سعد المدارس وافاه بلا مهل
أبيات قصيدة سعد المدارس وافاه بلا مهل لـ صالح مجدي
سَعد المَدارس وافاه بِلا مَهلِ
لَما بَدا أَدهَمٌ كَالشَمس في الحَمَلِ
عَرَفانُه أَشرقت أَنوارُه وَعلت
في مَصر وَاِنتَشَرَت بِالسَهل وَالجَبل
إِن كُنتَ تُنكر ما أَسداه مِن نعمٍ
وَمِن عُلومٍ تَحلَّت مِنهُ بِالعمل
دَع عَنكَ يا جاهِلاً إِنكارَ مَعرفة
ما حازَها غَيرُه في الأَعصر الأُوَل
تَراكَ تَجهل يا أَعمى سِياستَه
مِن بعد ما اِشتهرت في سائر الدول
أَما سَمعت بِأَن الانكليز رَأوا
أَعماله فَأَقرّوها بِلا جَدَل
فَرانسا أَهلُها بِالحَقِّ قَد شَهِدوا
لِرَأيه الصائبِ الخالي عَن الخطل
نَمسا وَإِيطاليا وَالترك ما جَهِلوا
مَقام هَذا الهمام الفاضل البَطَل
دُروسُه أَنقذتنا مِن ضلالتنا
وَأَرشدتنا إِلى التَفصيل وَالجمل
يا كاشف الضر عَن حصن الفُنون وَمن
أَحيا مَعالمها في سائر السبل
نجم الهَنا لاحَ في أُفق السُعود لَنا
مِن نُور تَدبيرك العاري عَن الزَلل
إِن ارتحالك عَنا قَد أَضرّ بِنا
لَكن صَبَرنا عَلى الأَهوال وَالعلل
أَرادَ يطفئ مِن حسدٍ
أَنوار عرفاننا بِالجهل وَالثقل
دارَت بِهِ دائِرات الهَم في بَلَدٍ
حَبوتَ أَبناءه بِالفَضل وَالحلل
هَيهات يُبلغ هَذا بغيته
فِينا لدفعك عَنا ريبة الفَشل
ما بالنا الآن لا نثني عَلَيك وَقَد
منحتنا فَوقَ ما نَرضى مِن الأَمَل
بِالحَزم أَحييت نَفس الوَقف مِن شغفٍ
بِالخَير وَالأَمرُ في هَذا المَقام جلي
أَحكمت بنيانه في مصرنا فَخَلا
بِحُسن رَأيك عَن عَيبٍ وَعَن خَلل
شَيدت أَركانه في ملَّةٍ سعدت
بِبَدر فهمِك وَاِمتازَت عَن المِلَل
أَما القَضايا فَقَد أَوضحت مشكلَها
وَما عدلتَ عَن الإِثبات مِن ملل
رَكضتَ في رَوضها أَفراسَ مختبرٍ
بِالرَأي عِندَ اللقا وَالطَعنِ بِالأَسل
بلغت فَوقَ الَّذي أَمَّلتَه وَغَدَت
أَوصافك الغرّ لا تخفى عَلى رجل
أَنشأت أَسلحةً مَوصوفةً قمعت
أَهل المَفاسد وَالبُهتان وَالحيل
لانَ الحَديدُ لِداودٍ فزدتَ لَنا
في صُنعه صَنعةَ الأَهوانِ وَالكِلَل
عُلِّمْتَ عِلمَ سليمانٍ وَمنطقَهُ
فَصرت للعلم وَالأَعمال كَالمثل
لا زلت للفضل وَالتَدبير خَير أَب
يَسوس أَبناءه وَالغَيرُ في خبل
وَلا برحت تُهادَى مِن مَدائحنا
بِما تَجود بِهِ أَفكار مشتغل
ما قُلتُ يَوم الصَفا وَالشَمسُ مُشرِقَةٌ
سَعد المَدارس وافانا بِلا مهل
شرح ومعاني كلمات قصيدة سعد المدارس وافاه بلا مهل
قصيدة سعد المدارس وافاه بلا مهل لـ صالح مجدي وعدد أبياتها ثمانية و عشرون.
عن صالح مجدي
محمد بن صالح بن أحمد بن محمد بن علي بن أحمد بن الشريف مجد الدين. باحث، مترجم، له شعر، من أهل مصر، أصله من مكة، انتقل جده الأعلى الشريف مجد الدين إلى الديار المصرية، فولد صاحب الترجمة في أبي رجوان (من أعمال الجيزة) وتعلم في حلوان ثم بمدرسة الألسن بالقاهرة، ونشأ نشأة عسكرية، ثم تحول إلى القضاء، وتوفي بالقاهرة. ترجم عن الفرنسية كتباً كثيرة، ولما ولي الخديوي إسماعيل، انتدبه لترجمة القوانين الفرنسية المعروفة باسم (كود نابليون Code Napteon) فترجمها إلى العربية. وتعلم الإنجليزية سنة 1286هـ. وله (ديوان شعر -ط) قال على مبارك: له من الكتب المترجمة والمؤلفات ما يزيد على 65 كتاباً ورسالة منها: (المطالب المنفية في الاستحكامات الخفية- ط) ، و (ثمانية عشر يوماً في صعيد مصر-ط) .[١]
- ↑ معجم الشعراء العرب