سماء الدجى ما هذه الحدق النجل

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة سماء الدجى ما هذه الحدق النجل لـ بديع الزمان الهمذاني

اقتباس من قصيدة سماء الدجى ما هذه الحدق النجل لـ بديع الزمان الهمذاني

سماء الدجى ما هذه الحدق النجل

أصدر الدجى حالٍ وجيد الضحى عُطل

لك اللّه من عزم أجوب جيوبه

كأني في أجفان عين الردى كحل

كأن الدجى نقع وفي الجو حرمة

كواكبها جند طوائرها رسل

كأن مطايانا سماء كأننا

نجوم على أقتابها برجها الرحل

كأن القُرى سكْرى ولا سكر بالقرى

كأن الربا ثكلى وما بالربا ثكل

كأن السرى ساقٍ كأن الكرى طلا

كأنا لها شرب كان المنى نقل

كأن الفلا نادٍ به الجن فتية

عليه الثرى فرش حشيته الرمل

كأن الربا كُوم كأن هزالها

لكثرة ما يغتالها الخف والنعل

كأن الذي تنفى الحوافر في الثرى

خطوطٌ مساميرُ النعال لها شكل

كأنا جياع والمطيّ لنا فم

كأن الفلا زاد كأن السرى أكل

كأن بصدر العيس حقداً على الثرى

فمن يدها خبط ومن رجلها نكل

كأن ينابيع الثرى ثدي مرضع

وفي حجرها مني ومن ناقتي طفل

كأنا على أُرجوحة من مسيرنا

لغورٍ بها نهوي ونجدٍ بها نعلو

كأنا على سير السواني مسافة

لمجهلة تمضي ومجهلة تتلو

كأن الدجى جفن كأن نجومه

على ظهره حليٌ كأنا له نصل

كأن بني غبراء حين لقيتهم

ذئاب كأني بين أنيابهم سخل

كأن أبانا أودع الملك الذي

قصدناه كنزاً لم يسَع ردَّه مطل

كأن يدي في الطرس غواص لجة

بها كلمي درّ به قيمتي تغلو

كأن فمي قوس لساني له يد

مديحي له نزع به أملي نبل

كأن دواتي مطفِل حبشية

بناني لها بعل ونفسي لها نسل

كان بنيها عكس أبناء عصرنا

فإن يُرضَعوا يبكوا وإن يفْطموا يسلو

وإن ضربت أعناقهم عاش ميتهم

فقتلهم أن لا يعمهم القتل

كأن ألهمت فضل الذي باسمه جرت

فسارت وما غير الرؤوس لها رجل

كأن الأمير اختصها فاعتلت به

معارجُ أسبابُ السماء لها سفل

وإلا فما بالُ الملوك نراهمُ

عبيد قناة لا تمر ولا تحلو

ألا عَتَبَتْ جُمْل وبيني وبينها

من البيد عذرٌ لو به علمت جمل

تعجب من شكواي دهري كأنني

شَكوت لما لم يشكه الناس من قبل

يذكرني قرب العراق وديعة

لدى اللّه لا يسليه مال ولا أهل

حنته النوى عني وأضنته غَيبتي

وعهدي به كالليث جؤجؤه عبل

إذا ورد الحجاج لاقى رفاقَهم

بفوَّارتي دمع هما السجل والنجل

يسائلهم أين ابنه كيف حاله

إلامَ انتهى لِمْ لَمْ يَعُد هل له شغل

أضاقت به حال أطالت له يد

أأخّره نقص أقَدَّمه فضل

أفيصوا عن الفرع الذي أنا أصله

وما بال فرع ليس يحضره الأصل

يقولون وافى حضرة الملك الذي

له الكنف المأمول والنائل الجزل

فَقِيدَ له طِرف وحُلّت له حبى

وخِير له قصر ودرَّ له نزْل

وفاضت عليه مطرة خلفية

بها للغوادي عن ولايتها عزل

يذكرهم باللّه ألاّ صدقتم

لديّ أجدُّ ما تقولون أم هزل

فدى لك ما أبناء دهرك من غدا

ولا قوله علم ولا فعله عدل

طوينا للقياك الملوك وإنما

بمثلك عن أمثالهم مثلنا يسلو

ولما بلوناكم تلونا مديحكم

فيا طيب ما نبلو ويا صدق ما نتلو

ويا ملكاً أدنى مناقبه العلى

وأيسر ما فيه السماحة والبذل

هو البدر إلا أنه البحر زاخراً

سوى أنه الضرغام لكنه وبل

محاسن يبديها العيان كما ترى

وإن نحن حدثنا بها دفع العقل

فقولا لِوَسّام المكارم باسمه

ليهنك إذ لم تبقِ مكرمة غفل

وجاراكَ أفراد الملوك إلى العلى

فحقاً لقد أعجزتهم ولك الخصل

سما بك من عمرو بن يعقوب محتد

كذا الأصل مفخوراً به وكذا النسل

شرح ومعاني كلمات قصيدة سماء الدجى ما هذه الحدق النجل

قصيدة سماء الدجى ما هذه الحدق النجل لـ بديع الزمان الهمذاني وعدد أبياتها ستة و أربعون.

عن بديع الزمان الهمذاني

أحمد بن الحسين بن يحيى الهمذاني أبو الفضل. أحد أئمة الكتاب له (مقامات -ط) أخذ الحريري أسلوب مقاماته عنها وكان شاعراً وطبقته في الشعر دون طبقته في النثر. ولد في همذان وانتقل إلى هراة سنة 380هـ‍ فسكنها ثم ورد نيسابور سنة 382هـ‍ ولم تكن قد ذاعت شهرته. فلقي فيها أبو بكر الخوارزمي فشجر بينهما ما دعاهما إلى المساجلة فطار ذكر الهمذاني في الآفاق. ولما مات الخوارزمي خلا له الجو فلم يدع بلدة من بلدان خراسان وسجستان وغزنة إلا ودخلها ولا ملكاً أو أميراً إلا فاز بجوائزه. كان قوي الحافظة يضرب المثل بحفظه ويذكر أن أكثر مقاماته ارتجال وأنه كان ربما يكتب الكتاب مبتدئاً بآخر سطوره ثم هلم جراً إلى السطر الأول فيخرجه ولا عيب فيه. وفاته في هراة مسموماً. وله (ديوان شعر -ط) صغير و (رسائل -ط) عدتها 233 رسالة، و (مقامات -ط)[١]

تعريف بديع الزمان الهمذاني في ويكيبيديا

أبو الفضل أحمد بن الحسين بن يحيى بن سعيد المعروف ببديع الزمان الهمذاني ، (358 هـ/969 م -398 هـ/1007 م)، كاتب وأديب من أسرة عربية ذات مكانة علمية مرموقة استوطنت همدان وبها ولد بديع الزمان فنسب إليها، وقد كان يفتخر بأصله العربي إذ كتب في أحد رسائله إلى أبي الفضل الأسفرائيني: «إني عبد الشيخ، واسمي أحمد، وهمدان المولد وتغلب المورد، ومضر المحتد». وقد تمكن بديع الزمان بفضل أصله العربي وموطنه الفارسي من امتلاك الثقافتين العربية والفارسية وتضلعه في آدابهما فكان لغوياً وأديبًا وشاعراً وتوفي عام 395 هـ، انتقل بديع الزمان إلى أصفهان فانضم إلى حلبة شعراء الصاحب بن عباد، ثم يمم وجهه شطر جرجان فأقام في كنف أبي سعيد محمد بن منصور وخالط أسرة من أعيان جرجان (تعرف بالإسماعيلية) فأخذ من علمها الشيء الكثير ثم ما فتئ أن نشب خلاف بينه وبين أبي سعيد الإسماعيلي فغادر جرجان إلى نيسابور، وكان ذلك سنة (382هجرية/ 992ميلادية) واشتدت رغبته في الاتصال باللغوي الكبير والأديب الذائع الصيت أبي بكر الخوارزمي، ولبى هذا الخوارزمي طلب بديع الزمان والتقيا، فلم يحسن الأول استقبال الثاني وحصلت بينهما قطيعة ونمت بينهما عداوة فاستغل هذا الوضع بعض الناس وهيؤوا للأديبين مناظرة كان الفوز فيها لبديع الزمان بفضل سرعة خاطرته، وقوة بديهته. فزادت هذه الحادثة من ذيوع صيت بديع الزمان عند الملوك والرؤساء وفتحت له مجال الاتصال بالعديد من أعيان المدينة، والتف حوله الكثير من طلاب العلم، فأملى عليهم بأكثر من أربعمائة مقامة (لم يبق منها سوى اثنتان وخمسون). لم تطل'" إقامة بديع الزمان"' بنيسابور وغادرها متوجها نحو سجستان فأكرمه أميرها خلف بن أحمد أيما إكرام، لأنه كان مولعا بالأدباء والشعراء. وأهدى إليه "'بديع الزمان"' مقاماته إلا أن الوئام بينهما لم يدم طويلا، فقد تلقى "'بديع الزمان"' يوما من الأمير رسالة شديدة اللهجة أثارت غضبه، فغادر سجستان صوب غزنة حيث عاش في كنف السلطان محمود الغزنوي معززا مكرماً، وكانت بين أبي العباس الفضل بن أحمد الأسفرائي وزير السلطان محمود عدة مراسلات، وفي آخر المطاف حط رحاله بديع الزمان بمدينة هرات فاتخذها دار إقامة وصاهر أبا علي الحسين بن محمد الخشنامي أحد أعيان هذه المدينة وسادتها فتحسنت أحواله بفضل هذه المصاهرة، وبمدينة هرات لفظ أنفاسه الأخيرة. ومات في 11 جمادى الآخرة 398 هـ، وقد أخذته سكتة، فدفن سريعا، وسمعوا صراخه في القبر فنبشوه، فوجدوه ميتا وقد قبض على لحيته من هول القبر.[٢]

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي