سلمت وما الديار بسالمات

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة سلمت وما الديار بسالمات لـ مهيار الديلمي

اقتباس من قصيدة سلمت وما الديار بسالمات لـ مهيار الديلمي

سلمتِ وما الديارُ بسالماتٍ

على عنَت البلى يا دارَ هندِ

ولا برِحتْ مفوَّقةُ الغوادي

تُصيبُ رباكِ من خَطَإٍ وعمدِ

بموقِظةِ الثرى والتربُ هادٍ

ومُجديةِ الحيا والعامُ مُكدي

على أني متى مطرَتْكِ عيني

ففضلٌ ما سقاكِ الغيثُ بعدي

أميلُ إليكِ يجذبني فؤادي

وغيرُكِ ما استقام السيرُ قصدي

وأُشفق أن تبدِّلكِ المطايا

بوطأتها كأنَّ ثراكِ خدّي

أرى بكِ ما أراه فمستعيرٌ

حشاي وواجدٌ بالبين وجدي

وليتِك إذ نحلتِ نحولَ جسمي

بقِيتِ على النحول بقاءَ عهدي

وما أهلوكِ يومَ خلوتِ منهم

بأوّلِ غَدرةٍ للدهر عندي

سلي الأيام ما فعلت بأنسي

وعيشٍ لي على البيضاء رغدِ

وفي الأحداج عن رشإٍ حبيبٍ

على لونيه من صِلةٍ وصدِّ

يماطلُ ثم يُنجزُ كلَّ دَيْنٍ

ولم ينجز بذي العلمين وعدي

تبسّم بالبراق وصاب غيث

فلو مُلِكَ الفِداءُ لكنتُ أَفدي

ثناياه وفاه ولا أغالي

بما في المزن من برقٍ وبَرْدِ

ألاَ مَن عائدٌ ببياضِ يومٍ

لعيني بين أحناء وصمدِ

وعِينٍ بالطُّوَيلع بارزاتٍ

على قَسَماتِهنّ حياءُ نجدِ

نظرنَ فما غزالتُه بلحظٍ

ومِسْنَ فما أراكتُه بقدِّ

وبلهاء الصِّبا تبغي سِقاطي

إذا حلّلتها هزَلتْ بجِدّي

تَعدُّ سنيَّ تعجَبُ من وقاري

ولم يجتزْ مراحَ العمر عَدِّي

فما للشَّيْب شدَّ عليّ ركضاً

فطوّح بي ولم أبلغ أشُدِّي

يعيّرني ولم أره شآني

تنبه حظُّه بخمولِ جَدّي

وودَّ على غضارة حُلَّتيهِ

مكانَ الرقع من أسمال بُردي

وما ورقُ الغنى المنفوضُ عنّي

بمُعرٍ من حُسام المجدِ غِمدي

حملتُ وليس عن جَلَدٍ بقلبي

حُمولَةَ واسع الجنبين جَلْدِ

تبادهني النوائب مستغرّاً

فأدفعها بعزمةِ مستعِدّ

يزِلُّ الحوفُ عن سكنات قلبي

زليلَ الماءِ عن صفحاتِ جلدي

دع الدنيا تَرِفَّ على بنيها

وتُجلِبُ بالجفاء عليّ وحدي

وفِرْ أموالَهم تنمو وتزكو

فليس كنوزُها ثمناً لحمدي

لعل حوائ الآمال فيهم

تُطَرَّقُ من أبي سعدٍ بسعدِ

فتى عَقدتْ تمائمُه فطيماً

على أُكرومةٍ ووفاءِ عَقدِ

وربَّته على خُلُق المعالي

غرائزُ من أبٍ عالٍ وجَدِّ

فما مجَّت له أُذُنٌ سؤالاً

ولا سمحتْ له شَفَةٌ بردِّ

إذا اخضرّت بنانُ أبٍ كريمٍ

فصِبغتُها إلى الأبناء تُعدِي

تطاولَ للكمالِ فلم يُفتْهُ

على قُربِ الوِلاد مكانُ بُعدِ

وتمَّ فعُلِّق الأبصارَ بدراً

ولم يَعلَقْ له شَعَرٌ بخدِّ

رآه أبوه وابن الليث شبل

لسَدَّةِ ثُغرةٍ وهو ابن مَهدِ

فقال لحاسديه شُقِيتُمُ بي

وهذا ابني به تَشقَوْنَ بعدي

جَرَى ولداتِهِ فمضى وكدُّوا

لو أنَّ الريحَ مُدْرَكَةٌ بكدِّ

إذا سبروه عن عَوصاءَ أدلَى

بها فَنَجا على غَرَرِ التحدّي

دَعُوا دَرَجَ الفضائل مزلِقاتٍ

لماضٍ بالفضائلِ مستبِدِّ

وما حسدُ النجومِ على المعالي

ولو ذابَ الحصا حسدا بمُجدي

أبا سعدٍ ولو عثروا بعيبٍ

مشوا فيه بحقٍّ أو تعدّي

وقد تسرى العيوبُ على التصافي

فكيفَ بها بحقٍّ أو تعدّي

ولكن فتَّهم فنجوتَ منهم

نَجاءَ اللحن بالخصمِ الألدِّ

وملَّكَكَ الفخارُ فلم تنازَع

بقُلٍّ في النديّ ولا بحَشْدِ

أبٌ لك يُلحِمُ العلياءَ طولاً

وخالٌ في عِراصِ المجد يُسدِي

ولم يعدِلْ أبا لك يَعرُبيّاً

زميلٌ مثلُ خالك في مَعَدِّ

جزيتُك عن وفائك لي ثناءً

يودّ أخي مكانَك فيه عندي

ولولا الودُّ عزّ عليك مدحي

ولولا الفضلُ عزّ عليك ودّي

بني عبد الرحيم بكم تعالت

يدي ووري على الظلماء زَندي

وإن أودَى بنيسابور قومي

فجدُّكُمُ من الأملاك جدِّي

وأصدقُ ما محضتُ القومَ مدحي

إذا ما كان مَجدُ القوم مَجدي

تُفاعِيني لتُردِيَني الليالي

فأذكرُكم فتنهسُني بدُرْدِ

وأزحَمُ فيكُمُ نكباتِ دهري

بعصبةِ غالبٍ وبني الأشدِّ

لذلك ما حبوتكُمُ صفايا

ذخائرُ خيرُ ما أحبو وأُهدي

طوالعُ من حجابِ القلبِن عفوي

بهنَّ يُبدُّ غايةَ كلِّ جُهدِ

تجوبُ الأرض وتقطعُ كلَّ يوم

مدَى عامين للساري المُجِدِّ

يَرِيَن وبعدُ لم يُروَين حسناً

كأنّ سطورَهن وُشوعُ بُرْدِ

إذا رَوَّت رجالَكُمُ كُهولاً

سأرن لصبيةٍ منكم ومُدِ

ولولاكم لما ظفرت بكفءٍ

يَسُرُّ ولا سعت قدماً لرشدِ

ولكن زفّها الأحرارُ منكم

فما أشقيت حرّتَها بعبدِ

فَضَلتم سؤدداً وفضَلتُ قولاً

فكلٌّ في مداه بغير نِدِّ

بكم خُتم الندَى وبِيَ القوافي

بقيتم وحدكم وبقيتُ وحدي

شرح ومعاني كلمات قصيدة سلمت وما الديار بسالمات

قصيدة سلمت وما الديار بسالمات لـ مهيار الديلمي وعدد أبياتها ثلاثة و ستون.

عن مهيار الديلمي

مهيار بن مرزويه، أبو الحسن الديلمي. شاعر كبير في أسلوبه قوة وفي معانيه ابتكار، قال الحر العاملي: جمع مهيار بين فصاحة العرب ومعاني العجم، وقال الزبيدي: (الديلمي) شاعر زمانه فارسي الأصل من أهل بغداد، كان منزله فيها بدرب رباح، من الكرخ، وبها وفاته. ويرى (هوار) أنه ولد في الديلم (جنوب جيلان على بحر قزوين) وأنه استخدم في بغداد للترجمة عن الفارسية. وكان مجوسياً وأسلم سنة 494هـ على يد الشريف الرضي. وتشيع وغلا في تشيعه وسب بعض الصحابة في شعره، حتى قال له أبو القاسم ابن برهان: يا مهيار انتقلت من زاوية في النار إلى أخرى فيها.[١]

تعريف مهيار الديلمي في ويكيبيديا

أبو الحسن - أو أبوالحسين - مِهيَارُ بن مروزيه الديّلمِيُّ (توفي 428 هـ / 1037 م) كاتب وشاعر فارسي الأصل، من أهل بغداد. كان منزله في بغداد بدرب رباح من الكرخ. كان مجوسياً فأسلم، ويقال إن إسلامه سنة 384 هـ كان على يد الشريف الرضي أبي الحسن محمد الموسوي وهو شيخه، وعليه تخرج في نظم الشعر، وقد وازن كثيرا من قصائده، ويقول القمي: (كان من غلمانه). قال له أبو القاسم ابن برهان: «يا مهيار قد انتقلت بأسوبك في النار من زاوية إلى زاوية»، فقال: «وكيف ذاك؟» قال: «كنت مجوسيا فصرت تسب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في شعرك». ويرى هوار أنه وُلِدَ في الدَّيلم، في جنوب جيلان، على بحر قزوين، وأنه استخدم في بغداد للترجمة عن الفارسية. كان ينعته مترجموه بالكاتب، ولعله كان من كتاب الديوان. كان شاعرا جزل القول، مقدما على أهل وقته، وله ديوان شعر كبير يدخل في أربع مجلدات، وهو رقيق الحاشية طويل النفس في قصائده. ذكره الحافظ أبو بكر الخطيب في كتابه تاريخ بغداد وأثنى عليه وقال: «كنت أراه يحضر جامع المنصور في أيام الجمعات [يعني ببغداد] ويقرأ عليه ديوان شعره ولم يقدر لي أسمع منه شيئاً». قال الحر العاملي: جمع مهيار بين فصاحة العرب ومعاني العجم.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. مهيار الديلمي - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي