سفرت فلاح لنا هلال سعود

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة سفرت فلاح لنا هلال سعود لـ إسماعيل صبري باشا

اقتباس من قصيدة سفرت فلاح لنا هلال سعود لـ إسماعيل صبري باشا

سَفَرت فلاح لنا هلالُ سعودِ

وَنمى الغرامُ بِقَلبيَ المَعمودِ

وَجَلَت على العُشّاقِ روضَ محاسنٍ

فَسَقى الحياءُ شقائِقَ التَوريدِ

وَرَنَت بِأحوَرِ طَرفِها وَتَبَسَّمت

فَبدا ضياءُ اللُؤلؤ المَنضود

يا رَبَّةَ الطَرف الكَحيل تَعَطَّفي

وَعلى مُحِبِّك بِالمَوَدَّةِ جودي

جودي وَلَو بِالطَيف في سنةِ الكَرى

وَصلى بِرَغم مَفنِّدٍ وَحسود

قَسماً بما يُرضيكِ في صِدقِ الوَفا

ما حُلتُ عنكِ بسَلوةٍ وَصدود

أَنا قائم أَبدا بِمَفروض الهوى

مستبدِلٌ لِلنَّومِ بِالتَسهيد

فَإلى متى وَلهي وفَرطُ صَبابَتي

وَسرورُ عُذّالي وَخُلفُ وُعودي

وَإلى متى ذا الصَدُّ عن مَضنى الهَوى

عودي لِيورِقَ بِالتَواصُل عودي

وَاِستَأنفي مَوصولَ عائدِ أُنسِنا

فَالقُرب عيدي وَالبِعادُ وَعيدي

دَع يا عَذولُ ملامَتي في غادَةٍ

هَيفاءَ قد فاقَت جميعَ الغيد

عربيّةٍ لو واجَهَت بَدرَ الدُجى

يَوماً لَقالَ البدرُ تمَّ سُعودي

وَاللَهُ لولا اللَه بارىءُ حُسنها

لجمالها الزاهي جَعلتُ سجودي

قَسماً بنورِ جَبينِها وَبخالِها

وَسوادِ شعرٍ وَاِحمرار خُدود

وَبقَوسِ حاجبِها وسهم لحاظِها

ربخَصرها وَقَوامِها وَالجيد

لَيَطيبُ لي في حُبِّها ذُلّى كما

في مدح إِسماعيلَ لذَّ نَشيدي

يقظُّ بجَودةِ رأيهِ مصرٌ زهت

زَهوَ الحُلّى على صدور الخود

وأَمدّها بمعارف وعوارِفٍ

وَلطائِفٍ جَلَّت عن التَعديد

لَولاهُ ما فازَت على رغم العِدا

في ظِلِّه المَمدودِ بِالمَقصود

فَلَقَد تحلّى جيدُها بوجوده

وَلَهُ أقامت رايةَ التَأييد

شَفَعَ التَليدَ بِطارِفٍ من مجدِه

وَالعِزَّ موهوبا بِكَسبِ جُدود

سمحٌ تراه إذا حللتَ بحيَّه

أَبداً يحنّ إلى خِصال الجود

طَبعاً يَميل إِلى السَماح وأَهلِه

كَتَمايُل الأَغصانَ بِالتَأويد

عَن رِفدِه حَدِّث فكم في رِفدِه

إِنعام بحرٍ وافِرٍ وَمديد

لو أنَّ صمَّ الصَخر أَصبحَ ناطقاً

لشجتكَ منها نَغمةُ التَحميد

هو قُطبُ دائِرة المعالي وَالذي

قد زانَ عَقدَ الرَأي بِالتَسديد

سامى المَآثرِ طَودُ عِزٍّ شامخٍ

نامى المَفاخرِ أَصيدٌ من صيد

محيى المدارس بعد محوِ دروسِها

وَالعلمَ أَلبَسَ حلَّةَ التَجديد

يا آل مصرٍ كم لكم من رِفعَة

في الدَهر صارَت غُرَّةَ المَوجود

هَيّا اِجتَنوا ثمر العُلا من روضه

وتفيَّئوا في ظلّه المَمدود

دُم وَاِغتَنِم أُنسا وَصفوَ مَسَرَّةٍ

بِنَعيم عيشٍ دائِم وَرَغيد

وَاِلبَس على طول المَدى حلَلَ الرِضا

بِشِعارِ مَأمونٍ وَرُشدِ رشيد

لا زِلت معتصما بتوفيق العُلا

في ضَمِّ مجدٍ طارفٍ لِتَليدِ

مَن مجدُه فوق الكَواكِب قَد عَلا

وَصِفاتهُ الحُنسى بلا تحديد

فَالقُطر عمَّ سناؤُه وَبهاؤُه

بِمحمدٍ وَبسعيه المَحمود

لا زِلتُما بدرين في أُفُق العُلا

بهما زَها إِشراقُ يومِ العيد

شرح ومعاني كلمات قصيدة سفرت فلاح لنا هلال سعود

قصيدة سفرت فلاح لنا هلال سعود لـ إسماعيل صبري باشا وعدد أبياتها ستة و ثلاثون.

عن إسماعيل صبري باشا

إسماعيل صبري باشا

تعريف وتراجم لـ إسماعيل صبري باشا

إسماعيل صبري باشا:

من شعراء الطبقة الأولى في عصره. امتاز بجمال مقطوعاته وعذوبة أسلوبه. وهو من شيوخ الإدارة والقضاء في الديار المصرية. تعلم بالقاهرة، ودرس الحقوق بفرنسة، وتدرج في مناصب القضاء بمصر، فعين نائبا عموميا، فمحافظا للإسكندرية، فوكيلا لنظارة (الحقانية) وكان كثير التواضع شديد الحياء، ولم تكن حياته منظمة كما يظن في رجل قانوني إداري. يكتب شعره على هوامش الكتب والمجلات، وينشره أصدقاؤه خلسة.

وكان كثيرا ما يمزق قصائده صائحا: إن أحسن ما عندي ما زال في صدري! وكان بارع النكتة سريع الخاطر. وأبي وهو وكيل للحقانية (العدل) أن يقابل (كرومر) فقيل له: إن كرومر يريد التمهيد لجعلك رئيسا للوزارة، فقال: لن اكون رئيسا للوزارة وأخسر ضميري! ولما نشبت الحرب العامة الأولى سكت، وطال صمته إلى أن مات. توفي بالقاهرة ورثاه كثيرون من الشعراء والكتّاب. وجمع ما بقي من شعره بعد وفاته في (ديوان - ط) .

الأعلام لـ {خير الدين الزركلي}

 

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي