سقت الغريب حمائم الفجر

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة سقت الغريب حمائم الفجر لـ أحمد الكيواني

اقتباس من قصيدة سقت الغريب حمائم الفجر لـ أحمد الكيواني

سَقَت الغَريب حَمائم الفَجر

كَأس الحَمام بِراحة الذكر

لَم أَدرِ ما قالت لِعجمتها

وَقَضَيتُ مِن وَجدي وَلَم تَدرِ

غَنَت فَفاضَت مُقلَتايَ وَلَم

تَطف المَدامع غلة الصَدر

كَم أَشرَب الدَمع الهَمول إِذا

غَنى الحَمام وَقَهقَه القَمري

يا مَن أَلفت الضَر بَعدَهُم

وَآيست مِن بَرئي وَمِن صَبري

حَتّى لَو أَنَّ الضَر فارَقني

لَبَكيت مِن جَزعي عَلى الضَرّ

سَقياً لِأَيام مَضينَ لَنا

في غَفلَة الأَحداث وَالدَهر

أَشبهنَ مِن طيب وَمِن قَصر

تَهويمةَ الساري مَع الفَجر

وَلجلق الفَيحاءِ مِن بَلَدٍ

مَسكية الأَرواح وَالنَشر

هِيَ وَجنة الدُنيا وَرَونَقَها

وَجَبينُها الزاهي بِلا نَكر

هِيَ جَنة في الأَرض واحِدَة

أَنهارُها مِن تَحتِها تَجري

قَد صَحَّ مُعتَلّ النَسيم بِها

فاعلَّ ناشقهُ مِن السُكر

وَصفت ضَمائر مائِها فَبَدا

ما قَد طَواهُ وَنمَّ بالسرّ

يَنسابُ في أَرض قَد اِفتَرَشَت

بِالزَعفَران وَعَنبَر الشحر

فَكَأَنَّما ذابَ اللجين بِها

فَجَرى عَلى أَرض مِن التبر

لا زالَ خفاق النَسيم بِها

يُحيي موات الهم إِذ يَسري

وَمُهفهف فَتَكَت لَواحِظُهُ

عَف الضَمائر طاهر الأَزر

يَقضي عَليَّ بِسحر مُقلَتِهِ

أَبَداً وَيَحييني وَلا أَدري

كَم زارَني جَنح الدُجى وَجَلا

تَهفو جَوانِحُهُ مِن الذُعر

وَالنجم يَجنَح لِلغُروب وَقد

قَصَّ الصَباح قَوادم النسر

وَبَدا الهِلال لَيلة بَقِيَت

مِن عُمرِهِ في آخر الشَهر

فَكَأَنَّهُ خلخالُ غانية

قَد غاصَ مِنهُ النُصف في نَهر

وَكَأَنَّما المَريخ حينَ بَدا

نار تَشب لِأَعيُن السَفَر

وَكَأَنَّما الجَوزاءُ راقِصَة

لِوشاحِها قَلق عَلى الخَصر

مُتَنَكِراً خَوف الوُشاة وَما

واشيهِ غَير النَشر وَالثَغر

لَيسَ السَواد لِيَستسرّ وَهَل

تَخفي الدُجنة طَلعَةَ البَدر

يَذري عَلى خَديهِ عبرتَهُ

فَيرصع الياقوت بِالدُرّ

وَيَقول يا وَيل الرَقيب أَما

يَخشى الأَثيم مَواقف الحَشر

ماذا يَرى فينا وَقَد كرمت

منا مَضاجِعُنا عَن الوَزر

وَتَضى بِراحَتِهِ الرِداء كَما

شَقَ الصَباح كَمائِم الزَهر

فَلثَمَت راحَتُهُ وَلَم أَرني

أَهلاً للثم الخَد وَالنَحر

لَولا العَفاف وَإِنَّهُ خَلقي

طَبعاً أَدين بِهِ مَدى عُمري

لَكَرعت مِن عَذب مجاجَتِهِ

خصر المَراشف عاطر الخَمر

قَد جَدَّ في تَفريقِنا زَمَنٌ

أَبَداً يُدين بخلة الغَدر

وَبَقيت كَالمَأسور في يَدِهِ

يا رَب فَأَطلقني مِن الأَسر

شرح ومعاني كلمات قصيدة سقت الغريب حمائم الفجر

قصيدة سقت الغريب حمائم الفجر لـ أحمد الكيواني وعدد أبياتها خمسة و ثلاثون.

عن أحمد الكيواني

أحمد الكيواني

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي