سل الصب ذا الأشجان ماذا بها ألفى

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة سل الصب ذا الأشجان ماذا بها ألفى لـ المفتي عبد اللطيف فتح الله

اقتباس من قصيدة سل الصب ذا الأشجان ماذا بها ألفى لـ المفتي عبد اللطيف فتح الله

سَلِ الصبَّ ذا الأَشجانِ ماذا بِها أَلفى

وَهَل قَطعَ الإِبعادُ أحشاءَهُ أَلفا

يَهيمُ عَلى الأَبعادِ وَلْهانَ واجِداً

كَما الظبيةُ الثّكلى إِذا فَقَدَت خَشْفا

إِخالُ شُعاعَ الشَّمسِ نورَ حَبيبتي

فَأُرسِلُ آمالي تَمدُّ لَها طَرفا

كَظَنِّ الثريّا ثَعلبُ الفَجرِ طالِعاً

مِنَ الحَبِّ عنقوداً يَرومُ لَهُ قَطفا

وَجِسميَ مَبنيٌّ عَلى السُّقمِ وَالضّنا

وَلَم يَكُ إِلّا اِسماً لَقَد أَشبَهَ الحَرفا

تَمَكَّنَ مِنهُ الحبُّ إِذ صارَ أَمكناً

وَلَكِن مِنَ التّعذيبِ لَم يَجِد الصّرفا

تَمرُّ بِيَ الظّلماءُ تَعدو خُيولُها

تُهَروِلُ قدّامي فَأُبصِرُها خَلفا

سَميري الدّجى حتّى أَرى الفجرَ طالِعاً

يَكرُّ عَلى الخَضراءِ يَركَبُها طِرفا

كَأَنّ نُجومَ الشَّرقِ قُطنٌ إِذا بَدَت

يَطيرُ إِذا الندّافُ يَندُفُه نَدفا

وَما الشّرقُ إِلّا مِنجَنيق نجومُهُ

لَقَد باتَ نَحوَ الغَربِ يَحذِفُها حَذفا

كَأَنَّ الثريّا عِقدُ درٍّ وَجَوهَرٍ

إِذا حَلَّ فيها البدرُ يَجعَلُها شَنفا

كَأَنَّ سُهَيلاً قلبِيَ الصبُّ خافِقاً

كَفَرخِ حَمامٍ خافَ مِن خاطِفٍ خَطفا

كَأَنّ السُّهى جِسمي الّذي ذابَ بِالنَّوى

فَطَوراً لَقَد يَبدو وَتاراً لَقَد يَخفى

أَرى البدرَ ثُلثَ اللّيلِ وَاللّيلُ حالِك

كَأَنَّ ذِراعَ اللّيثِ مَدّتْ لَه كفّا

وَقَد أَدركت مِنهُ عَلى البُعدِ نِصفَهُ

فَأَبقَت لَهُ نِصفاً وَقَد خَطَفت نِصفا

تَصاغَرَ مُسودّاً إِلى الغَرب هاوِياً

وَقَد جَرَّ ثَوبَ الحزنِ لِلخَسفِ وَاِستَخفى

عَجِبت بِهذا الحالِ مِنهُ فَقيلَ لي

أَما شِمتَ شَمسَ الفَضلِ قَد ظَهَرت كشفا

بَدَت في بُروجِ السّعدِ مِن مَطلَعِ العُلى

عَلى الشَّرفِ الأَعلى فَمال بِها عِطفا

وَما الشَّمسُ إِلّا الشَّهمُ مَن طابَ صيتُهُ

وَضاعَ كَنَشرِ الطيبِ مِن طَيِّهِ عَرفا

أَخو الحِذْقِ وَالرّأيِ السّديدِ وَذو الحِجى

وَمَن حازَ حُسنَ الخلقِ وَاللُّطفَ وَالظّرفا

أَبو الفَوزِ وَابن الفوزِ وَالخيرِ وَالتّقى

وَمَن لَم نَكُن في الدّهرِ نُحصي لَهُ وَصفا

هوَ البحرُ بَحرُ العِلمِ وَالحِلمِ وَالنّدى

فَدونَك مِنهُ الرّشفُ أَو دونَك الغَرْفا

هوَ الجَهْبَذُ النحريرَ وَالعالِمُ الّذي

تَحقّق بِالتّحريرِ مِن قَبلِ أَن يُلفى

هوَ البحرُ فيهِ الدُرُّ إِن شِئتَ فَالتَقِط

فَإِنَّ عُيونَ القَلبِ مِن دُرّه تشفى

إِمامٌ بِمِحرابِ العُلومِ مقدَّمٌ

وَقَد قامَ أَهلُ الفَضلِ مِن خَلفِهِ صَفّا

هوَ الجَوهَرُ المَظروفُ في المَجدِ وَالعُلى

وَلَم تَكُنِ العَلياءُ إِلّا لَهُ ظَرفا

هُوَ الأَشرفُ المُمتازُ في مَوكِبِ العُلا

وقد لبس العلياءَ في رجله خُفّا

بَليغٌ مِنَ التّبيانِ يَنظِمُ جَوهَراً

بِسلكٍ مِنَ الياقوتِ يُتقِنُه رَصفا

فَمِنهُ المَعاني بِالبَيانِ بَديعَةٌ

وَمِن عَسجَدِ الأَلفاظِ صاغَ لَها حَرفا

تَرعرَعَ في المَعروفِ مِن حينِ مَهدِهِ

وَتاجَرَ في الآدابِ فَاِكتسَبَ اللُّطفا

فَيا فَردَ أَهلِ العَصرِ يا عَينَ مَجدِهِم

وَأَكرَمِهم أَصلاً وَأَكثَرِهم عَطفا

إِلَيكَ اِبنُ فَتحِ اللَّهِ يهدي خَريدةً

مخدَّرةً بالفكر قد زفّها زفّا

فَأَقْبِلْ عَلَيها بِالقَبولِ وَبِالرِّضا

وَغُضَّ أَخا الإِحسانِ عَن عَيبِها طَرفا

وَدُمْ بِأَمانِ اللَّهِ ما صَدَحَت عَلى

غُصونُ الرُّبى وُرْقٌ وما خضبَت كَفّا

وَما قالَ ذو حُبٍّ لحِبٍّ مُخاطباً

سَلِ الصَّبَّ ذا الأشجانَ ماذا بِها أَلفى

شرح ومعاني كلمات قصيدة سل الصب ذا الأشجان ماذا بها ألفى

قصيدة سل الصب ذا الأشجان ماذا بها ألفى لـ المفتي عبد اللطيف فتح الله وعدد أبياتها خمسة و ثلاثون.

عن المفتي عبد اللطيف فتح الله

المفتي عبد اللطيف فتح الله

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي