سقى زمنا ببابل عقربي

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة سقى زمنا ببابل عقربي لـ مهيار الديلمي

اقتباس من قصيدة سقى زمنا ببابل عقربي لـ مهيار الديلمي

سقى زمناً ببابلَ عقربيٌّ

مليٌّ بالذي يُروِي ويُرضِي

عنيفُ السير أوطفُ مستمرٌّ

على غُلَواء ما يَقضي ويمضي

يزور الأرضَ بعد جفائه في

قضيضٍ من زماجره وقَضِّ

سقَى فجرَى فأسمنَ كلَّ ضاوٍ

يمرُّ به ورفَّع كلَّ خفضِ

فمن ملآن بعد الغيض طاغٍ

ومن ريَّانَ بعد اليبْسِ غضِّ

وكرَّمَ أسرةً كانوا إذا ما ان

تجعت زُلاليَ الصافي وحَمضي

همُ حملوا وسوقَ الدهر عنّي

وهم نشطوا عرى نِسعي وغَرْضي

أضاءوا مذهبي فسرَحتُ طرفي

وسيعاً بعد إطراقي وغضّي

وقاموا بين أيامي وبيني

فلم تقتُل ولا راعت بنبضِ

حمَوا وجهي ولم أسأل سواهم

وأعطَوا كلَّ نافلةٍ وفرضِ

فأصبحُ فيهُمُ وأروح عنهم

إلى وفرين من مالي وعِرضي

فهل من حاملٍ شَوقِي إليهم

على ما فيه من ألمٍ ومضِّ

فحاملَه فموصلَه إليهم

على بزلاءَ ينحلها ويُنضي

يؤمّ الزابيين بها ويعلو

قويقاً بين تقريب وركضِ

فيُسمعَ ثَمَّ سامعةً كراماً

أَيَامَى العيش بعدهُمُ ويُفضي

وإني مذ نأت دنياي عنهم

من الدنيا على هجرٍ ورفضِ

أقضِّي ما أغالطُ من زماني

بلَوعاتٍ تكاد عليَّ تَقضي

فكم أحيا وفي بغدادَ بعضي

على مَرضٍ وفي تكريتَ بعضي

ومسبوقين في طرق المعالي

وإن زُجِروا بِحَثٍّ أو بحضِّ

أصاحبهم فيمسي الودّ منهم

على زِلقٍ من الشحناء دحضِ

وأُبرمُ فيهمُ مِدَحاً مِتاناً

فتلقاها معايبهم بنقضِ

ولو حامى كمال الملك عني

رعيتُ الخِصبَ في دَعةٍ وخفضِ

إذاً لأعاد سلسالاً نميراً

على عاداته ثَمَدِي وبَرْضي

فدتك أبا المعالي كلُّ كفّ

تقصِّر عنك في بسطٍ وقبضِ

وكلُّ مدنَّس الأبِ لا بحتٍّ

يميطُ العارَ عنه ولا برَحْضِ

دعيٌّ في الفضائل كلّ يوم

له نسبٌ يجيء به ويمضي

نأى بك جمرةً بالغيظ تسري

إلى سوداء مهجته وتُفضِي

كرُمتَ ففي عطايا الغيث شَوبٌ

وماء يديك من صافٍ ومحضِ

ويعطي الناسُ من جِدةٍ وتعطي

عطاءَ الحمد من دَيْن وقرضِ

وتخجلك المواهبُ وهي كُثرٌ

كأنك مسخطٌ ونداك مُرضي

قضى اللّهُ الكمالَ فكنت شخصاً

لصورته وخَلقُ الناس يقضي

شريتك بالبرية بعد قطعي

طريقَ الإختيار بهم ونفضي

ورعتُ بك النوائب وهي فوقي

وتحتي بين حائمةٍ ورُبْضِ

فقد أسلمتني بنواك حتى

نَسلنَ قوادمي وبرينَ نحضي

فها أنا بين حاجاتي وشوقي

لِفَتٍّ من مخالبها ورضِّ

أزمّ إليكُمُ قلبي وعيني

بآية فيكُمُ جذَلي وغمضي

أسادتَنا كم الإبطاءُ عنكم

وصبركُمُ على الهجر الممِضِّ

ألمّا يأتِ وقتُكم المسمَّى

ألمّا يأنِ زبدُكُمُ بمخضِ

فكم سخطٍ على الدنيا وصدٍّ

عن الدولات وهي على الترضِّي

حديثكُمُ يبرِّحُ بالمعالي

فَنَهضاً إنها أيّام نهضِ

أراها أينعتْ ودنا جناها

وأذعنَ ختمُها لكُمُ بفضِّ

عسى أقذِي بقربكُمُ عيوناً

حسدنَ عليَّ من حزنٍ وبرضِ

ويبرد من أعاديكم وشيكاً

زفيرُ جوانح بالهمّ رُمْضِ

وبعد فما لكم أغفلتموني

وأخلبَ بارقٌ من بعد ومضِ

أظنّاً أنني عنكم غنيٌّ

بحلّي أو بتطوافي وركضي

معاذَ اللّه والعهدِ المراعَى

ولو أنضيتُ تامكتي ونِقْضي

وتعويلي من النيروز وفداً

على متنجَّزٍ لي مُستَنضِّ

فلا تتوهموا لي خصبَ مرعى

إذا قعدت سماؤكُمُ بأرضي

شرح ومعاني كلمات قصيدة سقى زمنا ببابل عقربي

قصيدة سقى زمنا ببابل عقربي لـ مهيار الديلمي وعدد أبياتها ثمانية و أربعون.

عن مهيار الديلمي

مهيار بن مرزويه، أبو الحسن الديلمي. شاعر كبير في أسلوبه قوة وفي معانيه ابتكار، قال الحر العاملي: جمع مهيار بين فصاحة العرب ومعاني العجم، وقال الزبيدي: (الديلمي) شاعر زمانه فارسي الأصل من أهل بغداد، كان منزله فيها بدرب رباح، من الكرخ، وبها وفاته. ويرى (هوار) أنه ولد في الديلم (جنوب جيلان على بحر قزوين) وأنه استخدم في بغداد للترجمة عن الفارسية. وكان مجوسياً وأسلم سنة 494هـ على يد الشريف الرضي. وتشيع وغلا في تشيعه وسب بعض الصحابة في شعره، حتى قال له أبو القاسم ابن برهان: يا مهيار انتقلت من زاوية في النار إلى أخرى فيها.[١]

تعريف مهيار الديلمي في ويكيبيديا

أبو الحسن - أو أبوالحسين - مِهيَارُ بن مروزيه الديّلمِيُّ (توفي 428 هـ / 1037 م) كاتب وشاعر فارسي الأصل، من أهل بغداد. كان منزله في بغداد بدرب رباح من الكرخ. كان مجوسياً فأسلم، ويقال إن إسلامه سنة 384 هـ كان على يد الشريف الرضي أبي الحسن محمد الموسوي وهو شيخه، وعليه تخرج في نظم الشعر، وقد وازن كثيرا من قصائده، ويقول القمي: (كان من غلمانه). قال له أبو القاسم ابن برهان: «يا مهيار قد انتقلت بأسوبك في النار من زاوية إلى زاوية»، فقال: «وكيف ذاك؟» قال: «كنت مجوسيا فصرت تسب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في شعرك». ويرى هوار أنه وُلِدَ في الدَّيلم، في جنوب جيلان، على بحر قزوين، وأنه استخدم في بغداد للترجمة عن الفارسية. كان ينعته مترجموه بالكاتب، ولعله كان من كتاب الديوان. كان شاعرا جزل القول، مقدما على أهل وقته، وله ديوان شعر كبير يدخل في أربع مجلدات، وهو رقيق الحاشية طويل النفس في قصائده. ذكره الحافظ أبو بكر الخطيب في كتابه تاريخ بغداد وأثنى عليه وقال: «كنت أراه يحضر جامع المنصور في أيام الجمعات [يعني ببغداد] ويقرأ عليه ديوان شعره ولم يقدر لي أسمع منه شيئاً». قال الحر العاملي: جمع مهيار بين فصاحة العرب ومعاني العجم.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. مهيار الديلمي - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي