سلام الله أقبل يا عباد

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة سلام الله أقبل يا عباد لـ حنا بك الأسعد بن أبي صعب

اقتباس من قصيدة سلام الله أقبل يا عباد لـ حنا بك الأسعد بن أبي صعب

سلامُ اللَه أقبل يا عبادُ

فزال الجور وانقشع العنادُ

وأيقظ كل غامضة الليالي

فبارح أعين الدهر الرقادُ

وصبح الأمن شقَّ ظلام ظلمٍ

وضاءَت من سنا العدل البلادُ

وأومض برق سيف الحق نصراً

على الباغين فانفصم الفسادُ

وذرَّت من سما الإنصاف شمسٌ

فزُحزحَ عن سويدانا السوادُ

بوفد منيب مَلكٍ قد تسامت

بهِ العليا وخصَّ به الرشادُ

هو المولى المشير بشير أمن

هو الشهم الخطير هو الجوادُ

فؤادٌ فيهِ روح الملك حلَّت

وراق لعينها مثوىً وزادُ

فكان لها الحفيظ بكل خطبٍ

أبى الإحسار ما اشتدَّ الطرادُ

ومذ ثارت ببرّ الشام قومٌ

بغاةٌ عن سبيل اللَه حادوا

ومدوا ساعداً بالبغي طالت

وخالوا أن يحاميهم بُعادُ

فحرَّك همةً بيمين حزمٍ

وعزمٍ منهُ تندكُّ الطوادُ

رقي ذات البخار يغيثُ قوماً

بصوت دمائهم يا غوث نادوا

على صدر الغمار رمى سبوحاً

لدى خطواتها خجل الجوادُ

قد انسابت على حيزوم جريٍ

كصلٍّ شاقهُ الصلدُ الجمادُ

جوانحها بقلب الماءِ تبدي

شراراً لن يباريهُ زنادُ

ولما في سما لبنان ذرَّت

شوارقهُ لقد خُلعَ الحدادُ

وكان صدوحهُ حزناً أتوفاً

فغرَّد مفرحاً جاءَ المرادُ

ومذ قد عاينت عيناهُ قوماً

بذلٍ أوشكت قهراً تُشادُ

أفاض مراحماً يمّاً عباباً

بصيِّبها على الدنيا امتدادُ

فسحَّت عن شوى شُمٍّ ضخامٍ

وكان مذاقها صرفٌ شهادُ

قراح حيوة من قد مات بغياً

وبعثٌ للأولى بالجور شادوا

بها جبر الكسير من الأعادي

وللجرحى بها نعم الضمادُ

ومدَّ سرادقاً بالأمن أغشت

حزوماً ليس يسفرها ارتدادُ

وساق لجلَّقٍ نفراً قليلاً

ببطشٍ للبغاة لقد أبادوا

ولم يعبأ بجيشٍ من لئامٍ

أثيثٍ قد تضيق بهِ النجادُ

وهزَّ بأفقها عضباً رهيفاً

على صفحاتهِ كُتِبَ الجهادُ

صقيلاً جاءَ للمظلوم نوراً

وللظلام ناراً لا تبادُ

وخُطَّ فِرندهُ آيات حثٍّ

بجيَّهلاً لقد آن الحصادُ

فادبر كل ذي بغي عتيٍّ

ومن حشراتها خلتِ العماد

وأخمد نار ذاك الجور منها

وآب إلى الحياة بها الرمادُ

سقى من كل شُرسوفٍ هُذاماً

نجيعاً فارتوت منهُ المهادُ

وذلَّلَ بغيها بشديد بطشٍ

وآراءٍ لها خدمَ السدادُ

فأمسى كل ضارٍ من طغامٍ

ذليلاً ضمَّ عاتقهُ صفادُ

وباتوا في قيود الهون أسرى

على رمق الحياة لهم لهادُ

وبعد الفتك بالباغين أعطى

أماناً كلَّ منهُ الإطِّهاد

وعاد لحصنها فوراً عياداً

فكان لمن بهِ نعم العيادُ

فأهمت عندماً منهم شُؤونٌ

لأَجفانٍ تملَّكها السهادُ

على صدر الحضيض جرت سواقٍ

من الأعيان فامتلأَت وهادُ

أولاتُ الخدر باتت عارياتٍ

وضاع الخزُّ وانشقَّ الصدادُ

تكبَّد جمعهم حرّاً وبرداً

وحيزوم الثرى لهم الوسادُ

لذا صاحوا ألا يا رب رحماً

أمان اللَه منك الإعتضاد

وفدوا بالدعاء له جؤآراً

شكوا جوعاً لديه واستزادوا

فحن لهم فؤاد الكون حتى

بكت لبكائه الصم الصلاد

وأمن هم وأسكن كل روعٍ

بقوم كان إدراكها النفاد

وزاد الزاد مع أمراط خزٍّ

فحف بكل عاريةٍ بجاد

وقال لهم ألا قروا عيوناً

لكم جدواي ما اتصل الرياد

وأهطل بحر إحسانٍ خضماً

فعم الكون منه الإقتلاد

وأضحوا في صفا عيشٍ رغيدٍ

وبعد الحزن للأفراح عادوا

لك الفتح المبين أيا مفدى

لك النصر الأمين لك الجلاد

لك الفضل العميم لك المعالي

لك المجد الفخيم لك الرواد

أيا روح الوجود أتيت تجدي

بجودٍ عمنا منه الوجاد

فأحييت الورى جددت بعثاً

ومنك إلى العباد أتى المعاد

لئن قد حاور الشعراء مدحاً

لضاق الطارس وانقطع المداد

يطيش العقل في مدحٍ تسامى

وهل للمرء للشمس اصطعاد

هو المثوى لروح الكون حقاً

وذا قد صح فيه الإعتقاد

وماذا الأمر قد أخرت خاف

بأن الروح مسكنها الفؤاد

شرح ومعاني كلمات قصيدة سلام الله أقبل يا عباد

قصيدة سلام الله أقبل يا عباد لـ حنا بك الأسعد بن أبي صعب وعدد أبياتها سبعة و خمسون.

عن حنا بك الأسعد بن أبي صعب

حنا بك الأسعد بن أبي صعب

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي