سل الخطب إن أصغى إلى من يخاطبه

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة سل الخطب إن أصغى إلى من يخاطبه لـ شرف الدين الحلي

اقتباس من قصيدة سل الخطب إن أصغى إلى من يخاطبه لـ شرف الدين الحلي

سل الخطب إن أصغى إلى من يخاطبه

لمن علقت أنيابه ومخالبه

نشدتك عاتبه على نائباته

وإن كان نائي السمع عمن يعاتبه

لي الله كم أرمي بطرفي ضلاله

إلى أفقٍ مَجْدٍ قد تهاوت كواكبه

فمالي أرى الشهباء قد حال صبحها

عليَّ دجىً لا تستنير غياهبه

أحقاً حِمى الغازي الغياث بن يوسف

أبيح وعادت خائبات كتائبه

نعم كُوِّرت شمس المدائح وانطوت

سماء العلا والنُّحج ضاقت مذاهبه

فمن مخبري عن ذلك الطود هل وهت

قواعده أو لان للخطب جانبه

أجلْ ضعفت بعد الثبات وزعزعت

بريح المنايا العاصفات مناكبه

وغُيِّضَ ذاك البحر من بعد ما طمت

وَطَمَّتْ لغشيان البلاد غواربه

فشلت يمين الخطب أي مهند

برغم العلا سلت فقلت مضاربه

لئن حُبِسَ الغيث الغياثيُّ قطره

فقد سَحَبَتْ في كل قطر سحائبه

فأين يَكُد العيس بعد ابن يوسف

أخو أمل أكدت عليه مطالبه

فلا أدركت نيل العلا طلباته

ولا بركت في أرض أمن ركائبه

ولا انتجعت إلا معيس حقبة

من الجدب لا يُثْنَى عليها حقائبه

مضى من أقام العدل في ظل عدله

وآمن من خطب يَدِبُّ عقاربه

فكم من حمى صعب أباحت سيوفه

ومن مستباح قد حمته مواكبه

أرى اليوم دست الملك أصبح خاوياً

أما فيكم من مخبر أين صاحبه

فمن سائلي عن سائل الدمع لِمْ جرى

لعل فؤادي بالوجيب يجاوبه

فكم من ندوب في قلوب نضيحة

بنا وكروب أججتها نوادبه

أيُسْلَم لم تحطم صدور رماحه

بذبٍ ولم تثلم بضرب قواضبه

ولا اصطدمت عند الحروب كماته

ولا ازدحمت بين الصفوف جنائبه

ولا سيم أخذ الثأر يوم كريهة

تشق مثار النقع فيها سلاهبه

أيا ملبسي ثوباً من الحزن مُسْبَلاً

أيحسن بي أنَّ التَّسَلِّي سالبه

خدمتك روض المجد تضفو ظلاله

عليّ وحوض الجود تصفو مشاربه

وقد كنت تدنيني وترفع مجلسي

لمقروض مدح ما تعداك واجبه

فما بال إذني قد تمادى ولم يكن

إذا جئت يثنيني عن الباب حاجبه

أرى الشمس أخفت يوم فقدك نورها

فلا كان يوم كاشف الوجه شاحبه

فكيف نبا سيف اعتزامك أو كبا

جواد من الحزم الذي أنت راكبه

فمن لليتامى يا غياث يغيثهم

إذا الغيم لم ينقع صدا العام ساكبه

ومن لملوك كنت ظلاً عليهم

ظليلاً إذا ما الدهر نابت نوائبه

فيا تاركي ألقى العدو مسالماً

متى ساءني بالجد قمت ألاعبه

سقت قبرك الغر الغوادي وجاده

من الغيث ساريه الملثُّ وساربه

فإن يك نور من شهابك قد خبا

فيا طالما جلى دجى الليل ثاقبه

فقد لاح بالملك العزيز محمد

صباح هدىً كنَّا زماناً نراقبه

فتى لم يفته من أبيه وجده

إباءٌ وجد غالباً من يغالبه

ومن كان في المسعى أبوه دليله

تدانى له الشأو الذي هو طالبه

وبالصالح استعلى صلاح رعية

لها منه رَعْيٌ ليس يقلع راتبه

فحسب الورى من أحمد ومحمد

مليكان من عاداهما ذل جانبه

هما أحرزا علياء غازي بن يوسف

وما ضيَّعَا المجد الذي هو كاسبه

فأفق العلى لولاهما كان أظلمت

مشارقه من بعده ومغاربه

ستحمي على رغم الليالي حماهما

عوالي قناً تردي الأسود ثعالبه

فكم من ملم جل موقع خطبه

فساءت مباديه وسرت عواقبه

فيا قَمَرَيْ سعد أطلا على الدجى

فولَّى وما ألْوَى على الأفق هاربه

أيمكث بالشهبا عبيد أبيكما

ومادحه أو تستقل نجائبه

فإن شئتما بعد الغياث أغثتما

مصاب فؤاد فوقتها مصائبه

كأنْ لم أقف أجلو التهاني أمامه

وتضحك في وجه الأماني مواهبه

فهُنِّئتما ما نلتما وبقيتما

لإحراز ملك ساميات مراتبه

شرح ومعاني كلمات قصيدة سل الخطب إن أصغى إلى من يخاطبه

قصيدة سل الخطب إن أصغى إلى من يخاطبه لـ شرف الدين الحلي وعدد أبياتها سبعة و أربعون.

عن شرف الدين الحلي

أبو الوفاء راجح بن أبي القاسم إسماعيل الأسدي الحلي أبو الهيثم شرف الدين. شاعر من بني أسد ولد في مدينة الحلة في العراق. وقد رحل الشاعر إلى بغداد في خلافة الإمام الناصر لدين الله أبي العباس أحمد المستضيء بنور الله ولكنه لم يستقر كثيراً فرحل إلى الشام ومصر. وقد قضى جل حياته في ربوع الشام، ويظهر من شعره أنه شيعي وهذا ظاهر إذ أن كل أهل الحلة متشيعين. وشعر الحلي يشمل المدح في معظمه وله (ديوان كبير - خ) .[١]

  1. معجم الشعراء العرب

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي