سقى الله الجزيرة من بلاد
أبيات قصيدة سقى الله الجزيرة من بلاد لـ ابن نباتة السعدي
سَقى اللهَ الجَزيرةَ من بلادٍ
وَوَادىِ الرِّمْثِ من شَجَنِ وَوَادِ
وأيَاماً سكنَّ اليَّ أُنْساً
سكونَ المقلتينِ الى الرُّقَادِ
تَغَلْغَلَ سُكرُها في أُمِّ رأسي
فلم أَعرفْ صَلاحى من فَسَادِى
أَرى بذلَ التِّلادِ لها قليلاً
ولا أَعتَدُّ عُمرى مِنْ تِلادي
كأَنى لا أَظُنُّ العيشَ يَفنى
ولا أَنَّ الحياةَ الى نَفَاذِ
وَحَيَّا اللهُ بالزوراءِ حَيّاً
سَلبتُ اليهم مَرَحَ الجِيَادِ
ونَخْوَةَ وارداتِ الخِمْسِ لَغْواً
يُطَاوِلْنَ الأسِنَّةَ بالهوَادِي
كَرَاكِرُ جَمَّةٌ من آلِ حَمْدٍ
وَرِثْنَ المجدَ قبلَ تُراثِ عَادِ
هم قبل البواذجِ من شَرَوَرى
وقبل الهَضْبِ أوَتادُ البِلاَدِ
ولما استبدلتْ بهم الليالى
فَقَدْتُهُم ولم افقدْ وِدَادِي
هجرتُ الناسَ غيرَهم فَلَجُّوا
مُباينَةً ولجَّ بيَ التَّمَادِي
أَدام اللهُ ما خَوَّلْتُمُوهُ
وأَوهنَ كيدُكم كيدَ الأَعادِي
فاني لا أزالُ أَلومُ نَفْسى
على طُولِ التَّجَنُّبِ والبِعَادِ
وأعلم أَنَّ رأْيكمُ سَليمٌ
لمن والاكم وارِي الزنَادِ
وما اعتاضُ بالأَقوامِ منكم
وهل يعتاضُ صَدرِى من فُؤادِي
فِدَى للاريَحي أَبى عليِّ
وقَلَّ له بأَنْ يَفديهِ فَادِ
ضَجيعٌ للهُوَينا لم تُبِتْهُ
مآربهُ على شَواكِ القَتَادِ
فلم أَرَ مثلَهُ لِدِفاع خَطْبٍ
وَرقْيَةِ حَيَّةٍ نزلتْ بِوَادِ
أَمَرُّ مَرَارَةً وأشَدُّ بَطْشا
وكشفاً للمُلمَّاتِ الشِّدَادِ
غنيٌّ حينَ تَطْرُقُهُ لأَمْرٍ
عن التَّعْريضِ فيهِ بالمُرَادِ
فما قِدَمُ التجاربِ قَدَّمَتْهُ
ولكنَّ السيادةَ في السَّوَادِ
جَرَى وَجَرَى الجِيادُ الى مَدَاهُ
فما عَلِقَ الكُوَاديِنُ بالجيَادِ
ولا أغنَتْ شِيَاتٌ مُعْجَبَاتٌ
ولا عُرَرٌ تُضَمَّخُ بالجِسَادِ
يَروقُكَ صيغةُ الجَفنِ المُحَلى
ونصلُ السيفِ أوَلى بالِجِلاَدِ
وَشَمَّرَ للمكارمِ شَمَّرِيٌّ
تَبينَ فضلُه عندَ الوِلاَدِ
نمى في دولةِ الملكِ المُرَجَّى
كما ينمى النَّباتُ على العِهَادِ
كريمُ الفِعْلِ مطبوعُ السَّجايا
على التوفيقِ فيها والرَّشَادِ
يُعاطينى بَشَاشَتَهُ فَأروَى
كما يروى بِبرْدْ الماءِ صَادٍ
أَقولُ لخائفٍ رَجَّى سِوَاهُ
فَلَمْ يَظْفَرْ بعزٍّ مستفَادِ
اذا واليتَ فانظرْ من تُوالىِ
وانْ عاديتَ فانظرْ من تُعَادِي
فانَّ العبدَ يأتى الضيمَ طوعاً
وانَّ الحُرَّ يأنفُ في الصِّفَادِ
أَبوكَ ثَنى الجَوامحَ عن هَواهَا
وعلّمها مُطَاوعةَ القِيَادِ
وكانَ الملكُ مُضْطراً اليهِ
كما أُضْطُرَّ الطِّرافُ الى العِمَادِ
كأَنَّ الناظرينَ اليه رِيْعُوا
بِرئبَالٍ من الاسَادِ عَادِ
يَسُورُ حِذَارَهُ في العينِ حتى
يُنَهْنِهُهَا عن النَّظَرِ المُعَادِ
رأَى في الرفقِ كيداً لم يروهُ
وكانَ الرفقُ أَدنى للسَّدَادِ
ولم يَتَعَسَّفِ التَّدْبيرَ خَبْطاً
كمن ركبَ الفلاةَ بغيرِ هَادِ
يُقَلِّبُ رأْيَهُ كَراً وفَرّاً
كما قَلَّبْتَ رُمْحَكَ في الطِّرَادِ
فأَبلغْ سيدَ الوزراءِ عَنِّى
مقالةَ ناصحٍ مَحْضٍ الوِدَادِ
أَقِمْ أَودَ الرعيَّةِ غَيرَ وَانٍ
وكلَّهم اذا لم يجد جادِ
وان لم يُنهَ أَصغرُهم بقمعٍ
فأَكبرُهم أَخفُ الى الفَسَادِ
أُحِبُّ بَقاءَ دولتكم وأرَجو
لكم ولها الخلودَ الى التَّنَادِي
وأَجهدُ في الولاءِ وليتَ أَنَّى
اذا بالغتُ أَقنعُ باجتهَادِي
وكيفَ يمازُ في السَّرَّاءِ غِشَي
وفي الضَّرَّاءِ قد عُلمَ اعتقادِي
أَجبتُ وما دُعيتُ وكنتُ أُدعى
فلا أُصْغِى الى قَولِ المُنَادِي
فهل لك في يَدٍ تَنْتَاشُ حُراً
خفيفَ الظَّهرِ من حِملِ الأَيادِي
اذا فُرصُ المطامعِ أَمكنته
تنكبَ نابلَ السمعِ الجوَادِ
رآكَ أَحقَ بالتأميلِ منهم
وأَولى بالحِيَاطَةِ والذيَادِ
نصيبٌ من صريحِ المجدِ فُزتُم
به دونَ الحَواضرِ والبَوَادِي
ومكُرمَةٌ لكم ذُخِرَتْ وصِيْنَتْ
تَولى حِفْظَها ربُّ العِبَادِ
شرح ومعاني كلمات قصيدة سقى الله الجزيرة من بلاد
قصيدة سقى الله الجزيرة من بلاد لـ ابن نباتة السعدي وعدد أبياتها خمسون.
عن ابن نباتة السعدي
عبد العزيز بن عمر بن محمد بن نباتة التميمي السعدي أبو نصر. من شعراء سيف الدولة بن حمدان طاف البلاد ومدح الملوك واتصل بابن العميد في الري ومدحه. قال أبو حيان: شاعر الوقت حسن الحذو على مثال سكان البادية لطيف الائتمام بهم خفيّ المغاص في واديهم هذا مع شعبة من الجنون وطائف من الوسواس. وقال ابن خلكان: معظم شعره جيد توفي ببغداد. له (ديوان شعر -ط) وأكثره في مختارات البارودي.[١]
تعريف ابن نباتة السعدي في ويكيبيديا
ابن نُباتة السعدي هو الشاعر أبو نصر عبد العزيز بن عمر بن نباتة بن حميد بن نباتة بن الحجاج بن مطر السعدي التميمي، (من بني سعد من قبيلة بني تميم) ولد في بغداد عام 327هـ/941م، وبها نشأ، ودرس اللغة العربية على أيدي علماء بغداد في عصره حتى نبغ، وكان شاعراً محسناً مجيداً بارعاً جمع بين السبك وجودة المعنى، قال عنه أبو حيان: «"شاعر الوقت حسن الحذو على مثال سكان البادية لطيف الائتمام بهم خفيّ المغاص في واديهم هذا مع شعبة من الجنون وطائف من الوسواس"» وقال عنه ابن خلكان : «"معظم شعره جيد توفي ببغداد"». وانتشر شعره وطبع ديوانه، ذكره صاحب تاريخ بغداد، وصاحب وفـيات الأعيان، وصاحب مفتاح السعادة، كما ذكر أشعاره وأخباره التوحيدي والثعالبي فـي مؤلفاتهما. طرق معظم أغراض الشعر وموضوعاته ، وطغى على قصائده المدح ، وأغلب الظن أن أول مدائحه كانت فـي سيف الدولة الحمداني، فقد عدّ من خواص جلسائه وشعرائه.
- ↑ معجم الشعراء العرب
- ↑ ابن نباتة السعدي - ويكيبيديا