سكنتم سويد القلب في برزخ الصدر

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة سكنتم سويد القلب في برزخ الصدر لـ أبو الهدى الصيادي

اقتباس من قصيدة سكنتم سويد القلب في برزخ الصدر لـ أبو الهدى الصيادي

سكنتم سويد القلب في برزخ الصدر

فذاب لكم قلبي وغاب بكم فكري

وحاولتمو إتلاف كلي بحبكم

فطاوعكم كلي وراح ولم يدر

طويتم ضلوعي في هواكم على لظى

غرام لمن يدريه أدهى من الجمر

أموت لكم إن غاب عني جمالكم

وأحيا بذكر بكم إذا جال في سرى

وأصحو إذا الحادي تغنى بمدحكم

وأسكر في معنى ثناكم بلا خمر

أدور بكم في شطحة الفكر دائماً

فاقطع فيكم قطعة البر والبحر

واشغل عن هذا الزمان وأهله

بدولتكم أرضى لدى النهى والأمر

وإني غريب بين أهلي لشأنكم

جمعت بكم سرى وأعطيتهم جهرى

فأيامي الأعياد في باب ديركم

وكل الليالي عندكم ليلة القدر

وللَه كم من ليلة في رحابكم

بها رقصت روحي إلى مطلع الفجر

تغزلت فيكم لا بغزلان أجرع

وفيكم ضيائي لا بطالعة البدر

وأنتم سما روحي ومصباح أفقها

وأبراجها العليا وكوكبها الدرى

بكم نعشت أجزاء ذات وطلمست

بنشأتها عن غيركم مدة العمر

طرقتم رحاب السر مني بصدمةٍ

من العشق فانهد القوى ووهى أمري

لكم منكم أشكو وإني وحقكم

تجرت عن زيد لديكم وعن عمر

وإني غني عن شؤون الورى بكم

ولكن لعليا عز سدتكم فقري

تجلجلت في نعماكم بين عروتي

ففاق على قومي بعزتكم قدري

وأصبحت محفوظ الجناب ومظهري

رفيع ومجلى مركزي أشرف الصدر

وليس بقلبي مقصد دون قربكم

على أنه قد ذاب من ألم الهجر

بحقكم يا جيرة الشعب اتحفوا

عبيدكم بالوصل إن الجفا يزري

ومنوا له يا سادتي بالتفاتة

يطيب بمعنى طيبها طيب العطر

ولا تقطعوا آماله من وصالكم

فقد غاب من ضر البعاد عن الصبر

وإن الهوى استولى عليه بعسكر

جريء عظيم الفتك بالبيض والسمر

وراح أسيراً في هواكم وماله

سواكم منج من هنا ذلة الأسر

لسعتم بحيات الذوائب لبه

فهل من دواء من رحيق لمى الثغر

وهل من يد بيضاً تقوم بحاله

وتتحفه من عسر بلواه باليسر

فهجته حرى ومن ظرف دارها

رمت شرراً يحكي عن الحال القصر

ومقلته وسنى ولكن سحابها

تسلسله الموصول زاد على القطر

علمتم به يا أعلم الناس بالهوى

فما ذا الجفا منكم حميتم من الغدر

فإن كان هذا الصد عن زلة بدت

فعفوكم العالي أجل من الوزر

وإن كان عدواناً عليه فمثلكم

تنزه أخلاقاً عن الظلم والجور

لكم ينسب الإحسان والعطف والثنا

ومن بحركم فيض العطا دائماً يجري

فباللَه يا أقمار سمك الورى ويا

شموس دجى الكوان عند ذوي الفكر

دعوا القطع إن القطع قتل لعاشق

وعن جرم أمر القتل قد نص في الذكر

وداووا مسيكين الغرام بنظرةٍ

يطير بعلياها إلى عالم الأمر

ويشهد أمر القرب فعلاً وتنجلي

له حضرة التقريب من داخل الخدر

ويحظى بكم في خلوةٍ قد تجللت

بستر خفي حوله نعمة الستر

ويكشف أسراراً بكم قد أكنها

عن الكون خوف الطي في الأمر والنشر

وقولوا له ها نحن أقبل ولا نخف

نجوت من الهجران والنكد المر

أحيباب قلب الواله الدنف الذي

بكم صاغ در الفكر في قلم الشعر

خطفتم بلى الشعر لب شعوره

وراح بهز الخصر يسبح في الحصر

ومن سحر عين دونها سحر بابل

غدت عينه الرمداء تقرأ والعصر

وقد أنكر العذال بلواه والعنا

وحاربه الواشي وكل على عذر

وطال ملام اللائمين وقد علا

على ضعفه صوت الرقيب إلى المكر

وزاد مقال الحاسدين عليكم

به عدوة إن الحسود لفي خسر

وفي كل آنٍ في مجالي جمالكم

ونشأتها يزداد سكراً على سكر

فلا تهملوا تلك الحقوق وتنزعوا

وداد أمرئ قد غاب فيكم عن الطور

يناديكمو غوثاه يا سادتي فقد

تلفت وبلوى حملتي أثقلت ظهري

وليس لآمالي سواكم وأنت

بعيني نور العين للعبد والحر

ولو أن عذالي رواكم كما أرى

لطاب لهم حالي وساروا على سيري

رضيت بكم والظن أن ترتضونني

على كل حال سادتي منكم جبري

شرح ومعاني كلمات قصيدة سكنتم سويد القلب في برزخ الصدر

قصيدة سكنتم سويد القلب في برزخ الصدر لـ أبو الهدى الصيادي وعدد أبياتها واحد و خمسون.

عن أبو الهدى الصيادي

محمد بن حسن وادي بن علي بن خزام الصيادي الرفاعي الحسيني، أبو الهدى. أشهر علماء الدين في عصره، ولد في خان شيخون (من أعمال المعرة) وتعلم بحلب وولى نقابة الأشراف فيها، ثم سكن الآستانة، واتصل بالسلطان عبد الحميد الثاني العثماني، فقلده مشيخة المشايخ، وحظى عنده فكان من كبار ثقاته، واستمر في خدمته زهاء ثلاثين سنة، ولما خلع عبد الحميد، نفي أبو الهدى إلى جزيرة الأمراء في (رينكيبو) فمات فيها. كان من أذكى الناس، وله إلمام بالعلوم الإسلامية، ومعرفة بالأدب، وظرف وتصوف، وصنف كتباً كثيرة يشك في نسبتها إليه، فلعله كان يشير بالبحث أو يملي جانباً منه فيكتبه له أحد العلماء ممن كانوا لا يفارقون مجلسه، وكانت له الكلمة العليا عند عبد الحميد في نصب القضاة والمفتين. وله شعر ربما كان بعضه أو كثير منه لغيره، جمع في (ديوانين) مطبوعين، ولشعراء عصره أماديح كثيرة فيه، وهجاه بعضهم. له: (ضوء الشمس في قوله صلى الله عليه وسلم بني الإسلام على خمس - ط) ، و (فرحة الأحباب في أخبار الأربعة الأقطاب - ط) ، و (الجوهر الشفاف في طبقات السادة الأشراف - ط) ، و (تنوير الأبصار في طبقات السادة الرفاعية الأخيار -ط) ، و (السهم الصائب لكبد من آذى أبا طالب - ط) ، و (ذخيرة المعاد في ذكر السادة بني الصياد - ط) ، و (الفجر المنير - ط) من كلام الرفاعي.[١]

تعريف أبو الهدى الصيادي في ويكيبيديا

أبو الهدى الصيادي. (1266- 1328 هـ. 1849 م- 1909 م). اسمه الكامل: محمد بن حسن وادي بن علي بن خزام الصيادي الرفاعي الحسيني، ولد في خان شيخون، من أعمال معرة النعمان، التابعة لولاية حلب في حينها. وتعلم بحلب وولّي نقابة الأشراف فيها، وهو من علماء الدين البارزين في أواخر عهد الدولة العثمانية، حيث تولّى فيها منصب «شيخ الإسلام» أي شيخ مشايخ الدولة العثمانية في زمن السلطان عبد الحميد، كما تولّى نقابة الأشراف، خاصةً وأن نسبه يرجع إلى آل البيت. وله مؤلفات في العلوم الإسلامية وأخرى أدبية، ومجال الشعر بشكل خاص. توفي في جزيرة الأمراء (رينيكبو) التي تم نفيه إليها بعد سقوط الدولة العثمانية.قربه السلطان عبد الحميد الثاني، واتخذ الصيادي موقفاً عدائياً من الدعوة السلفية عموماً والوهابيّة في نجد على وجه الخصوص، ويقول سويدان بكتابه عن أبي الهدى «وكان من أعماله [أي أبي الهدى] مكافحة المذهب الوهابي لئلاّ يتسرّب إلى العراق والشام، لأن السلطان كان يخاف على ملكه في ديار العرب من الوهابيين وصاحبهم»هو والد حسن خالد أبو الهدى رئيس الوزراء بفترة إمارة شرق الأردن. وجد آخر نقيب لأشراف حلب، السيد تاج الدين ابن السيد حسن خالد ابن السيد محمد أبي الهدى الصيادي.[٢]

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي