سبقت أياديك العلا منا المنى
أبيات قصيدة سبقت أياديك العلا منا المنى لـ حماد علي الباصوني

سَبَقَت أَياديكَ العُلا مِنّا المُنى
وَطَبَت مَفاخِرُكَ النُّهى وَالأَلسُنا
في كُلِّ مَيدانٍ أَزَرتَ جِهادَنا
وَأَرَيتَنا كَيفَ السِباقُ لِمَن وَنى
وَخَلَبتَ بِالصُنعِ الجَميلِ ضَمائِراً
وَأَضالِعاً وَمَسامِعاً وَالأَعيُنا
وَأَشعَتَ فينا قُوَّةً دَفّاعَةً
وَتَنافُساً حَتى هَزَزتَ الأَجبَنا
وَمَنَحتَ أَخيلَةَ اللَبيقِ سَماوَةً
وَمَكانَةً عَلياءَ تُغري الأَلكَنا
فَتَجاوَبَت بِكَ أَلسُنٌ وَتَسابَقَت
تَبغي رِضاكَ جَوانِحٌ لَن توهَنا
يا ناشِرَ العُمرانِ حَتّى أَصبَحَت
صُغرى القُرى خَيرَ المَدائِنِ مَسكَنا
تِلكُم مَيادينُ البِلادِ فَكُلُّها
مُلِئَت بِغَرسِ يَدَيكَ دانِيَةَ الجَنى
وَتَعَدَّدَت دَوحاتُها وَتَكاثَرَت
ثَمَراتُها حَتّى أَمَلنَ الأَغصُنا
شَمَلَت نَواحي الحاضِراتِ جُهودُكم
وَتَتابَعَ الإِصلاحُ أَبلَجَ أَبيَنا
مَولايَ إِنَّ تَفَضُّلاً في وَضعِكُم
أُسُسَ العُلا لَيسَ التَفَضُّلُ هَيِّنا
في كُلِّ إِقليمٍ وَكُلِّ مَدينَةٍ
تَستَقبِلُ التَكبيرَ مِن شَعبٍ عَنا
هَرَعَت إِلَيكَ مَدينَةُ المَنيا هَوىً
بِمُديرِنا وَشُيوخِنا وَشَبابِنا
وَأَتَت لساحَتِكَ الوُفودُ وَغالَهُم
حُبٌّ جَرى بِدِمائِهِم فَتَمَكَّنا
بِجَلالٍ رَأيِكَ قَد زَهَت وَتَجَدَّدَت
آياتُها فَسَعَت إِلَيكَ تَيَمُّنا
وَمَعالِمُ الزيناتِ في الغُدُواتِ وَال
رَوحاتِ أَعراسُ الكِنانَةِ وَالهَنا
وَعَلى ضِفافِ النَهرِ ذا مُتَنَزَّهٌ
قَد عانَقَ الرَيحانُ فيهِ السَوسَنا
عَقَدَت عَلَيهِ الكَهرباءُ عُقودَها
فَبَدَت وَزِبرِجُها النضيدُ تلوّنا
فَكَأَنَّهُ هَبَطَت عَلَيهِ كَواكِبٌ
دُرِّيَّةٌ لا بَل جَلالَتُكَ السَنا
أَسطارُ دُرٍّ فُصِّلَت بِلآلِئٍ
شِبهُ القَلائِدِ لِلعَقائلِ مُقتَنى
وَتَرَصَّعَت تيجانُها بِفُصوصِها
كُتِبَت بِجانِبِها يَعيشُ مَليكُنا
وَتَراقَصَت في النيلِ أَضواءٌ لَها
كَقُلوبِنا طَرَباً لِقُربِكَ بَينَنا
بَرَزَت دَراري مَجدِكُم وَضّاءَةً
قَد عانَقَت غُصناً تَرَنَّحَ فَاِنثَنى
قَد أَثمَرَت أَشجارُهُ وَنَخيلُهُ
ثَمَراً جَواهِرُهُ تُضيءُ المُنحَنى
فَتَبارَكَت أَيّامُكَ الغُرُّ الَّتي
حَوَتِ الرَغائِبَ وَالمَحاسِنَ وَالغِنى
وَالنيلُ لَمّا أَن رَكِبتَ عُبابَهُ
أَجرَيتَهُ مِنَناً فَفاضَ وَعَمَّنا
يَكفي زَمانَكَ غَبطَةً وَهَناءَةً
أَنّا لو اِرتَدنا السَماءَ لَأَمكَنا
مَجداً أَقَمتَ عَلى الزَمانِ مُخَلَّداً
وَمَكارِماً غَرّاءَ تَرفَعُ أَوهَنا
سَلِمَت خُطاكَ عَلى الصَباحِ وَسَدَّدَت
مِنكَ العِنايَةُ ما تَراهُ الأَحسَنا
وَرَأَيتَ في الفاروقِ قُرَّةَ أَعيُنٍ
وَبَلَغتَ في أَشبالِهِ كُلَّ المُنى
وَعَنَت لَهُ الأَملاكُ يَملِكُ أَمرَها
وَنُفوسَها وَزِمامَها وَالمَوطنا
وَبَقيتُما لِلنيلِ مَجرى عِزِّهِ
وَسَكَنتُما حُبّاً صَميمَ قُلوبِنا
شرح ومعاني كلمات قصيدة سبقت أياديك العلا منا المنى
قصيدة سبقت أياديك العلا منا المنى لـ حماد علي الباصوني وعدد أبياتها اثنان و ثلاثون.