سرى والدراري ثغره وعقوده

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة سرى والدراري ثغره وعقوده لـ ابن حجر العسقلاني

اقتباس من قصيدة سرى والدراري ثغره وعقوده لـ ابن حجر العسقلاني

سَرى وَالدراري ثغره وَعقودُهُ

خَيالٌ وَفَت لي بِالوصال عقودهُ

وَما زارَني إِلّا كلمحة بارِقٍ

وَعُدتُ إِلى سهدي وَعاد صدودُهُ

يزوِّرُهُ بَدرٌ عَزيزٌ مَنالُهُ

فَكلّ محبّ بِالغَرام شَهيدهُ

مُهَفهفُ قدٍّ مترفُ الجسم أغيدٌ

تَكاد عقود الغانِيات تؤودهُ

هِلالٌ وَلَكِنَّ القُلوب مَحلُّهُ

غَزالٌ وَلَكِن العذار زرودهُ

لَهُ مِن سَنا الخدّ البهيّ نضارُهُ

وَمن نظَرِ اللّحظ القَويّ حديدهُ

وَلمّا اِستَقَلَّ الرَكبُ بِالصَبر راحِلاً

غَدَوتُ كَأَنّي في الجَوى أَستَزيدهُ

فَما الروضُ في ثَوبٍ كَسَتهُ يَد الحَيا

فَرقَّت حَواشيهِ وَراقَت برودهُ

بِأظرفَ مِن أَخلاقِهِ وَحَديثِهِ

وَلا سيّما لَمّا تَرَنَّمَ عودهُ

أَبدرَ الدّجى مَهلاً ورفقاً بمدنفٍ

جَفاك شَقاه وَالوِصالُ سعودهُ

قَد اِصفرّ في يَوم القِلى منك جسمهُ

وَما اِخضرَّ في يَوم اللقا بك عودُهُ

فَلا وَقَوامٍ مِنكَ يهتزّ كاللوا

ذَوائِبُكَ اللّاتي عُقِدنَ بُنودهُ

وَجفنٍ كَسَيفٍ وجنتاكِ فرِندُهُ

صَقيلٍ وَلَكِنّ القلوب غمودهُ

وَثَغرٍ بِهِ ماء الحَياة وَدُرُّها

وَلَكِن لخضر الخدّ مِنكَ ورودهُ

وَأَيّامِ وَصلٍ ما سواك يُعيدها

لِصبٍّ سَقيم ما سواك يعودهُ

لَقَد ضَلَّ عَقلي في هَواكَ وَلَم يفِد

وَحقّك من هَذا النَسيبِ نَشيدُهُ

وَما ليَ ذنبٌ غير أَنّي متيّمٌ

حليفُ جوىً صَبُّ الفؤادِ عميدهُ

فَيا ناهِباً مِن مُقلَتي سِنَةَ الكرى

فِدىً لك مَنهوبُ الرقاد شريدهُ

وَيا وَعدَ من أَهواه ما لَكَ مُخلفاً

وَأَنتَ منى قَلب المَشوقِ وَعيدهُ

عَسى قَلبُ مَن يَهوى تنعِّمُ بالهُ

أَيادي الرضى عَبدِ العَزيز وَجودُهُ

فَللملك المَنصور في الأَرضِ كلّها

ثَناءٌ إِلى أفق السَماء صعودُهُ

مَليكٌ لَهُ في الخافقَينِ مآثِرٌ

يَدوم بِها طولَ الزَمان وجودُهُ

ومولىً عَلا قَدراً وَرأياً وَمَنزِلاً

وَبَيتاً وَأَصلاً واضِحاتٍ سعودهُ

أَضافَ إِلى البِشرِ المَهابَة وَالنَدى

كَغيث تَوالى بَرقه وَرعودهُ

وَمدّ يَد الجَدوى لِمُثنٍ وَجاحدٍ

سواء لَديهِ شاكِرٌ وجحودهُ

فَأَمّا الَّذي يُثني فَيَزدادُ شكرُهُ

وَبالشكرِ حَقّاً يَستَزيدُ مَزيدُهُ

وَأَمّا الَّذي مِن شأنه الجحدُ فَهوَ لا

يَزال إِلى أَن يَضمحلَّ جحودهُ

كَذا فَليَكُن جودُ الملوك ومن يَكُن

لَهُ غَيرُ هَذا مَلكٌ مات جودهُ

ومن لَم يدبِّر هَكَذا اِنهَدَّ رُكنُهُ

وَهَذا بحسنِ الرأيِ يَقوى مَشيدهُ

وَمَن كانَ مَنسوباً لصحب محمّد

فَللفلك الأَعلى يَكون صعودهُ

حَميدُ السَجايا يَملأ العينَ بَهجَةً

لَقَد فازَ مَحمود المَقال حَميدُهُ

لَهُ قَلمٌ في مدَّة من مداده

غنى الدهر أَو قمعاً يَراه حسودهُ

يَفوح وَيُجنى يطربُ الصَحبَ يَطعَنُ ال

عدى فَعَلى الأَحوال بورك عودهُ

وَحِلمٌ يحكُّ الشامِخاتِ عمودُهُ

وَبأسٌ يَدُكُّ الراسِياتِ جَليدهُ

إِلَيكَ أَميرَ المُسلمين بعثت ما

يَنوب مَنابي في التَحايا ورودهُ

قَصيداً يَروق السمع إِن يصغِ مُنصِتٌ

إِلَيها يقُل قَد قال صِدقاً قَصيدُهُ

مَدَحتُك حُبّاً في فَضائِل جُمِّعَت

لديك فَقَلبي لِلسماع عَميدهُ

وَأَرسَلتُها مِن مصر من بعد أَن سَعَت

وَطافَت بِبَيتٍ قَد تَعاظَم عيدهُ

دَعَوتُ لَكُم بِالنَصر في كُلِّ مَشهَدٍ

وَكَم مشعَرٍ قَد طاب فيكم شهودهُ

فعزّك لا ذلٌّ يُلاقيهِ دائِماً

وَملكك في الدُنيا يَدوم خلودهُ

شرح ومعاني كلمات قصيدة سرى والدراري ثغره وعقوده

قصيدة سرى والدراري ثغره وعقوده لـ ابن حجر العسقلاني وعدد أبياتها أربعون.

عن ابن حجر العسقلاني

أحمد بن علي بن محمد الكناني العسقلاني أبو الفضل شهاب الدين بن حجر. من أئمة العلم والتاريخ أصله من عسقلان (بفلسطين) ومولده ووفاته بالقاهرة، ولع بالأدب والشعر ثم أقبل على الحديث. ورحل إلى اليمن والحجاز وغيرهما لسماع الشيوخ، وعلت شهرته فقصده الناس للأخذ عنه وأصبح حافظ الإسلام في عصره. وكان فصيح اللسان، راوية للشعر، عارِفاً بأيام المتقدمين وأخبار المتأخرين صبيح الوجه، وولي قضاء مصر عدة مرات ثم اعتزل. تصانيفه كثيره جليلة منها: (الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة-ط) ، و (لسان الميزان-ط) تراجم، و (ديوان شعر-ح) ، و (تهذيب التهذيب-ط) ، و (الإصابة في تمييز الصحابة-ط) وغيرها الكثير.[١]

تعريف ابن حجر العسقلاني في ويكيبيديا

شهاب الدين أبو الفضل أحمد بن علي بن محمد بن محمد بن علي بن محمود بن أحمد بن أحمد الكناني العسقلاني ثم المصري الشافعي (شعبان 773 هـ/1371م - ذو الحجة 852 هـ/1449م)، مُحدِّث وعالم مسلم، شافعي المذهب، لُقب بعدة ألقاب منها شيخ الإسلام وأمير المؤمنين في الحديث،(1) أصله من مدينة عسقلان، ولد الحافظ ابن حجر العسقلاني في شهر شعبان سنة 773 هـ في الفسطاط، توفي والده وهو صغير، فتربّى في حضانة أحد أوصياء أبيه، ودرس العلم، وتولّى التدريس.ولع بالأدب والشعر ثم أقبل على علم الحديث، ورحل داخل مصر وإلى اليمن والحجاز والشام وغيرها لسماع الشيوخ، وعمل بالحديث وشرح صحيح البخاري في كتابه فتح الباري، فاشتهر اسمه، قال السخاوي: «انتشرت مصنفاته في حياته وتهادتها الملوك وكتبها الأكابر.»، وله العديد من المصنفات الأخرى، عدَّها السخاوي 270 مصنفًا، وذكر السيوطي أنها 200 مصنف. وقد تنوعت مصنفاته، فصنف في علوم القرآن، وعلوم الحديث، والفقه، والتاريخ، وغير ذلك من أشهرها: تقريب التهذيب، ولسان الميزان، والدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة، وألقاب الرواة، وغيرها. تولى ابن حجر الإفتاء واشتغل في دار العدل وكان قاضي قضاة الشافعية. وعني ابن حجر عناية فائقة بالتدريس، واشتغل به ولم يكن يصرفه عنه شيء حتى أيام توليه القضاء والإفتاء، وقد درّس في أشهر المدارس في العالم الإسلامي في عهده من مثل: المدرسة الشيخونية والمحمودية والحسنية والبيبرسية والفخرية والصلاحية والمؤيدية ومدرسة جمال الدين الأستادار في القاهرة. توفي في 852 هـ بالقاهرة.[٢]

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي