سلاما على الوطن الخالد
أبيات قصيدة سلاما على الوطن الخالد لـ أحمد الكاشف
سلاماً على الوطن الخالدِ
وسُقياً ليومكم الحاشدِ
رفاق الحياة وما في الحيا
ة غيرُ مُنتجَع الرائد
ويا جيرةَ الحي من ناشر
لواء الرَجاء ومن عاقد
حملتم أمانة مستوثقي
ن من صادر الأمر والوارد
كفى أننا من حمىً واحد
نسير إلى أمل واحد
وحسبيَ أني امرؤٌ وافدٌ
حفيٌّ بكل إمرىء وافد
يسهِّدني حذري حولكم
فياليَ من حاذر ساهد
وأفدي بمهجتيَ العاملي
ن بعد طريفيَ والتالد
أرى شيعاً فأخ شاردٌ
يسام الأذى من أخ طارد
وفي كل آونةٍ هابطٌ
من النجم يفزع من صاعد
ودعوى مموهةٌ لا ننا
ل منها سوى البارق الراعد
فيا للرياسة من فتنة
وإن أصبحتْ في يد العابد
وكم قتل الحكمُ طلابه
ولم أر في الحكم من زاهد
أيقتتلون وهم كالطيو
ر ضاق بها قفص الصائد
فقدنا الحقيقة في خُلفهم
أما يعلمون جوى الفاقد
أينوي الفتى عملاً صالحاً
ويرجوه بالسبب الفاسد
يسيرُ ويجهل عقبى المدى
إلى ملك أم إلى مارد
ويخرج من عاصفٍ مائج
ويأوي إلى واجفٍ مائد
لكل فتى رأيه بينكم
وأين المضلُّ من الناشد
دعوا غارس النَّقْيِ في حيكم
يعِدُّ الوسائلَ للحاصد
فهل تتركون الجديدَ العتي
د رُجعى إلى الغابر البائد
وكيف تساوون بين الخمو
ل والنابه الفطن الراشد
أمن يستقل بوجدانه
كمتبع الحجر الجامد
لأشهد فيكم بجاه الخطي
بِ والحكم في ذمة الشاهد
وأختاره عنَكم نائباً
أميناً على العهد والعاهد
وإن قيل عارض رأي الزعيم
فما هو بالحائل الحائد
أذمُ المعارضَ مستهتراً
وأرضاه في أدب الناقد
وهل من يرى الحقَ فوق الرجا
ل يفزع من صخب الحاقد
أكان لكم غيرُه صائلاً
من الجند في حكمة القائد
ولا بد للقلب وهو الجري
ء من قوة الباع والساعد
إذا ما اطمأن ضمير الفتى
تخطى به معقلَ الراصد
أتنسون جدواه عامَ الجهاد
يشيد بها همةَ الجاهد
ويومَ بغي الأرمنُ العابثو
ن تهتاجهم فتن الكائد
ترضّاهمُ وتوقّاهمُ
فعادوا سلاماً مع العائد
وهل بعد خطبته فيكمُ
مكانٌ لمختلق حاسد
إذا ناب عنكم كما شئتمُ
فمن فضله الكامل الزائد
وعدتكمُ أنه عندما
رجوتمْ ولي ثقة الواعد
كفيل الخطيب بإصراره
على المبدأ الصالح السائد
وموقفه الحر يرضي البلا
د قبلَ رضا الأخ والوالد
غنياً بنجواه عن آجر
له في الجهاد وعن حامد
لئن تتركوه إلى غيره
فلا عذر للآثم العامد
يحول الزمان وحق البلا
د ليس بفان ولا نافد
غداً موعد الفصل للمصلحي
ن في العالم القائم القاعد
وإني البشير بفوز الخطي
ب نائبِ حيِّكُمُ الماجد
شرح ومعاني كلمات قصيدة سلاما على الوطن الخالد
قصيدة سلاما على الوطن الخالد لـ أحمد الكاشف وعدد أبياتها أربعة و أربعون.
عن أحمد الكاشف
أحمد بن ذي الفقار بن عمر الكاشف. شاعر مصري، من أهل القرشية (من الغربية بمصر) ، مولده ووفاته فيها قوقازي الأصل. قال خليل مطران: الكاشف ناصح ملوك، وفارس هيجاء ومقرع أمم، ومرشد حيارى. كان له اشتغال بالتصوير ومال إلى الموسيقى ينفس بها كربه. واتهم بالدعوى إلى إنشاء خلافة عربية يشرف عرشها على النيل فتدارك أمره عند الخديوي عباس حلمي، فرضي عنه، وكذبت الظنون. وأمر بالإقامة في قريته (القريشية) فكان لا يبرحها إلا مستتراً. (له ديوان شعر - ط) .[١]
تعريف أحمد الكاشف في ويكيبيديا
أحمد الكاشف أو أحمد بن ذي الفقار بن عمر الكاشف، شاعر مصري معروف من أصل شركسي، كان معاصرًا للشاعر أحمد شوقي، وله مواقف وطنية مشهودة. وُلِد في قرية القرشية من محافظة الغربية بمصر عام 1878م الموافق 1295 هـ. جيء بوالده طفلًا صغيرًا من شمال القفقاس إلى مصر، فتبناه ذو الفقار كُتخُداي وتولّى تربيته. ويقال أن والدته خديجة بنت سليمان من أصل مورلّي باليونان وأن خالته كانت متزوجة من أمين باشا الشمسي سرتُجَّار بندر الزقازيق وأحد المتحمسين للثورة العرابية. تعلّم القراءة والكتابة ومبادئ اللغة الفرنسية وتقويم البلدان والحساب والتاريخ والهندسة والنحو واللغة. كان له ميل كبير إلى التصوير فعمل على تنمية هذا الميل، كما كان له ميل للاستماع إلى الموسيقى، اهتمّ كثيرًا بدراسة تواريخ وسير حياة النابغين والمتميزين بالتفوق والإبداع. بدأ نظم الشعر في مطلع حياته الأدبية مادحًا الأدباء والكتّاب الكبار، كوسيلة ممتازة للإتّصال بهم والتفاعل معهم والاستفادة من خبراتهم وتجاربهم. تقول عنه الأهرام في عددها الصادر بتاريخ 27 أبريل 1898: «شرع حضرة أحمد أفندي الكاشف أحد أعيان القرشية وناظر المدرسة الأهلية قي تأليف رواية أدبية تاريخية سياسية حماسية سماها "البطل الكريدي" جرت حوادثها في الثلث الأول من هذا القرن فتضمن تاريخ حرب اليونان واستقلال المورة وتغلب العساكر المصرية على ثوار كريت وغير ذلك من الحوادث التي يجدر بكل عثماني الاطلاع عليها وقد تصفحت عدة فصول منها فألفيتها حسنة التركيب بليغة الإنشاء مرصعة بالأشعار الرقيقة فنثني على حضرته ونرجو لمشروعه النجاح». صدر شعره الذي كتبه أثناء حياته في جزئين من مجلّدين كبيرين بعنوان ديوان الكاشف. قال عنه الشاعر خليل مطران يصف طبيعة شعره: «الكاشف ناصح ملوك، وفارس هيجا، ومُقرِّع أُمم، ومُرشِد حيارى».[٢]
- ↑ معجم الشعراء العرب
- ↑ أحمد الكاشف - ويكيبيديا