سما فوق أعناق الرجال عباب
أبيات قصيدة سما فوق أعناق الرجال عباب لـ صالح مجدي
سَما فَوقَ أَعناق الرِجال عبابُ
وَتَحتَ تخوم الأَرض غاض سَحابُ
وَقَد حجبت شَمسَ العُلوم غَمامةٌ
وَأَربى عَلى بَدر الفُنون ضَباب
وَأَصبَحت الآداب تَبكي إمامَها
وَينعيه مِنها دَفترٌ وَكِتاب
وَغاب شِهاب الدين عَنها فَنالَها
عَلى فَقده دُون الأَنام مُصاب
وَأَصمت سِهامُ الدَهر مِنها فؤادَها
فَعاشَت بِلا قَلب وَذاكَ عُجاب
وَأَركانها مِن بَعده قَد تهدّمت
وَلاحَ عَلَيها يَوم فاظَ خَراب
وَآوى إِلَيها البوم في عَرصاتها
وَجاوره فيها هُناك غراب
فَلا كانَ يَومٌ سار عَنها ركابُه
وَواراه عَنها جَندل وَتُراب
لَقَد كانَ في مضمارها لَيث غابة
يَكرّ فَلا تلوي عَلَيهِ ذئاب
أَما وَمعانٍ كان أَوّل مُبدع
لَها وَمَبان فَوقهنّ قباب
وَرقة أَلفاظ وَحُسن سَلاسة
تحلَّى بِها طُرس وَراق شَراب
وَدرّ فَريد في عُقود بَديعة
بِأَجياد حُور ما لهنّ حِجاب
لَئن ماتَ هَذا السَيد الحبر وَاِنقَضى
فَما ماتَ تَأليف لَهُ وَصَواب
وَكَيفَ لَدى الأَحيا يَموت وَذكرُه
مَدى الدَهر باق يَقتفيهِ ثَواب
وَمِن عَجَب تَحويه أَرض وإنه
لَهُ في السَما بَين النُجُوم حِساب
أَيا راجِياً لِلفَوز بِالسَبق بَعدَه
تَأخَّر فَما كُل الطُيور عُقاب
وَهَيهات يَوماً أَن تَكون مدانياً
لَهُ في ضُروب الفَضل وَهوَ عباب
فَمَن رامَ يَحذو حَذوه فَهوَ قاصر
وَلَو أَنَّهُ بَينَ الأَنام نقاب
وَلِلوارد الظَمآن ماءُ علومِه
فُراتٌ وَماء المدّعين سَراب
فَكَم هَذب الانشا بنظم عَقائدٍ
لَها بَيننا في الخافِقين طلاب
وَكَم في رَسول اللَه صاغَ فُوائِداً
بِها في جِنان المُتقين يثاب
وَكَم بِنَسيم الأُنس سارَت سَفينة
لَهُ في بِحار الوفق وَهيَ حباب
وَقَد فازَ في الدُنيا بعز ورفعة
وَنالَ بِها الآمال وَهيَ صِعاب
وَهامَ لَهُ المَعقول عِندَ فِطامه
فَأَظهَر في المَنقول مِنهُ شَباب
وَلا زالَ هَذا الفاضل الحبر يَرتقي
إِلى أَن دُعِي للخلد وَهوَ مُهاب
وَجاور في دار الكَرامة رَبه
فَطُوبى لَهُ مِن حَيث طاب مآب
وَبُشراه فالرضوان قال مؤرّخاً
إِلى الحُور في الفَردوس راح شِهاب
شرح ومعاني كلمات قصيدة سما فوق أعناق الرجال عباب
قصيدة سما فوق أعناق الرجال عباب لـ صالح مجدي وعدد أبياتها سبعة و عشرون.
عن صالح مجدي
محمد بن صالح بن أحمد بن محمد بن علي بن أحمد بن الشريف مجد الدين. باحث، مترجم، له شعر، من أهل مصر، أصله من مكة، انتقل جده الأعلى الشريف مجد الدين إلى الديار المصرية، فولد صاحب الترجمة في أبي رجوان (من أعمال الجيزة) وتعلم في حلوان ثم بمدرسة الألسن بالقاهرة، ونشأ نشأة عسكرية، ثم تحول إلى القضاء، وتوفي بالقاهرة. ترجم عن الفرنسية كتباً كثيرة، ولما ولي الخديوي إسماعيل، انتدبه لترجمة القوانين الفرنسية المعروفة باسم (كود نابليون Code Napteon) فترجمها إلى العربية. وتعلم الإنجليزية سنة 1286هـ. وله (ديوان شعر -ط) قال على مبارك: له من الكتب المترجمة والمؤلفات ما يزيد على 65 كتاباً ورسالة منها: (المطالب المنفية في الاستحكامات الخفية- ط) ، و (ثمانية عشر يوماً في صعيد مصر-ط) .[١]
- ↑ معجم الشعراء العرب