سالت لمن هذي المدافع تطلق
أبيات قصيدة سالت لمن هذي المدافع تطلق لـ مصطفى الغلاييني

سالْتُ لِمَنْ هذي المَدافِعُ تُطْلَقُ
فقالوا بَشِيرٌ قامَ بالعِيدِ يَنْطِقُ
فَقُلْتُ وما لِلْعِيدِ في نَفْسِ بائسٍ
بَعيدٍ عن الأَهْلِينَ بالحُزْنِ يُحْرَقُ
بَلَى انَّها هاجَتْ دَفِينَ صبابتي
الى ما قَلْبي المُعَنَّى مَعَلَّقُ
تَذَكَّرْتُ أَهلي والصَّحابَ وغُرْبتي
وداراً عليها شَمْسُ بَيْرُوتَ تُشْرِقُ
فَسالَتْ دُمُوعُ العينِ مِنِّي كانها
لآلِئُ حَتَّى كِدْتُ بالدَّمْعِ أَشْرَقُ
لَكَ الله منْ عِيدٍ اعادَ ليَ الاسَى
وهَمّاً وآلاماً وشَجْواً يُؤَرِّقُ
وكَيْفَ يَطِيبُ العيدُ في نَفْسِ نازِحٍ
غَريبِ باغْلالِ المَكارِهِ يُوثّقُ
ولَوْ لاَ رَأَيْتُ الصَّبْرُ في المجدِ والعُلاَ
يَلِيقُ بِمِثْلي كادت النَّفْسُ تَزْهَقُ
ولكنَّها الأَمْجادُ تَطْلُبُ عَزْمَةً
إِذا كَذَبَ العَصْبْ المَهنَّدُ تَصْدُقُ
فَمَنْ يَصْطَبِرْ لِلْخَطْبِ ذَلَّتْ لَهُ المُنَى
وصادَ العُلا فوْقَ الثُّرَيا تُحَلِّقُ
سأَصْبِرُ حتَّى يَبْلُغَ العُرْبُ مَنْزِلاً
عَلِيّاً عليهِ رايةُ العِزِّ تَخْفُقُ
وَرَوْضاً أَرِيضاً ناضرَ العَيْشِ طَيِّباً
خَصِيباً بآمالِ السَّعادَةِ يُورِقُ
وَيَفْتَرِعُوا هامَ الأَمانِي ويَقْبِضُوا
عَلَى صَوْلَجانِ المجدِ ايانَ سَرْدَقُوا
عَلَيْهِمْ حَياتِي ما حَيِيتُ وَقَفْتُها
وقلبيَ إلاَّ مِنْ هَوَى العُرْبِ مُطْلَقُ
وإِنني لأَسْتَحْلِي شَقائيَ في العُلاَ
وأَحْمَدُ سَعْي والرَّدَى بيَ مُحْدِقُ
رَعَى الله اهلَ الضادِ في كلِّ مَوْطِنٍ
وجادَهُمُ غَيْثُ العُلا المُتَدَفِّقُ
فَهُمْ لِلهُدَى والمجدِ والفضلِ والنَّدَى
مَناوِرُ في داجي الخُطوبِ تَأَلَّقُ
تَخَيَّرَهُمْ منْ طِينَةِ العِزِّ رَبُّهُمْ
فَهُمْ غُرَرٌ في جَبْهَةِ الدهرِ تَأَلَقُ
لَهُمْ يَحْفَظُ التارِيخُ مَجْدا ماثَّلا
صَحاافُهُ الفَيْحاءُ بالفَخْرِ تَعْبَقُ
سَلِ الرُّكْنَ عنهمْ والحَطيمَ وزَمْزَماً
وأَرْضَ بني قَحْطانَ إِنْ هِيَ تَنْطِقُ
وساالْ بِهِمْ مِصْرَ المعالي وتُونُسا
وبَغْدادَ تَصْدُقْكَ الاحادِيثَ جِلَّقُ
وسَلْ انْ جَهِلْتَ العُرْبَ انْدَلَسا وما
أَقامُوا منَ الأَمْجادِ فِيها ونَمَّقُوا
يُجِبْكَ عُلاً يُرْوَى ومَجْدٌ مْحَقَّقٌ
وَواضَحُ اياتٍ وعِزٌّ مُعَتَّقُ
اذا طَوَتِ الايامُ ماضيَ عِزَّةٍ
سَناها بآيِ الهَدْيِ في الناسِ مُشْرِقُ
فَقَدْ أَيْقَظَ العُرْبَ الكِرامَ من الكَرَى
دَجىً مَرْعِدٌ بالنااباتِ ومُبْرِقُ
ونَبَّهَهُمْ منْ غَفْلَةِ النَّوْمِ والوَنَى
بَلاءٌ كأَمْثالِ الجِبالِ مُطَوِّقُ
وشَرَّدَ عنهمْ نَشْوَةَ الجَهْلِ والهَوَى
نَوائِبُ قدْ نابتْ وَوَيْلٌ مُخَنْدِقُ
وما العِيدُ إلاَّ أَنْ يَعُودَ لنا العُلاَ
وعَيْشٌ سَعيدٌ بالأَمانِيِّ مُورِقُ
شرح ومعاني كلمات قصيدة سالت لمن هذي المدافع تطلق
قصيدة سالت لمن هذي المدافع تطلق لـ مصطفى الغلاييني وعدد أبياتها ثمانية و عشرون.
عن مصطفى الغلاييني
مصطفى بن محمد سليم الغلاييني. شاعر من الخطباء الكتاب من أعضاء المجمع العلمي العربي مولده ووفاته ببيروت وتعلم بها وبمصر وتتلمذ على يد الشيخ محمد عبده سنة 1320هـ. ولما كان الدستور العثماني أصدر مجلة النبراس سنتين ببيروت ووظف فيها أستاذاً للعربية في المدرسة السلطانية أربع سنوات. وعين خطيباً للجيش العثماني الرابع في الحرب العالمية الأولى فصحبه من دمشق مخترقاً الصحراء إلى ترعة السويس من جهة الإسماعيلية وحضر المعركة والهزيمة. وعاد إلى بيروت مدرساً وبعد الحرب أقام مدة بدمشق وتطوع للعمل بجيشها العربي وعاد إلى بيروت فاعتقل بتهمة الاشتراك في مقتل أسعد بك المعروف بمدير الداخلية سنة 1922 وأفرج عنه فرحل إلى شرقي الأردن. فعهد إليه أميرها الشريف عبد الله بتعليم ابنيه فمكث مدة وانصرف إلى بيروت فنصب رئيساً للمجلس الإسلامي فيها وقاضياً شرعياً إلى أن توفي. من كتبه: (نظرات في اللغة والأدب -ط) و (عظة الناشئين -ط) ، و (لباب الخيار في سيرة النبي المختار -ط) ، و (الدروس العربية -ط) ، و (ديوان الغلاييني -ط) وغيرها من الكتب المثيرة.[١]
تعريف مصطفى الغلاييني في ويكيبيديا
مصطفى بن محمد بن سليم بن محي الدين بن مصطفى الغلاييني (ولد في بيروت سنة 1885 الموافق 1302 هـ) هو صحافي وأستاذ للعربية وقاضٍ ورئيس سابق للمجلس الإسلامي في بيروت. تعلم في بيروت والقاهرة، بدءاً من نشاطه العملي كأستاذ للغة العربية ومبادئ الفقه الشرعي بالكلية الإسلامية في بيروت، وكانت له حلقات علم في المسجد العمري الكبير بوسط المدينة. انضم سنة 1910م لجمعية الاتحاد والترقي وأصدر مجلته الشهرية النبراس والتحق بجمعية الإصلاح البيروتية، وأخيراً تطوع بالجيش العثماني وشارك بحرب الترعة ضد الجيش الإنجليزي، حيث أخفق الجيش العثماني باجتياز قناة السويس البحرية الاستراتيجية، وبعد ظهور راية الملك فيصل الأول العربية على مشارف بلاد الشام انضم الغلاييني إليه، فاختاره الأمير عبد الله بن الحسين ليدرس أبنائه اللغة العربية والعلوم الشرعية. عاد مصطفى الغلايييني وبعد سنتين من هذا المنصب التشريفي إلى مدينته بيروت ليواجه تهمة مقتل مدير الداخلية في حكومة دولة لبنان الكبير، حيث نقل إلى جزيرة أرواد واعتقل في سجنها المركزي سبعة أشهر، ثم أُطْلِقَ سراحه بحكم مشروط هو عدم العودة إلى بيروت، وأُبعد إلى فلسطين وما إن وصلت السفينة إلى يافا حتى خرج منها متوجهاً إلى بيروت ، فقررت المفوضية العليا الفرنسية اعتقاله بحبس انفرادي ثم أبعدته مرة أخرى إلى الحدود اللبنانية الفلسطينية ، فتوجه طوعاً إلى حيفا عند رئيس بلديتها (وهو صديق قديم له) إلى أن خفت وطئة فرنسا في الشرق، بسبب بوادر الحرب العالمية الثانية مع ألمانيا النازية، فعاد إلى بيروت للمرة الرابعة والاخيرة وتولى انتخابياً رئاسة المجلس الإسلامي ومستشاراً للمحكمة الشرعية العليا وقاضياً فيها، إلى أن وافته المنية في بيروت سنة 1944م.[٢]
- ↑ معجم الشعراء العرب
- ↑ مصطفى الغلاييني - ويكيبيديا