سفحت عيون الغيث أدمع قطره

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة سفحت عيون الغيث أدمع قطره لـ ابن قلاقس

اقتباس من قصيدة سفحت عيون الغيث أدمع قطره لـ ابن قلاقس

سفَحَتْ عيونُ الغيثِ أدمعَ قطرِه

فالروضُ يضحكُ عن مباسمِ زهرِه

وسرى النسيمُ بقهوةٍ حيّى بها

دوحاً لوَتْ عِطفَيْهِ راحةُ سُكْرِه

وجرى بمؤتَنِقِ الحدائق فائضاً

فأثارَ طامسَ عَرفِها عن ذكرِه

وانشقّ جيبُ الأفْقِ عن متألقٍ

ينجابُ تقطيبُ الظلامِ ببِشْرِه

وكأنه ظن النجومَ كواعباً

فرمى لها بملاءةٍ من فجرِه

وكأنّ ذا الرعَثات يندُبُ إثْرَها

شجواً أثارَ البينَ سالفُ ذكرِه

ودعا بحيّ على الصَبوحِ مؤمّر

حتمٌ على الظُرَفاءِ طاعةُ أمرِه

تزهى فضولُ التاج مفرِقَ رأسه

ويهزُّ رقمَ الوجهِ مرهَفُ خصرِه

غنى فهزّ قَوامَ قسيسِ الدُجى

طرباً فشق صدارها عن صدرِه

وارتاعَ من ماءِ الصباح فشمّرَتْ

أذيالُ حُلّتِه لفائضِ بحْرِه

فاقذفْ شياطينَ الهمومِ بأنجُمٍ

تثْني الخليعَ الى السرورِ بأسرِه

بزجاجةٍ حيّاك منها قيصَرٌ

وكأنما هو في جوانبِ قَصرِه

ما ألبستْهُ الراحُ ثوباً مُذْهَباً

إلا وقلّدهُ الحَبابُ بدُرِّه

يسقيكَها رشأ كأنّ مذاقَها

من ريقِه وحبَبَها من ثغرِه

وسنانُ ضاع اللُبُّ في لحَظاتِه

ضيعانُ طبُّ وصالِه في هجرِه

أرسلتُ لحظي رائداً فأضلّهُ

ليلٌ يمدُّ بغدرِه وبعُذْرِه

أعشى الدليلَ دجى الدلالِ فسائلوا

فلك الأزِرّةِ عن مطالعِ بدرِه

يا فارسَ الإسلامِ حين ترحّلَتْ

فرسانُه وتخاذلَتْ عن نصرِه

والصارمُ الذَكَرُ الذي أفضَتْ به

من خلفِ ستر النقْعِ عُذرةُ بِكره

تختالُ في بُردَى كمال طُرِّزا

في حالتَيْه بنفْعِه وبضُرِّه

بأسٌ يؤجج حُمرَهُ من مائه

وندًى يُعجَّجُ ماؤه من جَمرِه

أنشرْتَ من آبائكَ الصيدِ

ذكَراً لسانَ الدهرِ ناشرَ نَشْرِه

كَرموا وزدتَ عليهُمُ فكأنهمْ

شهرُ الصيامِ وأنتَ ليلةُ قدْرِه

فليَهْنِكَ الشهرُ الأصمُّ وإنه

لسميعُ ما نظّمتُه في شكرِه

شرح ومعاني كلمات قصيدة سفحت عيون الغيث أدمع قطره

قصيدة سفحت عيون الغيث أدمع قطره لـ ابن قلاقس وعدد أبياتها أربعة و عشرون.

عن ابن قلاقس

نصر بن عبد الله بن عبد القوي اللخمي أبو الفتوح الأعز الإسكندري الأزهري. شاعر نبيل، من كبار الكتاب المترسلين، كان في سيرته غموض، ولد ونشأ بالإسكندرية وانتقل إلى القاهرة، فكان فيها من عشراء الأمراء. وكتب إلى فقهاء المدرسة الحافظية بالإسكندرية (ولعله كان من تلاميذها) رسالة ضمّنها قصيدة قال فيها: أرى الدهر أشجاني ببعد وسرني بقرب فاخطأ مرة وأصابا وزار صقلية سنة (563) وكان له فيها أصدقاء، ودخل عدن سنة (565) ثم غادرها بحراً في تجارة، وكان له رسائل كثيرة مع عدد من الأمراء منهم عبد النبي بن مهدي صاحب زبيد: وكان طوافاً بين زبيد وعدن. واستقر بعيذاب، لتوسطها بين مصر والحجاز واليمن، تبعاً لاقتضاء مصالحه التجارية وتوفي بها. وشعره كثير غرق بعضه في أثناء تجارته في البحر، وبعضه في (ديوان - ط) ولمحمد بن نباته المصري (مختارات من ديوان ابن قلاقس - خ) .[١]

  1. معجم الشعراء العرب

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي