سلا ظاهر الأنفاس عن باطن الوجد

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة سلا ظاهر الأنفاس عن باطن الوجد لـ الشريف الرضي

اقتباس من قصيدة سلا ظاهر الأنفاس عن باطن الوجد لـ الشريف الرضي

سَلا ظاهِرَ الأَنفاسِ عَن باطِنِ الوَجدِ

فَإِنَّ الَّذي أُخفي نَظيرُ الَّذي أُبدي

زَفيراً تَهاداهُ الجَوانِحُ كُلَّما

تَمَطّى بِقَلبي ضاقَ عَن مَرِّهِ جِلدي

وَكَيفَ يُرَدُّ الدَمعُ يا عَينِ بَعدَما

تَعَسَّفَ أَجفاني وَجارَ عَلى خَدّي

وَإِنِّيَ إِن أَنضَح جَوايَ بِعَبرَةٍ

يَكُن كَخَبِيِّ النارِ يُقدَحُ بِالزَندِ

فَهَذي جُفوني مِن دُموعِيَ في حَياً

وَهَذا جَناني مِن غَليلِيَ في وَقدِ

حَلَفتُ بِما وارى السِتارُ وَما هَوَت

إِلَيهِ رِقابُ العيسِ تُرقِلُ أَو تَخدي

لَقَد ذَهَبَ العَيشُ الرَقيقُ بِذاهِبٍ

هُوَ الغارِبُ المُجزولُ مِن ذُروَةِ المَجدِ

وَإِنّي إِذا قالوا مَضى لِسَبيلِهِ

وَهيلَ عَليهِ التُربُ مِن جانِبِ اللَحدِ

كَساقِطَةٍ إِحدى يَدَيهِ إِزاءَهُ

وَقَد جَبَّها صَرفُ الزَمانِ مِنَ الزَندِ

وَقَد رَمَتِ الأَيّامُ مِن حَيثُ لا أَرى

صَميمِيَ بِالداءِ العَنيفِ عَلى عَمدِ

فَلا تَعجَبا أَنّي نَحَلتُ مِنَ الجَوى

فَأَيسَرُ ما لاقَيتُ ما حَزَّ في الجِلدِ

وَلَو أَنَّ رُزءاً غاضَ ماءً لَكانَه

وَجَفَّت لَهُ خُضرُ الغُصونِ مِنَ الرَندِ

سَقى قَبرَهُ مُستَمطِرٌ ذو غِفارَةٍ

يَجُرُّ عَليهِ عُرفَ مَلآنَ مُربَدِ

إِذا قُلتُ قَد خَفَّت مَتاليهِ أَرزَمَت

وَأَجلَبَ بِالبَرقِ المُشَقِّقِ وَالرَعدِ

حُسامٌ جَلا عَنهُ الزَمانُ فَصَمَّمَت

مَضارِبُهُ حيناً وَعادَ إِلى الغِمدِ

سِنانٌ تَحَدَّتهُ الدُروعُ بِزُغفِها

فَبَدَّدَ أَعيانَ المُضاعَفِ وَالسَردِ

جَوادٌ جَرى حَتّى اِستَبَدَّ بِغايَةٍ

تُقَطِّعُ أَنفاسَ الجِيادِ مِنَ الجَهدِ

سَحابٌ عَلا حَتّى تَصَوَّبَ مُزنُهُ

وَأَقلَعَ لَمّا عَمَّ بِالعيشَةِ الرَغدِ

رَبيعٌ تَجَلَّى وَاِنجَلى وَوَراءَهُ

ثَناءٌ كَما يُثنى عَلى زَمَنِ الوَردِ

نَعَضُّ عَلى المَوتِ الأَنامِلَ حَسرَةً

وَإِن كانَ لا يُغني عَناءً وَلا يُجدي

وَهَل يَنفَعُ المَكلومَ عَضُّ بَنانِهِ

وَلَو ماتَ مِن غَيظٍ عَلى الأُسدِ الوَردِ

عَوارٍ مِنَ الدُنيا يُهَوِّنُ فَقدَها

تَيَقُّنُنا أَنَّ العَوارِيَ لِلرَدِّ

يَنالُ الرَدى مَن يَعرِضُ الهَضبُ دونَهُ

وَلَو كانَ في غَورٍ مِنَ الأَرضِ أَو نَجدِ

وَيَسلَمُ مَن تُسقى الأَسِنَّةُ حَولَهُ

بِأَيدي الكُماةِ المُعلِمينَ عَلى الجُردِ

فَما ذاكَ إِن لَم يَلقَ حَتفاً بِخالِدٍ

وَلا ذا مِنَ الحَتفِ المُطِلِّ عَلى بُعدِ

لَئِن ثَلَمَت مِنّي اللَيالي عَشائِري

فَما ثَلَموا إِلّا مِنَ الحَسَبِ العِدِّ

شَجَوني وَلَم يُبقوا لِعَينِيَ بَلَّةً

مِنَ الدَمعِ إِلّا اِستَفرَغوها مِنَ الوَجدِ

عَزاءَكَ فَالأَيّامُ أُسدٌ مُذِلَّةٌ

تَعُطُّ الفَتى عَطَّ المَقاريصِ لِلبُردِ

إِذا أَورَدَتهُ نَهلَةً مِن نَعيمِها

أَعادَتهُ حَرّانَ الضُلوعِ مِنَ الوِردِ

أَغَلَّ إِلى القَلبِ المَنيعِ مِنَ القَنا

وَأَجرى إِلى الآحالِ مِن قُضُبِ الهِندِ

أَرادَ بِكَ الحُسّادُ أَمراً فَرَدَّهُ

عَليهِم سَفاهُ الرَأيِ وَالرَأيُ قَد يُردي

فَلا يُغمِدَنَّ السَطوَ وَالحِلمَ ضائِرٌ

وَقَد نَزَعَ الأَعداءُ آصِرَةَ الوُدِّ

هُمُ قَعقَعوا بَغياً عَليكَ وَأَجلَبوا

فَآبوا وَما قاموا بِحَلٍّ وَلا عَقدِ

وَقَد رَكِبوهُ مَرَّةً بَعدَ مَرَّةٍ

فَيا لِذَلولِ البَغيِ مِن مَركَبٍ مُردي

فَحَتّى مَتى تُغضي مِراراً عَلى القَذى

وَتَلحَظُكَ الأَضغانُ مِن مُقَلٍ رُمدِ

فَإِن لا تَصِل تُصبِح عِداكَ كَثيرَةً

عَليكَ وَداءُ الطَعنِ إِن هِبتَهُ يُعدي

وَهَل كانَ ذاكَ البُعدُ إِلّا تَنَزُّهاً

عَلى المُضمِرِ البَغضاءِ وَالحاسِدِ الوَغدِ

وَجِئتَ مَجيءَ البَدرِ أَخلَقَ ضَوءُهُ

فَعادَ جَديدَ النَورِ بِالطالِعِ السَعدِ

وَكَم مِن عَدوٍّ قَد سَرى فيكَ كَيدُهُ

سُرى السُمِّ مِن رَقطاءَ ذاتِ قَراً جَعدِ

فَأَغفَلتَهُ ثُمَّ اِنتَضَيتَ عَزيمَةً

نَزَعتَ بِها مِن قَلبِهِ حُمَّةَ الحِقدِ

وَذي خَطَلٍ أَوجَرتَهُ مِنكَ غُصَّةً

فَأَطرَقَ مِنها لا يُعيدُ وَلا يُبدي

شرح ومعاني كلمات قصيدة سلا ظاهر الأنفاس عن باطن الوجد

قصيدة سلا ظاهر الأنفاس عن باطن الوجد لـ الشريف الرضي وعدد أبياتها واحد و أربعون.

عن الشريف الرضي

محمد بن الحسين بن موسى، أبو الحسن، الرضي العلوي الحسيني الموسوي. أشعر الطالبيين على كثرة المجيدين فيهم. مولده ووفاته في بغداد، انتهت إليه نقابة الأشراف في حياة والده وخلع عليه بالسواد وجدد له التقليد سنة 403 هـ. له ديوان شعر في مجلدين، وكتب منها: الحَسَن من شعر الحسين، وهو مختارات من شعر ابن الحجاج في ثمانية أجزاء، والمجازات النبوية، ومجاز القرآن، ومختار شعر الصابئ، ومجموعة ما دار بينه وبين أبي إسحاق الصابئ من الرسائل. توفي ببغداد ودفن بداره أولاً ثمّ نقل رفاته ليدفن في جوار الحسين رضي الله عنه، بكربلاء.[١]

تعريف الشريف الرضي في ويكيبيديا

أبو الحسن، السيد محمد بن الحسين بن موسى، ويلقب بالشريف الرضي (359 هـ - 406 هـ / 969 - 1015م) هو الرضي العلوي الحسيني الموسوي. شاعر وفقيه ولد في بغداد وتوفي فيها. عمل نقيباً للطالبيين حتى وفاته، وهو الذي جمع كتاب نهج البلاغة.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. الشريف الرضي - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي