سرت بين مرهوبين ليل منافق

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة سرت بين مرهوبين ليل منافق لـ عبد الحميد الديب

اقتباس من قصيدة سرت بين مرهوبين ليل منافق لـ عبد الحميد الديب

سرت بين مرهوبين ليل منافق

وبحر مدى الدنيا خفى الطرائق

كتائب فلك جنّدت لكريهة

وحرب بها تبيض سود المفارق

إذا مارست كانت جبال مرادة

وإن أقلعت كانت قلاع تسابق

ويعصمها من بغتة الخطب فتيةٌ

رضاع الوغى لم يعبأوا أي طارق

مرهفة أرواحهم وجسومهم

مضمخة أثوابهم بالمعابق

وهم بين دنيا البحر أشباه موجه

كماة نضال دائم متلاحق

وهم في مفاداة السفين وصونه

عطاشى إلى موت لدي الحرب شائق

تصدّت لهذا الفلك رقطاء خبأت

تجاعيدها من كيد رام وراشق

فألقت عليه مسعرا من جحيمها

أنابيل نار بين مرد وماحق

وزّكت نسور الجو قامت بغارة

رمايتها الشعواء تحصد ما بقي

فأصلت وأصلاها السفين جهنما

لظاها قضاء لم يجد أي عائق

بوارج تفنى الطائرات بحالق

وأخرى تقد الغائصات بساحق

ودوت بأرجاء الجحيم صواعق

لها أنصت الجبار إنصات حانق

تحد لماء البحر صخرية اللظى

به مهدر في العقل فهم الحقائق

قد اجتمع الضدان فلتسقط النهى

فقد تهلك الدنيا ببعض الخوارق

ورجعت الأرواح صيحات هالع

من الموت مذهول وصرخات غارق

وبارجة قاست بمحنة حينها

مقاساة توّاق لدنياه عاشق

تغوص وتطفو كالسراج إذا خبا

وهل بأرماق الذبيح المفارق

وكم دارعات هدهد الموت عابثا

بقيّات ألواح لها ونمارق

يدا الصبح ليلا بالمحيط وقد علا

إلى النجم وهاج اللظى والحرائق

ولم يقض غير القبطان وقد نجا

من الوت ملاحون فوق الزوارق

كذلك أبطال البحار وفاؤهم

لفلكهمو كالسلسل المتدافق

تبدى على ظهر السفينة واقفا

محاطا بأعلام لها وبيارق

وهامته فوق المواكب رفعة

ومن وجهه الوضاح فيض مشارق

فغاص وإياها قريرا كأنما

هما توأمان في رفات ملاصق

وما مر هذا الليل إلا على دم

سلاف لحى الحوت حناء نافق

قد احترقت فيه النجوم فما بدا

بها من دخان أو لظى أي بارق

ولم يبق في التيار إلا ثمالة

بقايا سفين أو بقايا خلائق

إذا لم تكن حرب البحار قيامة

فأشراطها منها عقيدة واثق

شرح ومعاني كلمات قصيدة سرت بين مرهوبين ليل منافق

قصيدة سرت بين مرهوبين ليل منافق لـ عبد الحميد الديب وعدد أبياتها تسعة و عشرون.

عن عبد الحميد الديب

عبد الحميد الديب. شاعر مصري، نشأ وعاش بائساً. قال أديب في وصفه: استحالت نفسه الشاعرة الثائرة إلى جحيم من الحقد على الناس جميعاً، ونعته بشاعر الجوع والألم. ولد بقرية كمشيش من أعمال المنوفية، وسكن القاهرة وتوفى بها، ودفن في كمشيش. في شعره جودة وقوة.[١]

تعريف عبد الحميد الديب في ويكيبيديا

عبد الحميد الديب شاعر وأديب مصري، كما تسمى بـ«وريث الصعاليك» ولد في يوليو من العام 1898م بقرية كمشيش، إحدى أعمال محافظة المنوفية بمصر، في أسرة بائسة يعولها ربها تاجر الماشية واللحوم الذي كان جُل نشاطه في المواسم والأعياد، نظرًا لطبيعة الوضع الاقتصادي للقرى المصرية في ذلك الحين.تسهب الروايات في وصف فقر الديب وعائلته، فتذكر مثلا أنه كان يرتدي الثياب الرثة، حتى في الأعياد ومواسم الفرح شأنه في ذلك شأن كثير من الأسر في القرى المعدمة والفقيرة، إلا أنه لم يصبح كلُ أبناء تلك الأسر شعراء ذوي صوتٍ يُسمَع، لذا لم نسمع بتفاصيل معاناة أحد منهم سوى «عبد الحميد الديب». ألحقَ والدُ الديب ابنه بالكُتّاب في قريته ليحفظ القرآن الكريم، وكان يحلم بأن يصبح ولدُه شيخ عمود بالأزهر، وهو أقصى طموح يمكن لأب قروي أن يطوله في ذلك الحين. ولكن كانت لـ«عبد الحميد» مآربُ أخرى من وراء مخالطته للأزهريين، فعن طريقهم حصل على دواوين أعلام الشعراء العرب كالمتنبي وابن الرومي والمعري وأبي نواس وغيرهم، فأشبع بها نهمه إلى القراءة، ورأى في نفسه هوًى إلى الشعر الحزين الباكي الذي يرثي النفس ويتقطع عليها أسًى، فقد وجد فيه تصويرًا لحاله، ومواساةً لبؤسه وحرمانه.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. عبد الحميد الديب - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي