سعروها في البحر حربا ضروسا
أبيات قصيدة سعروها في البحر حربا ضروسا لـ معروف الرصافي
سَعَروها في البحر حرباً ضروساً
تأكل المالَ نارُها والنفوسا
قرب توشيما قد تصادم أسطو
لان أردى اليابان فيه الروسا
يوم طوغو دها بأسطوله الرو
س قتالاً وكان يوماً عبوسا
فحَداها بوارجاً تملأ البح
ر وقاراً طوراً وطوراً بُوسا
كل مَخّارة إذا حَرَّكت دُفّ
اعها خضخضت به القاموسا
مذ بنَوها لهم كنيسة حرب
تخذت كل مدفع ناقوسا
عرش بلقيس في المناعة لكن
قد حكت في احتشامها بلقيسا
ألبسوها من الحديد وِشاحاً
فتهادت على العُباب عروسا
وإذا تنشر البُنود النص
رَ فيها تخالها الطاوسا
وإذا جنّها على البحر ليلٌ
أطلع الكهرباء فيها شموسا
قد أبى بأسها الشديد سوى الفُو
لاذ درعاً لجسمها ولَبُوسا
سيّروا البرق بينهنّ رسولاً
صادقاً ليس يعرِف التدليسا
فهو فيها لسان صدق يؤدّي
دون سلك كلامها المأنوسا
إنما ملكه الأثير الذي را
ح بطَيّ اهتزازه مدسوسا
جهَّزوها مدافعاً فغرت أف
واه نار قدِ اْلتَقَمْنَ الشوسا
دلعت ألسناً من النار حُمراً
ويلَ من قد غدا بها مَلحوسا
ترسل الموت في قنابلها كالشُهْ
ب ذريعاً مستأصلاً عِتْريسا
طالما بانفجارها انفلق البح
ر انفلاقاً مذكراً عهد موسى
بَثّ أسطوله فلبّسه طو
غو بأسطول خصمه تلبيسا
حيث قد أجفلت من اللجج الحي
تان تَخشى من اللهيب مسيسا
وعلا البحر مُكفَهِرَ غمام
من دخان همى ولكن بوسى
ثار طرّادهم يجيش بنسّا
فات سُفن لهم سَجرن الوطيسا
كجبال تَرى البراكينَ فيها
تقذف الموت جارفاً والنُحوسا
فأباحوهمُ هنالك قتلاً
واغتناماً نفوسَهم والنُفيسا
فسل اليَمّ كم تضمّن منهم
مُغْرَقاً في عُبابه مغموسا
هاجموه وللهياج سعير
ملأت واسع الخِضَمّ حسيسا
فكَسَوْهم من الهَوان لَبُوسا
وسَقَوْهم من المنون كؤوسا
صرعت في الوغى ليوث من اليا
بان أسطول خصمها مفروسا
فانتضَوْها عزائماً ماضيات
طأطأ الروس دونهنّ الرءوسا
وجلّوْها في الروع بيض فِعال
أقرأتهم كتب الفَخار دروسا
إن يوماً لهم تقضىَ بتوشيما لي
وم بالذكر زان الطروسا
بات طوغو يجني الأماني إذ با
ت قنوطاً عدوُّه ويَؤوسا
قائد لم يَرِدْ لظى الحرب إلاّ
مصدراً رأيه لها جاسوسا
تاه أسطوله على اليَمّ عُجباً
حين أضحى لمثله مرؤسا
إن شهماً تقلّد العقل سيفاً
لحَرِيٌ بأن يكون رئيسا
ومليكاً وَلّى عنهمُ كم سعَوا في
ه خميساً عرمرماً فخميسا
رجلاً يملأ الفضاء وخَيلاً
حملت للوغى الكماة الشُوسا
صوَّبوها بنادقاً تطلق المو
ت رصاصاً به أبادوا النفوسا
فأقاموا بها على الروس حرباً
عبدوا نارها وليسوا مجوسا
هكذا شيّدوا بناء المعالي
هكذا أحسنوا لها التأسيسا
شرح ومعاني كلمات قصيدة سعروها في البحر حربا ضروسا
قصيدة سعروها في البحر حربا ضروسا لـ معروف الرصافي وعدد أبياتها أربعون.
عن معروف الرصافي
معروف بن عبد الغني البغدادي الرصافي. شاعر العراق في عصره، من أعضاء المجمع العلمي العربي (بدمشق) ، أصله من عشيرة الجبارة في كركوك، ويقال إنها علوية النسب. ولد ببغداد، ونشأ بها في الرصافة، وتلقى دروسه الابتدائية في المدرسة الرشيدية العسكرية، ولم يحرز شهادتها. وتتلمذ لمحمود شكري الآلوسي في علوم العربية وغيرها، زهاء عشر سنوات، واشتغل بالتعليم، ونظم أروع قصائده، في الاجتماع والثورة على الظلم قبل الدستور العثماني. ورحل بعد الدستور إلى الأستانة، فعين معلماً للعربية في المدرسة الملكية، وانتخب نائباً عن (المنتفق) في مجلس (المبعوثان) العثماني. وانتقل بعد الحرب العالمية الأولى إلى دمشق سنة (1918) ، ورحل إلى القدس وعين مدرساً للأدب العربي في دار المعلمين بالقدس، وأصدر جريدة الأمل يومية سنة (1923) فعاشت أقل من ثلاثة أشهر، وانتخب في مجلس النواب في بغداد. وزار مصر سنة (1936) ، ثم قامت ثورة رشيد عالي الكيلاني ببغداد فكان من خطبائها وتوفي ببيته في الأعظمية ببغداد. له كتب منها (ديوان الرصافي -ط) (دفع الهجنة - ط) (محاضرات في الأدب العربي - ط) وغيرها الكثير.[١]
تعريف معروف الرصافي في ويكيبيديا
معروف الرُّصَافِي (1292 - 1365 هـ / 1875 - 1945 م) أكاديمي وشاعر عراقي.[٢]
- ↑ معجم الشعراء العرب
- ↑ معروف الرصافي - ويكيبيديا