سل بالغميم معاهدا لم أنسها

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة سل بالغميم معاهدا لم أنسها لـ ابن فركون

اقتباس من قصيدة سل بالغميم معاهدا لم أنسها لـ ابن فركون

سلْ بالغَميم معاهِداً لمْ أنسَها

أتعيدُ أيامُ التّواصُلِ أُنْسَها

أبدَتْ لديْكَ من المَعاطِفِ مُلْدَها

أهْدَتْ إليكَ من المَراشِفِ لُعْسَها

عهْدي بها وزمانُنا مُتكفِّلٌ

بِشوارِدِ الآمالِ يُدني شُمْسَها

نامتْ عُيونُ الحادثاتِ ونحْنُ في

دَعَةٍ وصرْفُ الدّهْرِ عنّا قَدْ سَها

باتَتْ جوانِحُنا إليْها نُزَّعاً

لا منْ جميلِ الصّبْرِ تنزِعُ لُبْسَها

لم يُشْجِها الطّيْفُ المُلمُّ وإنّما

زار الخبالُ مع الخَيال فمسّها

فقلوبُنا لوْلا التعلّلُ بالمُنى

لأحَلّها طولُ التسوُّفِ رَمْسَها

ونفوسُنا لولا الخليفَةُ يوسُفٌ

لاسْتَشعَرَتْ فيما تؤمِّلُ يأسَها

لله سابقةٌ لها أنِسَتْ بِها

مَوْلَى الخلائِفِ يوسُفٌ لمْ يَنْسَها

فلكَمْ جَلوْتُ لديْهِ غُرَّ فرائِدٍ

ضمّنتُ أزهارَ الحديقَةِ طِرسَها

ملكٌ صلاةُ صِلاتِه وخِلالُهُ

شمسٌ تُزيلُ عن النّواظِرِ لَبْسَها

حزْمٌ وإقْدامٌ وعزْمٌ في تُقىً

في جود كَفٍّ قدْ أقامَتْ خمْسَها

إنّ الخِلافَة إذْ رأتْهُ وليَّها

وهبَتْ لهُ شرْعاً وطبْعاً نفسَها

كفّ العُداةَ فلمْ تُروّعْ سِرْبَها

وكَفى الخُطوبَ فلمْ تُكوّرْ شمْسَها

موْلايَ هلْ في الخافقيْنِ كَيوسُف

مَولَىً يُشرِّفُ مِصْرَها أو قُدْسَها

لو لُحْتَ للأمْلاكِ قِدْماً لم يَسُدْ

كِسْرَى وقيصَرُ رومَها أو فُرْسَها

أيّ الخلائِفِ دولةً ما فُقْتَها

أو أيُّ أشرفِ حُلّةٍ لمْ تُكْسَها

هذا ومُلْكُكَ في هديّةِ تونُسٍ

لكَ يومُها في العِزِّ يُنسي أمْسَها

هي دولةٌ حفْصيّةٌ بك حقّقَتْ

مَظنونَها فيما رَجَتْهُ وحَدْسَها

شادَتْ مَعالِمَ قد أقمتَ على الرِّضى

وعلى المُوالاتِ الجَميلةِ أُسَّها

لولا انتسابُ خيولِها نُسِبَتْ إلى

هوجِ الرّياحِ ولمْ تخالِفْ جِنْسَها

تحتالُ زَهْواً في أعنّةِ سيْرِها

مثْل النّدامَى قد أدارت كأسَها

لتحُلّ حَضرةَ ناصِر الدّين الذي

بِحُلَى عُلاهُ اللهُ شرّفَ قُدْسَها

أضْفى علَيْها الحُسْنُ حُلّتَهُ التي

لم تسْتَطِعْ أيْدي التّناوُل لمْسَها

فإذا أحسَّ الرومُ منها غارَةً

كادَتْ مُلوكُهُمُ تُفارقُ حِسَّها

للخَزْرَجيّينَ الألى لكَ نِسبةٌ

طاوِلْ بها ذُبْيانَها أو عبْسَها

وإليْكَها عَذْراءَ راقَ جمالُها

بالطّرْسِ قد لفّتْ حَياءً رأسَها

وافَتْ فَما راعَ الوسائِلَ ردُّها

كَلا ولا الأثْمانُ تخْشى بخْسَها

لمْ تُصْمِتِ الأيامُ ألسُنَ فِكْرَتي

إلا وأنصَفَتِ المَواهِبُ خُرْسَها

لمّا انثنَتْ تُثْني علَيك عقائِلي

سَحْبانَها خجَلاً ثَنَتْهُ وقُسَّها

كُلُّ المقاصِدِ منك ها أنا أرْتجي

إسْعافَها إن رامَ دهْرٌ عكْسَها

أنا غرْسُ أنعُمِكَ التي عمّت ومن

زهْرِ المدائِحِ فيكَ تجْني غَرْسَها

شرح ومعاني كلمات قصيدة سل بالغميم معاهدا لم أنسها

قصيدة سل بالغميم معاهدا لم أنسها لـ ابن فركون وعدد أبياتها اثنان و ثلاثون.

عن ابن فركون

هـ / 1379 - 1417 م أبو الحسين بن أحمد بن سليمان بن أحمد بن محمد بن أحمد بن إبراهيم بن هشام القرشي. شاعر، هو ابن أحمد بن فركون أحد تلاميذ ابن الخطيب ومن خاصته. وقد ورث شاعرنا عن أبيه الذكاء الحاد والنبوغ المبكر، وقال الشعر صغيراً ولا يعرف له اسم سوى كنيته أبو الحسين. وكان ينظر في شبابه إلى العمل في ديوان الإنشاء، وقد حصل له ما أراد بعمله في كتاب المقام العلي. ولما بويع يوسف الثالث مدحه ، فنال عنده الحظوة، وغدا شاعره المختص المؤرخ لأيامه بشعره وأصبح ابن فركون بفضل منصبه وأدبه مرموقاً في المجتمع الغرناطي.[١]

تعريف ابن فركون في ويكيبيديا

ابن فركون هو أبو الحسين بن أحمد بن سليمان بن أحمد بن محمد بن أحمد بن إبراهيم بن هشام القرشي، المعروف بابن فـُركون، وأبو الحسين اسمه لا كنيّـته، و( ابن فُركون ) شهرته وشهرة أبيه أحمد وعمّه أبي الطاهر وجدّه سليمان وجدّ أبيه أحمد قاضي الجماعة، وبنو فُركون هؤلاء أصلهم من ألمرية.وكان انتقال جدّ الأسرة أحمد بن محمد إلى غرناطة وولايته قضاء الجماعة فيها بداية لشهرة هذه الأسرة ومشاركة عدد من أعلامها في الحياة السياسية والعلمية والأدبية بمملكة بني نصر، وكان أبو الحسين كاتب سرّ يوسف الثالث وشاعر دولته ومؤرخ أيامه. ولد أبو الحسين حوالي 781هـ بغرناطة، ونشأ في حِجر والده القاضي الأديب ودرس على أعلام العلم بالحضرة النّصرية يومئذ، وبعد أن أكمل دراساته واستكمل أدواته دخل ديوان الإنشاء النّصري في عهد محمد السابع من عام 808هـ وترقّى في عهد يوسف الثالث، فكلّفه أول الأمر في عام 811هـ بتنفيذ النفقات المخصّصة للغزاة والمجاهدين المتطوعين، ثمّ اختاره لتولّي كتابة سرّه عام 814هـ، وظلّ في هذا المنصب إلى وفاة يوسف الثالث عام 820هـ، وبعد هذا التاريخ لا يُعرَف شيءٌ، وأغلب الظنّ أنه أصيب في غمرة الفتن التي حصلت بعد وفاة يوسف الثالث . وترك لنا آثارا شعرية تتمثّل أولا في ديوانه الذي وصل إلينا السّفر الثاني منه، وثانيا في المجموع الشعري الكبير المسمّى «مظهر النور الباصر في أمداح الملك الناصر».[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. ابن فركون - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي