سقى الله نجدا كلما ذكروا نجدا

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة سقى الله نجدا كلما ذكروا نجدا لـ بديع الزمان الهمذاني

اقتباس من قصيدة سقى الله نجدا كلما ذكروا نجدا لـ بديع الزمان الهمذاني

سقى اللّه نجداً كلما ذكروا نجداً

وقَلَّ لنجد أن أهيم به وَجْدا

طربتُ وهاجتني شمالٌ بَليلةٌ

وجَدت لمسراها على كبدي بَردا

ويا حبذا نجد وبَرد أصيله

وعيشاً تركناه بساحته رغْدا

لياليَ شملي بالأحبة جامعٌ

وإذ غصنيَ الريانُ لا يسع الجلدا

لَعمر ظباءٍ بالعقيق أوانسٍ

لقد صدن مني باللوى أسداً وَردا

ولو لم يُساقطن الحديث كأنما

يشعشعن بالخمر المعتقة الشهدا

منعت فؤادي أن يباح له حمى

وصنت دموعي أن أفض لها عقدا

وعزم إذا خيمت سافر وحده

شققت به لِليل عن منكبي بُردا

فطمت عليه العزم قبل رضاعه

إليه وأعملت المسوَّمة الجردا

ولا غَرَرٌ إلا شمِمْتُ له يداً

ولا خطر إلا قدحت له زندا

ولا قفرة إلا وأمسيت صِلَّها

ولا حَضَرٌ إلا وظلْتُ له وَفْدا

كحلت بهمّي عين كل كريهة

إليها تخطّيت الأساوِدَ والأُسدا

بهمة مستحْلٍ من المجد مُرة

وعزمة مستدنٍ من الشرف البُعدا

وطئت بها بُسْط الملوك مبجلاً

وما وصلَت لي منهم رَحمٌ عهدا

وأصبحت للباب المحجب والجاً

ويُوسَعُ غيري أن يمرَّ به طردا

ولست بهياب إذا لم تطل يد

تميمته ذم الزمانَ أو الْجَدا

أبى اللّه لي دار الهوان وهمة

موكَّلة والواخدات بنا وخدا

غدا الدهر مني حالياً بمفاخر

ورحت كنصل السيف يحملني فردا

وقد علم الأقوام أن شريعتي

من المجد لم تسهل على أحد وِردا

ولست فتى إن شمت برق سحابة

لغير كريم أو سمعت لها رعدا

متى أتتِ الشيخ الجليل مطيتي

فقدت يدي إن لم أقدَّ لها جلدا

تزر ملكاً يعطي الجزيل إذا صحا

ويضرب هاماتِ الملوك إذا شدَّا

يُحكّم إلا في محارمه الندا

ويُعمل إلا في مكارمه القصدا

ألم ترني قيدت في طوس عزمتي

ولولاه ما كانت على كبدي تندى

وكنت امرأ لا أرتضي المجد خادماً

ذهاباً بنفسي فاتسمت له عبدا

قصدناك لا إن الضلال أجارنا

ولكننا جرنا لنلقاكُم عمدا

فلا أملي أعيا ولا صارمي نبا

ولا منزعي أشوى ولا مطلبي أكدى

فلو كنت غيثاً لم يشم برق خلب

ولو كنت بحراً لم يزل أبداً مَدّا

أملء فمي فخراً ووسع يدي ندا

وحسب المنى منا وقدر الْجَدا جَدّا

أعرني يداً تهمي دنانير في الندا

كما تنثر الأغصان يوم الصبا وَرْدا

أُعرك ثناء لا تغُبّ وفوده

كما تنشر الأمطار فوق الربى بردا

وأُلبسك مدحاً لا يعاد فُريده

كما ينفح الند الذكي إذا ندا

تعيد المساعي غضة بعد يبسها

وشِيب المعاني بعد كبرتها مردا

هلمَّ العطايا فاللُّهى تفتح اللَّها

وسح الندا يستنجز الخاطرَ الوعدا

جلبت إليك المدح مغلىً بسومه

أرغبةَ مبتاع لمدحيَ أم زهدا

أشِم مِدَحي كفا بها تَبتني العلى

ولا تُعْدني رأياً به تَعمر المجدا

فما العمر إلا ما اقتنى لك ذكرة

وما المال إلا ما اشتريت به الحمدا

وما دولة أنت المدبر أمرها

بمَنْشَب ظفر ما بقيت لها سَدّا

شرح ومعاني كلمات قصيدة سقى الله نجدا كلما ذكروا نجدا

قصيدة سقى الله نجدا كلما ذكروا نجدا لـ بديع الزمان الهمذاني وعدد أبياتها ثمانية و ثلاثون.

عن بديع الزمان الهمذاني

أحمد بن الحسين بن يحيى الهمذاني أبو الفضل. أحد أئمة الكتاب له (مقامات -ط) أخذ الحريري أسلوب مقاماته عنها وكان شاعراً وطبقته في الشعر دون طبقته في النثر. ولد في همذان وانتقل إلى هراة سنة 380هـ‍ فسكنها ثم ورد نيسابور سنة 382هـ‍ ولم تكن قد ذاعت شهرته. فلقي فيها أبو بكر الخوارزمي فشجر بينهما ما دعاهما إلى المساجلة فطار ذكر الهمذاني في الآفاق. ولما مات الخوارزمي خلا له الجو فلم يدع بلدة من بلدان خراسان وسجستان وغزنة إلا ودخلها ولا ملكاً أو أميراً إلا فاز بجوائزه. كان قوي الحافظة يضرب المثل بحفظه ويذكر أن أكثر مقاماته ارتجال وأنه كان ربما يكتب الكتاب مبتدئاً بآخر سطوره ثم هلم جراً إلى السطر الأول فيخرجه ولا عيب فيه. وفاته في هراة مسموماً. وله (ديوان شعر -ط) صغير و (رسائل -ط) عدتها 233 رسالة، و (مقامات -ط)[١]

تعريف بديع الزمان الهمذاني في ويكيبيديا

أبو الفضل أحمد بن الحسين بن يحيى بن سعيد المعروف ببديع الزمان الهمذاني ، (358 هـ/969 م -398 هـ/1007 م)، كاتب وأديب من أسرة عربية ذات مكانة علمية مرموقة استوطنت همدان وبها ولد بديع الزمان فنسب إليها، وقد كان يفتخر بأصله العربي إذ كتب في أحد رسائله إلى أبي الفضل الأسفرائيني: «إني عبد الشيخ، واسمي أحمد، وهمدان المولد وتغلب المورد، ومضر المحتد». وقد تمكن بديع الزمان بفضل أصله العربي وموطنه الفارسي من امتلاك الثقافتين العربية والفارسية وتضلعه في آدابهما فكان لغوياً وأديبًا وشاعراً وتوفي عام 395 هـ، انتقل بديع الزمان إلى أصفهان فانضم إلى حلبة شعراء الصاحب بن عباد، ثم يمم وجهه شطر جرجان فأقام في كنف أبي سعيد محمد بن منصور وخالط أسرة من أعيان جرجان (تعرف بالإسماعيلية) فأخذ من علمها الشيء الكثير ثم ما فتئ أن نشب خلاف بينه وبين أبي سعيد الإسماعيلي فغادر جرجان إلى نيسابور، وكان ذلك سنة (382هجرية/ 992ميلادية) واشتدت رغبته في الاتصال باللغوي الكبير والأديب الذائع الصيت أبي بكر الخوارزمي، ولبى هذا الخوارزمي طلب بديع الزمان والتقيا، فلم يحسن الأول استقبال الثاني وحصلت بينهما قطيعة ونمت بينهما عداوة فاستغل هذا الوضع بعض الناس وهيؤوا للأديبين مناظرة كان الفوز فيها لبديع الزمان بفضل سرعة خاطرته، وقوة بديهته. فزادت هذه الحادثة من ذيوع صيت بديع الزمان عند الملوك والرؤساء وفتحت له مجال الاتصال بالعديد من أعيان المدينة، والتف حوله الكثير من طلاب العلم، فأملى عليهم بأكثر من أربعمائة مقامة (لم يبق منها سوى اثنتان وخمسون). لم تطل'" إقامة بديع الزمان"' بنيسابور وغادرها متوجها نحو سجستان فأكرمه أميرها خلف بن أحمد أيما إكرام، لأنه كان مولعا بالأدباء والشعراء. وأهدى إليه "'بديع الزمان"' مقاماته إلا أن الوئام بينهما لم يدم طويلا، فقد تلقى "'بديع الزمان"' يوما من الأمير رسالة شديدة اللهجة أثارت غضبه، فغادر سجستان صوب غزنة حيث عاش في كنف السلطان محمود الغزنوي معززا مكرماً، وكانت بين أبي العباس الفضل بن أحمد الأسفرائي وزير السلطان محمود عدة مراسلات، وفي آخر المطاف حط رحاله بديع الزمان بمدينة هرات فاتخذها دار إقامة وصاهر أبا علي الحسين بن محمد الخشنامي أحد أعيان هذه المدينة وسادتها فتحسنت أحواله بفضل هذه المصاهرة، وبمدينة هرات لفظ أنفاسه الأخيرة. ومات في 11 جمادى الآخرة 398 هـ، وقد أخذته سكتة، فدفن سريعا، وسمعوا صراخه في القبر فنبشوه، فوجدوه ميتا وقد قبض على لحيته من هول القبر.[٢]

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي