كنت إن جاذبتُها
سهلَ القياد ولانت الأعطافُ
وعذرتُ في فَرط العقوق أرقَّةً
لؤماءَ حتى عقّني الأشرافُ
وغدا زعيم الدين مع أمني له
ورجايَ فيه على الوفاء يُخافُ
وقسا فلولا أن أحاشيَ مجدَه
منها لقلتُ ملولةٌ مِطرافُ
دبت إليه عقارب من كاشح
مسحولةٌ أسبابُهن ضِعافُ
فأطفن منه بسمع أروعَ لم يكن
من جانبيه لمثلهنّ مَطافُ
ما كن من تحقيقه أو ظنه
طرفاً وقد تتجمع الأطرافُ
حتى سلا صبٌّ وأعرض مقبلٌ
عني وأنكر خابرٌ عرَّافُ
يا سيفَ نصري والمهنّدُ مانعٌ
وربيعَ أرضي والسحابُ مُصافُ
ومعيد أيامي إليَّ سَمائِناً
بُدْناً وهنّ على الحياض عِجافُ
أخلاقُك الغرُّ الصفايا مالها
حملَت قذى الواشين وهي سُلافُ
والإفكُ في مرآة رأيك ماله
يخفى وأنتَ الجوهرُ الشَّفافُ
أظننت أني مع تصاعُدِ همّتي
نحو الدّناةِ يكون لي إسفافُ
أو للتسرع في قناتي مغمَزٌ
من بعد ما أطَرَ القناةَ ثِقافُ
قد كنت أحسبها تمرُّ بسمعكم
سَهَكَ الرياح يمجّها الإسرافُ
وإخال مشيَ الوخد فيها القهقرى
فإذا الذميلُ وراءه الإيجافُ
إن كان ظنّاً فهو إثْم أو تَقُلْ
صدقَ المبلّغُ فهو بي إجحافُ
أو كان عتباً مُصلحاً ما بعده
فالعتبُ مع عدم الذنوب قِذافُ
ونعم صدقتَ سواك من أصغى لها
سَرَفاً وأسمعه بها الهتَّافُ
لكن كرهتَ مِصاعَهم في طرحها
عني وأنت الفارسُ العطَّافُ
فاسمع ظلامةَ نافثٍ لم تكفه
سيفَ الزمان نزاهةٌ وعفافُ
إن فاته استئنافُكم إنصافَهُ
غضبت له حُرُماته الأسلافُ
واعطف لها عطف الكريم وداوِها
تُبِللْ فقد دَوِيتْ لها الأجوافُ
واحمل وإن ثقُلتْ عليك فإنه
ما كلّ حاجاتي إليك خِفافُ
ولقد علمتَ وفي الشروع غضاضةٌ
أني إذا وردَ الحريصُ أعافُ
علّمتني شرفَ الطباع فليس لي
إلا إلى معروفك استشرافُ
وأفدتُ عدوى العزّ منك فكلُّ ما
وسِعَ الكفايةَ لي غنىً وكَفافُ
يا من إذا نُدبَ القريضُ لمدحه
عجزَ البليغُ وقصَّر الوصّافُ
ومن اجتنى ثمرَ النفوس بما حفا
والجوّ أقتمُ والمَرادُ جَفافُ
وإذا الرجالُ تدارسوا أخلاقَه
وهُمُ الكفاة تعلّموا واقتافوا
وإذا انتضى الأقْلامَ من أغمادها
طفقت تَلَثَّم بالحيا الأسيافُ
زُبُرٌ تَوغَّلُ حيث لا ابن الزُّبرةِ ال
دامي ولا ابنُ الغابة الرّعافُ
طلب الرجال مداك لما أن جَروا
وتناكصوا باليأس لما خافوا
والبدرُ من أنوار وجهك خاشعٌ
يشكو وشكوى مثله استعطافُ
لك دونه شرفُ النهار وحظُّه
من ليله الإظلام والإسدافُ
وإذا استتم فليلةٌ من شهره
نصفٌ وشهرك كلّه أنصافُ
والقَطرُ يقنع من سماحتِه بما
يعتامُ من كفيك أو يعتافُ
جاريتَه وسحابُ جودك ساكنٌ
ففضلته وسحابُه رَجَّافُ
بكم استقام من السياسة مَيلها
وثرا المقلُّ وأخلَف المتلافُ
وتعدّلت في الحق كلّ فضيلة
فتساوت الصهوات والأردافُ
أنتم بنو المُلك التليدِ وقومُهُ
وسواكم الجيران والأحلافُ
ميلادكم سببُ الصلاح وخَلْقُكم
فينا من الباري لنا ألطافُ
سمعاً ولولا أن سمعَك آذنٌ
ما قادها رِفق ولا إعنافُ
أمّ القوافي المنجبات ولم تكن
لولاك تولَدُ فاؤها والقافُ
لو لم يحرّكها هواك لما مشت
خَطْراً ولا اهتزّت لها أعطافُ
فاجلس لها النيروزَ مجلسَ خَلوةٍ
سعدانِ عيدٌ مقبلٌ وزفافُ
وفِّرْ قِراهُ من السرور وقِسمَنا
ممّا تجود فكلّنا أضيافُ
في نعمةٍ مخلوعُها متجدِّدٌ
أبداً وماضي عمرها استئنافُ
غُرُفاتها مرفوعةٌ ومياهها
مسكوبةٌ وجِنانُها ألفافُ
شرح ومعاني كلمات قصيدة سأل اللوى وسؤاله إلحاف
قصيدة سأل اللوى وسؤاله إلحاف لـ مهيار الديلمي وعدد أبياتها أربعة و سبعون.
عن مهيار الديلمي
مهيار بن مرزويه، أبو الحسن الديلمي. شاعر كبير في أسلوبه قوة وفي معانيه ابتكار، قال الحر العاملي: جمع مهيار بين فصاحة العرب ومعاني العجم، وقال الزبيدي: (الديلمي) شاعر زمانه فارسي الأصل من أهل بغداد، كان منزله فيها بدرب رباح، من الكرخ، وبها وفاته. ويرى (هوار) أنه ولد في الديلم (جنوب جيلان على بحر قزوين) وأنه استخدم في بغداد للترجمة عن الفارسية. وكان مجوسياً وأسلم سنة 494هـ على يد الشريف الرضي. وتشيع وغلا في تشيعه وسب بعض الصحابة في شعره، حتى قال له أبو القاسم ابن برهان: يا مهيار انتقلت من زاوية في النار إلى أخرى فيها.[١]
تعريف مهيار الديلمي في ويكيبيديا
أبو الحسن - أو أبوالحسين - مِهيَارُ بن مروزيه الديّلمِيُّ (توفي 428 هـ / 1037 م) كاتب وشاعر فارسي الأصل، من أهل بغداد. كان منزله في بغداد بدرب رباح من الكرخ. كان مجوسياً فأسلم، ويقال إن إسلامه سنة 384 هـ كان على يد الشريف الرضي أبي الحسن محمد الموسوي وهو شيخه، وعليه تخرج في نظم الشعر، وقد وازن كثيرا من قصائده، ويقول القمي: (كان من غلمانه). قال له أبو القاسم ابن برهان: «يا مهيار قد انتقلت بأسوبك في النار من زاوية إلى زاوية»، فقال: «وكيف ذاك؟» قال: «كنت مجوسيا فصرت تسب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في شعرك». ويرى هوار أنه وُلِدَ في الدَّيلم، في جنوب جيلان، على بحر قزوين، وأنه استخدم في بغداد للترجمة عن الفارسية. كان ينعته مترجموه بالكاتب، ولعله كان من كتاب الديوان. كان شاعرا جزل القول، مقدما على أهل وقته، وله ديوان شعر كبير يدخل في أربع مجلدات، وهو رقيق الحاشية طويل النفس في قصائده. ذكره الحافظ أبو بكر الخطيب في كتابه تاريخ بغداد وأثنى عليه وقال: «كنت أراه يحضر جامع المنصور في أيام الجمعات [يعني ببغداد] ويقرأ عليه ديوان شعره ولم يقدر لي أسمع منه شيئاً». قال الحر العاملي: جمع مهيار بين فصاحة العرب ومعاني العجم.[٢]
- ↑ معجم الشعراء العرب
- ↑ مهيار الديلمي - ويكيبيديا