سلوا النسر فى أى أرض نزل
أبيات قصيدة سلوا النسر فى أى أرض نزل لـ عبد الحليم حلمي

سَلُوا النسرَ فى أىِّ أرضٍ نزل
وألقَى على غيرِه ما حَمَل
تعلَّق فى أَملٍ قاتلٍ
ولَليأسُ أقتلُ منه الأمل
فأصعدَه حيث تكبو القُوى
وأهبطَه حيثُ تنبو الحيل
نريدُ الزمانَ على منيَةٍ
فيرضَى الزمانُ ويأبى الأجل
وللناسِ فى كلِّ شىء كلامٌ
ولله فى كلِّ شىءٍ عمل
فَيا أيها النَّسر أنتَ الذى
زحمتَ مع الشمس برجَ الحمل
وأمليتُ عنك على أمتى
قصائدَ لا يعتريها الملل
بها يعرفون انقضاضَ العقابِ
وجأش الهزبرِ ورأىَ الرجل
هوى أمسِ فتحى فقُلنا غداً
يحلِّق نورى بأعلى الجبل
وظَلتُ على قبره أرتجى
نزولَ السَّحاب وأخشى المطل
واُنسيتُ أنك ضمنَ السَّحابِ
فكنتَ السَّحابَ الذى قد نزل
فيا طيرُ دونكِ مَلك النسور
صريعاً فشُقِّى عليه الحُلل
وخُطّى له مضجعاً فى السماءِ
يكن لك حَجًّا اليه الرِّحل
وخُطِّى عليه من الشعر بيتين
يرويهما عن بنيك الأزل
هنا مُسرِجُ الريحِ فوقَ السُّهى
هنا مُلجمُ الموتَ تحت الأسل
فيا أيها الحيُّ أنتَ الجبانُ
ويا أيها الميتُ أنت البطل
هلالُكَ محتَجَبٌ فى الظلام
وشَمُسكَ كابيةٌ فى الطَفَل
أذلك حظُّ بنى الشرق منه
يُحَلَّون من سعيهم بالعَطَل
ينالون بعد الثريَّا الثرى
وما كَمُلَ البدرُ إِلاَّ اضمحل
أَإِن مدَّ منا امرؤٌ ساعديه
رَمى ساعديه الردى بالشلل
فيا أُمَمَ الشرقِ لا تجزعى
ولا يبعثِ اليأسُ فيكِ الكسل
فلولا الدُّجَى ما عرَفنا الضُّحى
ولولا الأسى ماعرفنا الجذل
قفار ظفرن بتاموره
وتوَّجنَ منه رؤوس القُللِ
وأبصرنَ كيف تُراقُ العلا
وتَسبقُ فيها المنايا العِلَل
وإن المنيةَ بابُ الخلود
ولم يغتنمه سوى من دَخَل
شرح ومعاني كلمات قصيدة سلوا النسر فى أى أرض نزل
قصيدة سلوا النسر فى أى أرض نزل لـ عبد الحليم حلمي وعدد أبياتها خمسة و عشرون.
عن عبد الحليم حلمي
عبد الحليم حلمي بن إسماعيل حسني المصري. شاعر، قارب النبوغ وحالت منيته دونه. ولد في قرية (فيشا) من دمنهور (بمصر) والتحق بالمدرسة العسكرية. ثم توظف بالسودان، واستقال، وكانت له في أواخر أيامه حظوة عند الملك أحمد فؤاد حتى دعي شاعره، وتوفى بالقاهرة. له (ديوان شعر-ط) ثلاثة أجزاء صغيرة، و (الرحلة السلطانية-ط) جزآن.[١]
- ↑ معجم الشعراء العرب