سرينا لنمحو الاثم أو نغم الاجرا

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة سرينا لنمحو الاثم أو نغم الاجرا لـ عبد الباقي العمري

اقتباس من قصيدة سرينا لنمحو الاثم أو نغم الاجرا لـ عبد الباقي العمري

سرينا لنمحو الاثم أو نغم الاجرا

لزورة من تمحو زيارته الوزرا

وسارت وقد أرخى علينا الدجاسترا

بنا من بنات الماء للكوفة الغرَّا

سبوح سرت ليلا فسبحان من أسرى

تخيرتها دون السفائن مركبا

وأعددتها للسير شرقا ومغربا

فكانت كمثل الطيران رمت مطلبا

تمد جناحها من قوادمه الصبا

تروم باكناف الغري لها وكرا

وكانت تحلى قبل هذا تجملا

وقد غذيت فيما أمرَّ الذي حلا

أظن على فقد الشهيد بكربلا

كساها الأسى ثوب الحداد ومن حلى

تجملها بالصبر لا عجها أعرى

إلى موقف سرنا بغير توقف

يزيد بكائي عنده بتلهف

ولما تجارينا بفلك ومدنف

جرت فجرى كل إلى خير موقف

يقول لعينيه قفا نبك من ذكرى

ترامت بنا فلك فيا نعم مرتمي

إلى درة الفخر التي لن تقوَّما

فخضنا إليه البحر والبحر قد طما

وكم غمرة خضنا إليه وإنما

يخوض عباب البحر من يطلب الدرا

إلى مرقد يعلو السماكين منزلا

وقد نال ما نال الضراح من العلا

نسير ولا نلوى عن السير معدلا

نؤم ضريحا ما الضراح وإن علا

بأرفع منه ولا ساكنه قدرا

فزوج ابنة المختار كان غضنفرا

علا وارتضته الطهر من سائر الورى

أتعرف من هذا الذي طال مفخرا

حوى المرتضى سيف القضا أسد الشرى

علي الذرى بل زوج فاطمة الزهرا

عيون الورى إن لاحظت منه كنهه

ترد عن التشبيه حسرى فينتهوا

وان مقاما لا ترى العين شبهه

مقام علي كرَّم الله وجهه

مقام علي ردَّ عين العلا حسرى

لقد صير الغبراء خضراء قبره

وأشرق فيها في الحقيقة بدره

وقد وافق الاعجاز لله درَّه

أثير مع الأفلاك خالف دوره

فمن فوقه الغبرا ومن تحته الخضرا

أحاط بنا علما فليت سليقة

تفيد علوما عن علاه دقيقة

مجازا وقد جزنا إليه طريقة

أحطنا به وهو المحيط حقيقة

بنا فتعالى ان نحيط به خبرا

فطف في مقام حلَّ فيه ولبه

تر العالم الأعلى حفيفا بتربه

فكالمسجد الاقصى وأي تشبه

تطوف من الاملاك طائفة به

فتسجد في محراب جامعه شكرا

فأثنى عليه من علا مثل من دنا

وكل بما أثنى أجاد وأحسنا

فحزب من الدانين إذ ذاك أعلنا

وحزب من العالين يهتف بالثنا

عليه بوحي كدت أسمعه جهرا

حججنا إلى بيت علا بجنابه

عشية أوينا إلى باب غابه

ومن قد سمت أرتكان كعبتنا به

جدير بأن يأوى الحجيج لبابه

ويلمس من أركان كعبته الجدرا

فيوض علوم الله من قدم حوى

فقسم منها ما أفاد وما احتوى

ومن قبل ما يثوي ومن بعد ما ثوى

حري بتقسيم الفيوض وما سوى

أبي الحسنين الاحسنين بها أحرى

ظللنا وكم جان لديه ومذنب

وذي حاجة منا وصاحب مطلب

نقبل الاجفان تهمى بصيب

ثرى منه في الدنيا الثراء لمترب

وللمذنب الجاني الشفاعة في الاخرى

خدمنا أمير المؤمنين بموطن

نعفر فيه الوجه قصد تيمن

ويخدم قبر المرتضى كل مؤمن

بأهداف أجفان وأحداق أعين

وحرَّ وجوه عفرتها يد الغبرا

أزلنا غبارا كان في قبر حيدر

فلاح كغمد المشرفيِّ المشهر

ولا غرو في ذاك المكان المطهر

أمطنا القذى عن جفن سيف مذكر

أجرَّ سيوف الله أشهرها ذكرا

تبدَّى سني أنواره وتبينا

غداة جلونا قبره فتزينا

فحير أفهاما وأبره أعينا

فوالله ما ندري وقد سطع السنا

جلونا قرابا أم جلينا له قبرا

شرح ومعاني كلمات قصيدة سرينا لنمحو الاثم أو نغم الاجرا

قصيدة سرينا لنمحو الاثم أو نغم الاجرا لـ عبد الباقي العمري وعدد أبياتها أربعة و خمسون.

عن عبد الباقي العمري

عبد الباقي بن سليمان بن أحمد العمري الفاروقي الموصلي. شاعر، مؤرخ. ولد بالموصل، وولي فيها ثم ببغداد أعمالاً حكومية، وتوفي ببغداد. وفيه: أنه كان يلقب بالفوري، لإنشاده الشعر على الفور. والروض الأزهر وفيه: أنه أرخ عام وفاته بنفسه وكتبه بخطه، فقال: (بلسان يوحد الله أرخ ذاق كأس المنون عبد الباقي) . له (الترياق الفاروقي-ط) وهو ديوان شعر، و (نزهة الدهر في تراجم فضلاء العصر) ، و (نزهة الدنيا-خ) ترجم فيه بعض رجال الموصل من معاصريه، و (الباقيات الصالحات) قصائد في مدح أهل البيت، و (أهلة الأفكار في مغاني الابتكار) من شعره.[١]

تعريف عبد الباقي العمري في ويكيبيديا

عبد الباقي افندي بن سليمان بن أحمد العمري الفاروقي الموصلي يمتد نسبه إلى عاصم ابن الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، حيث انه من ابرز ما انجبت الاسرة العمرية الشهيرة في العراق ومن أشهر رجالات هذه الاسرة في مجالي السياسة والأدب. ولد في الموصل عام 1203هـ/ 1788م، وولي فيها ثم ولي بغداد أعمالاً حكومية رفيعة في الدولة العثمانية منها منصب كتخدا بغداد والموصل و (منصب كتخدا يعني منصب نائب الوالي)، وحينما شغل العمري وظيفة الكتخدائية أختار من اعيان الموصل وفداً رأسه بنفسه ووفد به على داود باشا والي بغداد يلتمسه في تولية يحيى باشا، وكان داود باشا والي بغداد معروفا بالأبهة والكبرياء مايملأ مراجعيه وزائريه هيبة وخوفاً، حتى في يوم الجمعة وهو يوم جلوسه لاستقبال الضيوف وأكثر من ذلك فقد نقل عن مدى تأثير جبروته وغلظته على زائريه أنهم لم يجرؤوا على تناول القهوة التي تقدم في مجلسه. وعلى وضعية هذا الوالي المليئة بالمهابة. دخل عليه الوفد الموصلي برئاسة الشاعر العمري وجلس بجانب الوالي وتناول قهوته التي قدمت له من دون أن تؤثر هيبة الوالي عليه. وبعد أن استفسر الوالي حاجته. اجابه بالبيتين التاليين: يامليك البلاد منيتي حاشاك..... مثلي يعود منك كسيرا أنت هارون وقته ورجائي..... أن أرى في حماك يحيى وزيرا فاعجب الوالي بموقفه ولباقته وجمال توريته فأصدر أمره برفع الطلب إلى السلطان العثماني للموافقة عليه، ولما تميز به الشاعر عبد الباقي من ذكاء ومهارة سياسية وإدارية فضلا عن مهارته الأدبية التي اهلته لتقلد، ومنذ فترة مبكرة من سني حياته منصب كتخدا ولاية الموصل في عهد الوالي يحيى باشا الجليلي وله في الوزير يحيى باشا الجليلي ديوان من الشعر وهو الديوان المسمى نزهة الدنيا في محامد الوزير يحيى. وعبد الباقي العمري هو ابن عم قاسم باشا العمري الذي قاد أول ثورة شعبية ضد الدولة العثمانية في العراق انتهت بمصرع الوالي المعين من قبلها في الموصل وتنصيبه واليا على الموصل، ومن ثم قيادته للحملة العسكرية الموجهة لاسقاط داود باشا والي بغداد وانهاء حكم المماليك في العراق، حيث رافق عبد الباقي العمري ابن عمه قاسم باشا في هذه الحملة وتولى قيادتها بعد مقتله ولحين وصول الجيش الذي يقوده علي رضا باشا اللاز والي حلب، حيث قتل قاسم باشا بعد دخوله بغداد وتنصيبه واليا عليها بفترة قصيرة. وعبد الباقي العمري هو شقيق محمود منيب الذي تولى تربية وتوجيه الملا عثمان الموصلي بعد ان كف بصره وفقد والديه وهو طفل صغير. وعبد الباقي العمري هو عم أحمد عزت باشا العمري الفاروقي رئيس تحرير جريدة الزوراء وهي أول صحيفة عراقية صدرت في عهد الوالي مدحت باشا، والذي شغل منصب متصرف في شهرزور، ثم متصرفا في الأحساء ثم متصرفا في تعز في اليمن. ثم عاد ليقيم في الاستانة مشتغلا بالعلم والأدب ونظم الشعر والتأليف، ومن مؤلفاته كتاب الطراز الانفس في شعر الاخرس. والشاعر عبد الباقي العمري هو أيضا عم والد سامي باشا العمري الفاروقي ابن علي الرضا، عضو مجلس الأعيان العثماني، والملحق العسكري العثماني في برلين، وقائد الحملة العثمانية (الحملة الحورانية) على جبل الدروز في سوريا، وقائد الحملة العثمانية على الكرك في الأردن، ووالي المدينة المنورة لاربع سنوات (1320هـ - 1324هـ)، وقائد الحملة العثمانية التي جهزتها الدولة العثمانية لمحاربة ابن سعود. وعبد الباقي العمري هو جد رشيد العمري متصرف لواء الرمادي في اواخر عهد الدولة العثمانية، وعبد الباقي العمري هو والد جد ناظم العمري صاحب الندوة العمرية في الموصل وعضو اللجنة التنفيذية للدفاع عن عروبة الموصل ضد محاولات ضمها إلى تركيا عام 1925 (وهي لجنة منتخبة من قبل اهالي ووجهاء الموصل كلفت بالدفاع عن عروبة الموصل وعراقيتها). ومن انجازات عبد الباقي العمري قيادة الحملة العسكرية التي جهزتها الدولة العثمانية للقضاء على الفتنة التي شبت بين قبيلتي الزكرت والشمرت في النجف حيث قضى على الفتنة دون أن يريق قطرة واحدة من الدماء ونال بذلك ثناء القبيلتين المتحاربتين ويعد الشاعر عبد الباقي العمري من ابرز الشعراء في مدح آل البيت رضوان الله عليهم حيث اجاد في مدحهم بشعر كثير شغل معظم ديوانه الشهير (الترياق الفاروقي) إضافة إلى ديوانه الباقيات الصالحات، ومن ابرز قصائده في هذا المجال قصيدته الشهيرة في مدح الخليفة الراشد علي بن أبي طالب والتي مطلعها: أنت العلي الذي فوق العُلا رُفِعا _ ببطن مكة وسط البيت إذ وُضعا_ سمتك امُك بنت الليث حيدرةً _ اكرم بلبوة ليثٍ انجبت سبُعا_ وأنت حيدرة الغاب الذي اسد البرج _ السماويِ عنه خاسئاً رجعا_ وأنت باب تعالى شأنُ حارسه _ بغير راحة روح القدس ما قُرعا وللعمري قصائد غزل عذبة تمور بالرقة والشاعرية، إضافة إلى كتابته أكثر من موشح غني بالصور والظلال وفرح الألوان في الطبيعة المتألقة المتفتحة، وهي موشحات تحتفي بالحياة وتمجد الجمال. وكان له مجلس في بغداد يحضره مع الشيخ أبو الثناء محمود الآلوسي مفتي بغداد، والشاعر عبد الغفار الأخرس، وله مخاطبات ادبية وشعرية رقيقة مع ادباء وشعراء النجف الاشرف، وهو أول من أطلق لقب (الملائكة)، على عائلة الشاعرة الكبيرة نازك الملائكة، ولقد دون شعر عبد الباقي العمري في ديوانه المعروف ب (الترياق الفاروقي) والذي طبع طبعتين في مصر وطبع طبعة أخرى على مطابع النعمان في النجف الاشرف، ولقد ترجم له الدكتور محمد مهدي البصير في كتابه نهضة العراق الأدبية بطبعتيه الأولى والثانية ترجمة وافية إضافة إلى تراجم أخرى كثيرة لكتاب اخرين. وكان يلقب بالفوري، لإنشاده الشعر على الفور. ويقول صاحب الروض الأزهر «أنه أرخ عام وفاته بنفسه وكتبه بخطه، فقال:[بلسان يوحد الله أرخ ذاق كأس المنون عبد الباقي]». خلف عبد الباقي العمري ثلاثة من الأبناء الذكور هم كل من (سليمان فهيم) و (حسين حسني) و (محمد وجيهي)، هاجر اثنان منهم إلى مصر وهم كل من حسين حسني ومحمد وجيهي وشغلا هناك مناصب مهمة في مصر الخديوية منها متصرفية حلوان وانقطعت ذريتهم هناك، وكان آخر من تبقى من ذريتهم هناك السفير محمد طاهر العمري سفير مصر في الفاتيكان في خمسينيات القرن الماضي، اما سليمان فهيم فقد بقي في العراق وتقطن ذريته حاليا في مدينة الموصل ويعدون من ابرز اعيانها ويمتهن معظمهم زراعة الأراضي الزراعية التي يمتلكونها هناك. ومن عائلته (ياسين ابن خير الله العمري) المتوفى بعد سنة 1235هـ/ 1818م، وهو أحد المؤلفين المشهورين في الموصل. حيث قام الدكتور بدري محمد فهد بتحقيق كتابه (منهج الثقات في تراجم القضاة) وطبع في دار الغرب الإسلامي عام 2010.[٢]

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي