سفر الزمان بغرة المستبشر

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة سفر الزمان بغرة المستبشر لـ محمد بن عثيمين

اقتباس من قصيدة سفر الزمان بغرة المستبشر لـ محمد بن عثيمين

سَفَرَ الزَمانُ بِغُرَّةِ المُستَبشِرِ

وَكُسي شَباباً بَعدَ ذاكَ المَكبَرِ

وَتَأَرَّجَت أَرجاؤُهُ بِشَذائِهِ

حَتّى لَخِلنا التُربَ شيبَ بِعَنبَرِ

وَتَأَلَّقَت في طيبَةٍ سُرُجُ الهُدى

ما بَينَ رَوضَةِ سَيِّدي وَالمِنبَرِ

وَتَأَلَّقَت مِن قَبلِ ذاكَ بِمَكَّةٍ

إِذ قُدِّسَت مِن كُلِّ رِجسٍ مُفتَرِ

وَتَجَدَّدَت مِن جُدَّةٍ أَعلامُهُ

وَتَقَشَّعَت مِنها رُسومُ المُنكَر

وَجَرَت يَنابيعُ الهُدى في يَنبُعٍ

هذي السَعادَةُ يا لَها مِن مَفخَرِ

بِفُتوحِ مُؤتَمَِ الإِلهِ لِدينِهِ

مَلِكٍ تَسَلسَل مِن كَريمِ العُنصُرِ

لَيتَ الذي سَكَنَ الثَرى مِمَّن مَضى

مِن أَهلِ بَدرٍ وَالبَقيعِ المُنوِرِ

اِنظُروا صَنيعَكَ في المَدينَةِ وَالتي

يَهوي إِلَيها كُلُّ أَشعَثَ أَغبَرِ

كَي يَشهَدوا أَنَّ الفَضائِلَ قُسِّمَت

بِالفَضلِ بَينَ مُقَدَّمٍ وَمُؤَخَّرِ

وَيَسُرَّهُم إِحياؤُكَ الشَرعَ الذي

قَد كانَ قَبلَكَ مِثلَ روحِ مُغَرغِرِ

عَبَّدتَ لِلمُلكِ العَزيزِ تَقاؤُلاً

وَالفَألُ تُؤثَرُ عَن شَفيعِ المَحشَرِ

سِرٌّ بَدبعٌ كانَ في إِخفائِهِ

مِن قَبلِ سَعدِكَ حِكمَةٌ لَم تَظهَرِ

وَفَضائِلٌ كُنتَ الخَليقَ بِنَشرِها

وَتَرى الغَبِيَّ بِسِرِّها لَم يَشعُرِ

أَوَ ما عَلِموا بِاَنَّ حَظَّكَ فيهِمُ

كانَ الزَغيمَ لَدَيهِمُ في المَحضَرِ

أَنتَ الذي إِن تُبدِ ناجِذَ غَضبَةٍ

مِنها تَثَعلَبَ كُلُّ لَيثٍ قَسوَرِ

فَاِشكُر إِلهَكَ وَاِرعَهُ غَضبَةٍ

مِنها تَثَغلَبَ كُلُّ لَيثٍ قَسورِ

وَليَشكُرِ الثَقلانِ ما أَولَتهُم

مِن أَمنِهِم مِن بَعدِ خَوفٍ أَعسَرِ

ظَفِرَ الحِجازُ مِنَ الزَمانِ بِغِبطَةٍ

بَعدَ النَبِيِّ وَصَحبِهِ لَم تُخبَرِ

أَمِنوا عَلى أَموالِهِم وَدِمائِهِم

مِن بَعدِ ما كانوا لِأَوَّلِ مُجتَري

وَلَطالَ ما أُخِذَ الفَتى مِن بَيتِهِ

وَاليَومَ يُمسي مُصحِراً لَم يَحذَرِ

يَاِبنَ الخَلائِفَ وَالهُداةِ أَولي التُقى

وَاِبنَ الأَئِمَّةِ أَكبَراً عَن أَكبَرِ

ثُلَّت عُروشُ المَجدِ حَتّى جَئتُمُ

فَبَنَيتُموها بِالظُبى وَالسَمهَري

قَومٌ دَحَوا أَرضَ العَدُوِّ بِخَيلِهِم

وَبَنوا سَماءً فَوقَها مِن عِثيَرِ

وَإِذا تَناوَشَتِ الرِماحَ أَكُفُّهُم

رَكَزوا أَسِنَّتَها بِنَحرِ الأَصعَرِ

وَإِذا تَخاطَرَتِ القُرومُ بِمَأزِقٍ

ضَنكٍ رَأَيت وَجوهَهُم كَالأَقمُرِ

تَخِذوا مِنَ الصَبرِ الحَصينِ سَوابِغاً

أَغناهُمُ عَن جُنَّةٍ أَو مِغفَرِ

وَإِذا تَعَبَّسَ وَجهُ دَهرٍ قاسِطٍ

ضَحِكوا بِفَكِّ إِسارِ كَفّ المُعسِر

أَو ما نَرى عَبدَ العَزيزِ اِبنَ الأُلى

أَحيَوا مَآثِرَ سُنَّةِ المُدَّثرِ

كَيفَ اِرتَقى مَجداً إِلى أَوجِ العُلا

حَتّى لَكادَ بِهِ يُحاذي المُشتَري

سَلَبَ المَمالِكَ أَهلَها بِعَزائِمٍ

يُنسي مَضاها عَزمَةَ الإِسكَندَرِ

لَبِسَ العَجاجَ إِلى الهياجِ وَإِنَّما

نَيلُ المَعالي في رُكوبِ المَخطَرِ

نَظَمَ المُلوكُ لِواءهُ فَتَحَدَّبوا

تَحتَ اللِواءِ تَحَدُّبَ المُستَصغَرِ

لا يَزأَرُ اللَيثُ الهِزَبرُ بِجَوِّهِ

وَإِذا تَثاءَبَ وَدَّ لَو لَم يَفغَرِ

كَم قادَها قُبَّ الأَياطِلِ شُزَّباً

تَدَعُ المَعاقِلَ كَاليَبابِ المُقفِرِ

يَحمِلنَ كُلَّ غَضَنفَرٍ ذي لُبدَةٍ

وَيَطَأنَ هامَ الأَصيَدِ المُتَجَبِّرِ

مُتَفَيِّئاً وَهَجَ السَنابِكِ في الوَغى

مُتَقَيِّلاً ظَهرَ الجَوادِ الأَشقَرِ

ثَبتٌ إِذا دُهمُ الخُطوبِ تَلَوَّنَت

يَقِظٌ إِذا لَحَنوا لَهُ لَم يَعتَرِ

جَمَعَ السِيادَةَ وَالشَجاعَةَ وَالنَدى

خُلُقٌ لَهُ في مَورِدٍ أَو مَصدَرِ

فَإِذا حَبا لَم تَلقَ غَيرَ مُمَوَّلٍ

وَإِذا سَطا لَم تَلقَ غَيرَ مُعَفَّرِ

وَإِذا نَظَرتَ نَظَرتَ أَحسَنَ مَنظَرٍ

وَإِذا سَمِعتَ سَمِعتَ أَكرَمُ مُخبِرِ

تَتَخالَجُ الأَفكارُ في كَيفَ اِرتَقى

فَتُرَدُّ حاسِرَةً كَأَن لَم تَفكِرِ

قَومٌ تَفَرَّعَ مِن صَميمِ فَخارِهِم

وَهَبوا البَرِيَّةَ مَوهِباً لَم يُقدَرِ

نَسَخَت مَكارِمُهُ المَكارِمُ قَبلَهُ

وَلَسَوفَ تَنسَخُ ما يَجي في الغُبَّرِ

فَاِسلَم وَدُم لِلدّينِ رِدءاً ثابِتاً

تَدعو إِلى سُبُلِ السَلامِ الأَكبَرِ

وَتَرُدُّ أَعداءِ الإِلهِ بِغَيظِهِم

يَتَجَرَّعونَ كُؤوسَ ذُلٍّ أَحمَرِ

ثُمَّ الصلاةُ عَلى النَبِيِّ وَآلِهِ

أَهلِ الكِساءِ وَصَحبِهِ المُتَخَيَّرِ

شرح ومعاني كلمات قصيدة سفر الزمان بغرة المستبشر

قصيدة سفر الزمان بغرة المستبشر لـ محمد بن عثيمين وعدد أبياتها سبعة و أربعون.

عن محمد بن عثيمين

محمد بن عبد الله بن عثيمين. شاعر نجدي، من أهل (حوطة تميم) ، اشتهر في العصر الأخير بشاعر نجد، ومولده في بلدة السلمية (من أعمال الخرج، جنوبي الرياض) ، نشأ بها يتيماً عند أخواله، وتفقه وتأدب ببلد العمار من الأفلاج بنجد، وتنقل بين البحرين وقطر وعمان، وسكن قطر، وحمل راية صاحبها الأمير قاسم بن ثاني في بعض حروبه، واشتغل بتجارة اللؤلؤ، ولما استولى الملك عبد العزيز آل سعود على الأحساء قصده ابن عثيمين ومدحه، فلقي منه تكريماً، فاستقر في الحوطة وطن آبائه يفد على الملك كل عام ويعود بعطاياه إلى أن توفي. وله (ديوان -ط) جمعه سعد بن رويشد، وسماه (العقد الثمين) ، ويقال أنه أتلف شعره العاطفي قبل وفاته، مخافة أن يعاب عليه.[١]

تعريف محمد بن عثيمين في ويكيبيديا

محمد بن صالح العُثيمين «الوهيبي التميمي» «أبو عبد الله» (9 مارس 1929 - 11 يناير 2001). عالم فقيه ومفسّر، إمام وخطيب وأستاذ جامعي، عضو في هيئة كبار العلماء ومدّرس للعلوم الشرعية وداعية سعودي من مواليد عنيزة في منطقة القصيم. قرأ القرآن الكريم على جده من جهة أمه عبد الرحمن بن سليمان الدامغ؛ فحفظه ثم اتجه إلى طلب العلم وتعلم الخط والحساب وبعض فنون الآداب.

[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. محمد بن عثيمين - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي