سئمت قناة الدهر منك طعانها
أبيات قصيدة سئمت قناة الدهر منك طعانها لـ محمد سعيد الحبوبي

سئمت قناة الدهر منك طعانها
فلو استطعت إذن نزعت سنانها
ألقيت سلمك للنوائب عن يد
جذاء قد قطع الزمان بنانها
إن كنت أخشن ملمساً فلطالما
عرك الزمان عريكة فألانها
خفض عليك فلست واجد حيلة
تكفيك من نوب القضا حدثانها
ومهون بلوى المنية أنها
بلوى يعم طروقها حيوانها
فلو أن هذا الموت يفجع أسرة
ويعف عن أخرى فيرعى شانها
ما استل من حرم الكرام خبيئة
حجبت فما شهد الحمام مكانها
كيف اهتدى نظر الحمام الى التي
قد حفها ستر الكمال وصانها
إن غيبت بالقفر في ملحودة
فالغيث كان شهودها وعيانها
أو راعها شخص الردى فلطالما
كانت أظلته تروع جنانها
قطعت بنيل الخير مدة عمرها
وطوت بمنشور التقى أزمانها
فليهنها أن مقامها
فلقد أتت لما أتته جنانها
وضريحها قلب الضراح وإنما
دفنوا ببوغاء الثرى أكفانها
وغدت لها لها دار الإمامة دارة
وغدت ملائكة السما جيرانها
يا لا عدت قدسي تربك ديمة
ابكت عليك يد الردى أجفانها
وردت من الرضوان ألطف نهلة
فسقت ثراك مديمة هملانها
نجاجةٌ تحكي يد ابنك صالح
تلك التي جذ الزمان بنانها
الممتطي للمجد كل طمرةٍ
أبداً تصرف كفه أرسانها
العليم العلم الذي فخرت به
أم الفخار فشيدت أركانها
من لا يجاريه الكرام بحلبةٍ
فأقول حاز لدى السباق رهانها
وكفى الأمين من المفاخر أنه
ألقت إليه المكرمات عنانها
وله أيادٍ جمة لم يستطع
قس الفصاحة في النشيد بيانها
فتعز يا لا ساورتك مصيبة
نشرت بمطوي الجوى أشجانها
وعليك بالصبر الجميل فإنه
خلقٌ لنفسك في الرزية زانها
وإليكها ممن أحبك حكمة
زارت بك الزوراء يا لقمانها
وأسلم رغيد العيش بين عصابة
عقد لها كف العلى تيجانها
دام الربيع الغض في أوطانها
مما تجود بسيبها أوطانها
قد فلت لما أرخوا فليهنها
قد شاهدت وادي السلام مكانها
شرح ومعاني كلمات قصيدة سئمت قناة الدهر منك طعانها
قصيدة سئمت قناة الدهر منك طعانها لـ محمد سعيد الحبوبي وعدد أبياتها ثمانية و عشرون.
عن محمد سعيد الحبوبي
محمد سعيد بن محمود، من آل حبوبي، الحسني النجفي. شاعر وفقيه وطني ومجاهد عراقي، من أهل النجف، ولد بها وأقام مدة في الحجاز ونجد، له (ديوان شعر - ط) نظمه في شبابه. وانقطع عن الشعر في بدء كهولته، فتصدى لتدريس الفقه وأصوله، وصنف في ذلك كتباً. وكان في جملة العلماء الذين أفتوا بالجهاد، في بدء الحرب العالمية الأولى، لصد الزحف البريطاني عن العراق، وقاتل على رأس جماعة من المتطوعين، في (الشعبية) مع الجيش العثماني. وبعد فشل المقاومة لم يتمكن من العودة إلى النجف، فنزل بمدينة الناصرية وتوفي بها.[١]
تعريف محمد سعيد الحبوبي في ويكيبيديا
السيّد محمد سعيد بن محمود بن كاظم الحَبّوبي (16 أبريل 1850 - 14 يونيو 1915) (4 جمادى الآخرة 1266 - 2 شعبان 1333) فقيه جعفري وشاعر عربي عثماني عراقي. ولد في النجف ونشأ ودرس بها. درس الأدب على خاله عباس الأعسم، ثم رحل إلى حائل في نجد سنة 1864 مع والده للعمل ثم عاد إلى النجف سنة 1867. واصل دراسته في مدارسها الفقهية، فكوّن تكوينًا اجتهاديًا مستقلًا. زامل جمال الدين الأفغاني أربع سنوات أثناء الدّراسة. ثم تولى التدريس فصار إمامًا في الصحن الحيدري بالعتبة العلوية. كانت له مجالس أدبية ومحاضرات. اشتهر بمواقفه ضد الاحتلال البريطاني في العراق، وقاد جيشًا من أبناء الفرات الأوسط للمقاومة ضد حملة بلاد الرافدين سنة 1914. توفي في الناصرية ودفن في العتبة العلوية. له ديوان شعر طبع مرّات.[٢]
- ↑ معجم الشعراء العرب
- ↑ محمد سعيد الحبوبي - ويكيبيديا