سعيد حبا مصرا بعزم وهمة

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة سعيد حبا مصرا بعزم وهمة لـ صالح مجدي

اقتباس من قصيدة سعيد حبا مصرا بعزم وهمة لـ صالح مجدي

سَعيد حَبا مَصراً بِعَزمٍ وَهمةِ

وَرَأيٍ وَتَدبير وَحَزم وَصَولةِ

وَقامَ لحفظ العالمين بِما غَدا

عَلَيهِ كَفَرضٍ واجبٍ لا كسنة

فَأَسس بِالتَقوى حُصوناً عَديدةً

بِثَاني جَمادى بَعد إِبداء دَعوة

وَفي جانب الكوبريّ لاحَت بروجها

عَلَيها مَدار الأَمن في كُل لحظة

وَأَنفَق مِن أَمواله في بِنائِها

كُنوزاً تَعالَت عَن حِسابٍ وَعدة

كُنوزاً وَإِن جلّت فَلَيسَت جَسيمة

بِنسبة حفظ الملك مِن شرِّ أُمة

فَقُلت لَدى وَضع الأَساس مُؤرخاً

سَعيد بني لِلجَيش أَأمنَ قَلعة

وَلما عَلت أَركانها وَتجّهزت

بِما يَدفع الأَعداء عَنا بهمة

وَحصَّنت الأَبراجَ مِنها مَدافعٌ

تَسوق إلى المَغرور أَثقَل كلة

تَكفَّل مِن أَبطال مَصر بحفظها

رِجال لَهُم بِطشٌ وَأَعظَم سَطوة

فَكَم بستيونٍ ثابتِ الأَصل محكمٍ

يَلوح بهاتيك الحُصون المهمة

وَكَم جبهة تودي بِجبهة عسكر

إِلى الحَتف وَالأهوال في يَوم نقمة

وَكَم فارس للبستيون تَساقَطَت

عَلى الضدّ مِنهُ جَمرةٌ بَعدَ جَمرة

وَكَم كزمات أَتقنوا وَضع عقدها

لتحفظ وَجهاً قابلوه بِحدّة

وَكَم بردة للخصم تودي بِنارها

وَتَرمي بِأَحجار عَلَيهِ وَبُمْبَة

وَكَم مِن تَلنيات وَكَم قَمرية

موكلة في حصنِها بِالبلية

وَكَم خَط نار مِنهُ تَبدو صَواعقٌ

فَتحرق ما تَأتي عَلَيهِ بِسُرعة

وَكَم خَط رَأس مِنهُ طافَت بِمارق

رجوم مِن النيران في كُل لَمحة

وَكَم بَطريات تقابل ضدها

بِبَرق وَرَعد في ضِياء وَظلمة

وكم دروة من مزغل الموت أحرقت

بنيرانها جيش العداة الملمة

وكم سكة مستورة بمصائب

لغرٍّ رمى منها بخطب ونكبة

وكم قدمات للمشاة تكفّلت

بنادقُ ششخاناتِها بالمنية

وكم من متاريس بها الموت كامنٌ

لغمرٍ يفاجيها ببأس ويقظة

وكم في الزوايا الخارجات لمن بغى

سعيرٌ به يهوي على حين غفلة

وفي كل منشارية من جهنم

هوان كبير للعصاة الأذلة

وفي شقّ صحرا للعدا كم نوائب

تدور عليهم عند كرٍّ وحملة

وكم من سراديب الى الحصن تنتهي

بأبواب سر لاجتياز وخرجة

وكم خندق فاضت مياه عذابه

على طامع ما فاز يوما ببغية

وأغرقت الأثقال عند انتشارها

وعمّت كما راموا سريعاً بقوّة

وَكَم هال مِن بربيطة رعدُ مدفع

وَزعزع أَركان العَدوّ بصدمة

وَكَم كرنك مِنهُ البَنادق أَمطَرَت

سَحابَ رَصاصٍ فيهِ تَفريج أَزمة

وَكَم بانتِشار الماء خَط تقرب

مِن الحُصن ضلت عَنهُ أَرشدُ فكرة

وَكَم تاه عَن خَط الحِصار مجربٌ

بِما راع مِن فَيض المِياه المضرة

وَكَم زاغَ عَن خَط الشَتات محارب

أَحاطَت بِهِ الأَخطار في كُل خُطوة

وَكَم مِن مُواز قَد تعذر رسمه

وَتَخطيطه ما بين مَوج وَلجّة

وَكَم بطريات عَن الخرق عاقَها

جِبال مِن الطُوفان فاضَت بِشدة

وَكَم ضاعَت الأَلغام جَهلاً وَباطِلاً

لطُغيان هَذا الماء مِن قبل ثورة

وَلم تغن أَحجار تَوارَت بشعبه

وَبارودها ما اِنفك عَن باب خَزنة

وَكَم مِن مَيادين هُنا قَد تَكَوّنت

لِقَصد اجتماع لاهتمام بكسبة

وَكَم مِن عِمارات لحفظ عَساكر

وَصون مهمات سَتُبنى بحكمة

وَكَم مِن رُؤوس لِلقناطر صَمّموا

عَلَيها بِأَمن مِن هُجوم بِفَجأة

وَكَم مِن وُجوه بِالمَناشي سَتنتشي

وَتُبني وَفي شلقان تَبقى كعدة

وَفي مثل ذاكَ الشَهر تَمَّت فَأرِّخوا

سَعيد بِمَصر سُورُ أَكمل دَولة

شرح ومعاني كلمات قصيدة سعيد حبا مصرا بعزم وهمة

قصيدة سعيد حبا مصرا بعزم وهمة لـ صالح مجدي وعدد أبياتها ثلاثة و أربعون.

عن صالح مجدي

محمد بن صالح بن أحمد بن محمد بن علي بن أحمد بن الشريف مجد الدين. باحث، مترجم، له شعر، من أهل مصر، أصله من مكة، انتقل جده الأعلى الشريف مجد الدين إلى الديار المصرية، فولد صاحب الترجمة في أبي رجوان (من أعمال الجيزة) وتعلم في حلوان ثم بمدرسة الألسن بالقاهرة، ونشأ نشأة عسكرية، ثم تحول إلى القضاء، وتوفي بالقاهرة. ترجم عن الفرنسية كتباً كثيرة، ولما ولي الخديوي إسماعيل، انتدبه لترجمة القوانين الفرنسية المعروفة باسم (كود نابليون Code Napteon) فترجمها إلى العربية. وتعلم الإنجليزية سنة 1286هـ. وله (ديوان شعر -ط) قال على مبارك: له من الكتب المترجمة والمؤلفات ما يزيد على 65 كتاباً ورسالة منها: (المطالب المنفية في الاستحكامات الخفية- ط) ، و (ثمانية عشر يوماً في صعيد مصر-ط) .[١]

  1. معجم الشعراء العرب

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي