سلام كأنفاس الرياض وشي بها

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة سلام كأنفاس الرياض وشي بها لـ السلطان الخطاب

اقتباس من قصيدة سلام كأنفاس الرياض وشي بها لـ السلطان الخطاب

سلامٌ كأنْفاسِ الرياضِ وَشَي بها

نسيمٌ هدوءاً والنواظِرُ هُجَّعُ

بجَرْعاءِ وادٍ من تهامة بعدما

سَقَتْها غيوث لِلسماكَيْنِ هُمَّعُ

وأَرْضَعَها خِلْفٌ من الطَّلِّ آخرٌ

من الليل ما زالت به فيه تَرْضَعُ

فجاءَتْ كأَنَّ المِسْكَ خالَطَ نَفْحَها

لها في أُنوف الناشقين تَضَوُّعُ

على ضَوْءِ شَمْسٍ للهداية لم تزل

لها أَبَداً في مشرق الدين مَطْلَعُ

على الفلْكِ فَلْكُ الدين والحُجَّة التي

تَذِلُّ لها غُلْبُ الرِّقابِ وتَخْضَعُ

على من غدا التوحيدُ مُذْ شُدَّ أَزْرُهُ

بها وله نُورٌ على الناس يَسْطَعُ

على من تَلافانا الإمامُ بهَدْيِها

وللكلِّ في بحر الضلالة مَشْرَعُ

فأَنْقَذْنا من ظُلْمَةِ الجَهْل والعَمَى

به عَلَمٌ نَلْجا إليه ونَفْزَعُ

تَعافُ فضولَ العَيْش أَبِيَّةٌ

لها وَهَيَ نَحْوَ المكرمات تَطَلَّعُ

وتهجر طِيبَ النَّوْم والناسُ نُوَّم

فتسجد طولَ الليل دَأْبا وتَرْكَعُ

تَلَذُّ صِيامَ الدهر غيرَ مُطِيقَةٍ

ولكنَّه زُهْدٌ بها وتَوَرُّعُ

أَمَوْلاتَنا قَوْلُ المُشَرِّفِ نَفْسَهٌ

نِداء امْرىءٍ منه الفؤادُ مُرَوَّعُ

أنا الرجل المملوك ذو النَّسَب الذي

لأَعيَاصِهِ المُلْتَفِّ عِصُك مَجْمَعُ

وقد كان منِّي في القديم تَعَلُّقٌ

بحَبْلِك ممّا أَتَّقِيهِ وأَفْزَعُ

وآكَدُ من هذا وذلك أَنَّني

فَتىً مَهْيَعٌ الإِيمان عندي مَهْيَعُ

لدى معشرٍ أَمّا الضلالةُ عِنْدَهم

فتُحْفَظُ لكنَّ الهُدَى فيُضَيَّعُ

وحيداً أَكُرُّ الطَّرْفَ في غير مُنْصِفٍ

ولا أَحَدٌ أَلْجا إِليه فينْفَعُ

تَكَنَّفَني الأَعْداءُ من كلّ جانِبٍ

وقاموا بلا شكٍّ علىَّ وأَجمعوا

وسارَ لحَرْبي عامِداً وقَلِيعَتي

هنالك منْ تَحْويِهِ حَيْسٌ ويَنْبَعُ

فدَاسُوا بلادي واستباحوا عشائِري

وكلٌّ إِلى ما ساءَني يَتَسَرَّعُ

وأُحْرقَ داري واسْتُبِيحَتْ مَحارِمي

وأَضْحَتْ بلادي وهْيَ سوداءُ بَلْقَعُ

على خُطَطٍ منهنّ كَوْني مُعَظَّماً

ببيضَةِ عِزٍّ منكِ لا تَتَصَدَّعُ

ومنها الْتِزامي بالهُدَى وتَعَلُّقي

بحبْل متينٍ منكَ لا يَتَقَطَّعُ

وكَوْني من قحطان أَسْلُكُ طُرْقَهم

كما كان قَبْلي من تقَدَّمَ يصْنَعُ

وإِنِّي امْرُؤٌ لا يعرف الجارُ عنده

مدى الدهر إِلا حولَ داري يُمْنعُ

وتُمْسي بيَ الجيرانُ وَهْيَ عزيزةٌ

لدىَّ كِرامٌ سِرْبُهم لا يُرَوَّعُ

فراموا اهتِضَامي اهْتِضامَ مُجاوِري

وذلك من لَمْسِ السموات أَوْقَعُ

فلا وأَبي لو حَزَّ رأًَسي قاطعٌ

على الجار ما أَضحى لديَّ يُزَعْزَعُ

وعلمي يقيناً أَنَّ حَزْبَك غالِبٌ

وجُنْدَك ممنوعٌ ورأْيَك مِصْقَعُ

وقَوْلَك مسموعٌ وعِزَّك أَقْعَسٌ

ورأْيَك متبوعٌ وريحك زَعْزَعُ

فإِنْ تنصريني نجدةً وحميّةً

ففي مِثْلِ حالي للصنيعة مَوْضِعُ

فقد نَصَرَتْ سَيفاً من الفُرْسِ عُصْبَةٌ

وسِيّان منهم يافِثُ والهَمَيْسَعُ

أَتاهم به مُستنصِراً فَتحَرَّكَتْ

حَماياهمُ والقول في الحُرّ ينْجَعُ

وإِنَّي لأَرجو منك يوماً على العِدا

أَبُلُّ به حَرَّ الغليل وأَنْقَعُ

وأَنَقِمٌ ثَأْراً من نِزارٍ وأَقْتضي

بما أَسْلفوه من فِعالٍ فأَقْنَعُ

شرح ومعاني كلمات قصيدة سلام كأنفاس الرياض وشي بها

قصيدة سلام كأنفاس الرياض وشي بها لـ السلطان الخطاب وعدد أبياتها ستة و ثلاثون.

عن السلطان الخطاب

السلطان الخطاب بن الحسن بن أبي الحفاظ الحجوري. أحد شعراء القرن السادس الهجري من أهل اليمن، متصوف، فارس، في شعره لين وقسوة وله هجاء مر لمخالفيه في العقيدة ومن ذلك قوله في لعن من نحى مذاهب الباطنية وإباحة سفك دمه: دينَي لَعْنُ الباطنِّي الذي يَصُدُّ عن نَهْجِ الهُدَى الواضِحِ وقد تأثر بالدعوة الفاطمية بمصر، واختلف مع أخيه الأكبر (أحمد) الذي تولى الحكم بعد موت والده حتى نشبت الحرب بينهما وانتهت بمقتل أخيه أحمد، فاستلم مقاليد الحكم بعده فقام عليه أخوه سليمان الذي كان كأخيه أحمد معانداً للأئمة الفاطميين فقتله الخطاب، فقام عليه أولاد سليمان فقتلوه.[١]

  1. معجم الشعراء العرب

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي