سحابك في السماح لها انسجام

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة سحابك في السماح لها انسجام لـ السري الرفاء

اقتباس من قصيدة سحابك في السماح لها انسجام لـ السري الرفاء

سَحابُكَ في السَّماحِ لها انسجامُ

ونارُكَ في العَدُوِّ لها ضِرامُ

وصَوبُ يَدَيكَ ما جَرَتَا حياةٌ

تَعُمُّ بها البَرِيَّةَ أو حِمامُ

فمِن يُسراكَ تَنْهَلُّ المَنايا

ومن يُمناكَ تَنْهَلُّ الغَمامُ

عَهِدْنا مِنْكَ ذا نِقَمٍ ولكنْ

كَرُمْتَ ففيكَ نُعمى وانتقامُ

إذا ما اشتدَّ بأسُ اللهِ يوماً

على قومٍ فأنتَ له حُسامُ

رَمى بكَ شامخاتِ الرّومِ عَزمٌ

هو الإصباحُ ما عَنَّ الظَّلامُ

فحبُستَ خِلالَها بمسوَّماتٍ

يَشُقُّ على الجنائبِ ما تُسامُ

وقد كانَتْ لهم عِصَماً فأَضحَتْ

وليسَ بهنّ للعُصم ِاعتصامُ

نَظَرْتَ إلى الحُصونِ بها فخرَّتْ

كما خَرَّتْ لتقويضٍ خِيامُ

ولمّا أسهَلَتْ بكَ طالعاتٍ

أعِنَّتُها كما انقَضَّ الحِمامُ

وقد كانَتْ موَضَّحةً فغطَّى

على أوضاحِها الدَّمُ والقَتامُ

نَثرْتَ على الخليجِ الهامَ حتّى

كأنَّ حَصى الخليجِ طُلىً وهامُ

عُلىً بَعُدَتْ مسافَتُها ومَجْدٌ

تَعالَى أن يَهُمَّ بهِ هُمامُ

وآثارٌ تَمُرُّ بها اللَّيالي

وهُنَّ على جِباهِ الدَّهْرِ شامُ

لأغلبَ عامُه في السِّلْمِ يَومٌ

ولكنْ يَومُه في الحَربِ عامُ

يُضِيعُ الحَزمَ مَنْ ناواهُ حتَّى

يَبيتَ وما يُشَدُّ له حِزامُ

وأرَّقَه وَبَادَرَ في سُراه

إليه فما يُنيمُ ولا يَنامُ

حَلَفْتَ بما بَنَتْهُ لكَ العَوالي

منَ الشَّرَفِ الذي لا يُستَضامُ

وبارِقَتَيْنِ في يُمناكَ هذي

تُشامُ حَياً وهذي لا تُشامُ

لتَختَرِمَنَّ سائمةَ الأعادي

بأَرْوَعَ لا يُراعُ له سَوامُ

يُهَجِّرُ والرِّماحُ عليه ظِلٌّ

ويُسفِرُ والعَجاجُ له لِثامُ

وذي لَجَبٍ تَضِلُّ البيدُ فيه

وتُفتَقَدُ الضَّحاضحُ والإكامُ

نأَتْ أقطارُه فالأرضُ تُخْفي

جُموعاً والسَّماءُ له نَعامُ

كتائبُ للقَنا فيها اشتجارٌ

وللرّاياتِ والرّيحِ اختصامُ

أسَيفَ اللهِ أنتَ الناسُ طُرّاً

لِراجي العُرْفِ والدّنيا شآمُ

أَقَمْنا لا نَريمُ وسالَمَتْنا

بساحَتِكَ الخطوبُ فما نُرامُ

فكلُّ زَمانِنا أبداً ربيعٌ

وكلُّ شُهورِنا الشَّهرُ الحَرامُ

فِداؤُكَ مَنْ مَناقِبُهُ نُجومٌ

تَلوحُ ومَنْ مَواهِبُهُ جِسامُ

إذا ما كنتَ أكرمَ مَنْ علَيْها

فكيفَ أقولُ تَفديكَ اللِّئامُ

وقد طلبَ الملوكُ مَداكَ شأواً

فَخَامَوا عن مَداكَ وهم كِرامُ

عَلامَ حرَمْتَني إنشادَ شِعْري

لديكَ وقد تَناشَدَه الأنامُ

ولي فيكَ التي تُلغي القَوافي

إذا ذُكِرَتْ ويُمتَهَنُ الكَلامُ

تُقَصِّرُ عن مَداها الرِّيحُ جَرْياً

وتَعْجَزُ عن مواقِعِها السِّهامُ

تَناهَبَ حُسنَها شادٍ وحادٍ

تُحَثُّ بها المَطايا والمُدامُ

لكَ النِّعَمُ التي جَلَّتْ ولكن

دُنُوّي منك والقُربُ التَّمامُ

وتَشريفي القيامُ إزاءَ مَلْكٍ

ملوكُ العالَمِينَ له قِيامُ

وإحضاري إذا حَبَّرْتُ شِعْراً

لتسمعَ ما أُحَبِّرُ والسَّلامُ

شرح ومعاني كلمات قصيدة سحابك في السماح لها انسجام

قصيدة سحابك في السماح لها انسجام لـ السري الرفاء وعدد أبياتها سبعة و ثلاثون.

عن السري الرفاء

السرّي بن أحمد بن السرّي الكندي أبو الحسن. شاعر أديب من أهل الموصل، كان في صباه يرفو ويطرز في دكان له، فعرف بالرفاء ولما جاد شعره ومهر في الأدب قصد سيف الدولة بحلب، فمدحه وأقام عنده مدة، ثم انتقل بعد وفاته إلى بغداد. ومدح جماعة من الوزراء والأعيان، ونفق شعره إلى أن تصدى له الخالديان، وكانت بينه، وبينهما مهاجاة فآذياه وأبعداه عن مجالس الكبراء. فضاقت دنياه واضطر للعمل في الوراقة (النسخ والتجليد) ، فجلس يورق شعره ويبيعه، ثم نسخ لغيره بالأجرة. وركبه الدين، ومات ببغداد على تلك الحال. وكان عذب الألفاظ، مفتناً في التشبيهات ولم يكن له رواء ولا منظر. من كتبه (ديوان شعره ط) ، و (المحب والمحبوب والمشموم والمشروب - خ) .[١]

تعريف السري الرفاء في ويكيبيديا

أبو الحسن السري بن أحمد بن السري الكندي الرفاء الموصلي شاعر مشهور؛ كان في صباه يرفو ويطرز (يعمل خياطا) في دكان بالموصل ولذا سمي بالرفاء أي الخياط، وهو مع ذلك يتولع بالأدب وينظم الشعر، ولم يزل حتى جاد شعره ومهر فيه، وقصد سيف الدولة الحمداني بحلب ومدحه وأقام عنده مدة، ثم انتقل بعد وفاته إلى بغداد ومدح الوزير المهلبي وجماعة من رؤساء المدينة، وانتشر شعره وراج. وكانت بينه وبين أبي بكر محمد وأبي عثمان سعيد ابني هاشم الخالديين الموصليين الشاعرين المشهورين معاداة فادعى عليهما سرقة شعره وشعر غيره. وكان السري مغرى بكتابة ديوان أبي الفتح كشاجم الشاعر المشهور، وهو إذ ذاك ريحان الأدب بتلك البلاد فكان يقوم بدس أحسن شعر الخالديين فيما يكتبه من شعر كشاجم، ليزيد في حجم ما ينسخه وينفق سوقه ويغلي سعره ويشنع بذلك عليهما ويغض منهما ويظهر مصداق قوله في سرقتهما، فمن هذه الجهة وقعت في بعض النسخ من ديوان كشاجم زيادات ليست في الأصول المشهورة. وكان شاعرا مطبوعا عذب الألفاظ مليح المأخذ كثير الافتنان في التشبيهات والأوصاف، ولم يكن له رواء ولا منظر، ولا يحسن من العلوم غير قول الشعر، وقد عمل شعره قبل وفاته نحو 300 ورقة، ثم زاد بعد ذلك، وقد عمله بعض المحدثين الأدباء على حروف المعجم. ومن شعر السري أبيات يذكر فيها صناعته، فمنها قوله:

وللسري المذكور ديوان شعر كله جيد، وله كتاب المحب والمحبوب والمشموم والمشروب وكتاب الديرة. وكانت وفاته في العقد السابع من القرن الرابع الهجري ببغداد كما قال الخطيب البغدادي في تاريخه حوالي عام 366 هـ / 976م.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. السري الرفّاء - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي